كتبت بالأمس عن قصة حوار البابا شنودة الثالث مع التليفزيون المصري، واليوم أتناول ما جاء من إجابات حاسمة للبابا في حواره مع عبداللطيف المناوي. قال البابا: سنحتفل بعيد الميلاد المجيد. علي أبنائنا في المهجر.. أن يتبعوا موقف الكنيسة الأم. مناقشة المشكلات بالحوار، وليس بالعنف. المهم استقرار المجتمع المصري. هناك عناصر اندست وتكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن القيم المسيحية. وهي إجابات تحتاج إلي تحليل وتعليق لأهميتها. لقد حسم البابا مسألة الاحتفال بالعيد بعد أن روجت قناة الجزيرة وغيرها عن عدم استقباله للمسئولين وإلغاء الاحتفال بالعيد، ووصل الأمر إلي ترويج البعض لإلغاء صلاة عيد الميلاد من الأصل علي غرار ما حدث في 81 وهي شائعات مغرضة لعدة أسباب منها أنه في 81 تم إلغاء مظاهر الاحتفال والفرح بالعيد، ولم يتم إلغاء الصلوات لأنها طقس كنسي مسيحي لا يمكن لأحد إلغاءه من الأصل. ولا أعرف لمصلحة من تصوير الأمر باعتباره صداما بين الكنيسة والدولة. وجه البابا شنودة الثالث رسالته للمهاجرين المسيحيين المصريين بأن يلتزموا بموقف الكنيسة الأم.. وهو في حقيقته موقف يتسم بالحكمة والاتزان، وليس الصدام والتصعيد. كما أكد أن معالجة المشكلات تتم بالحوار.. فالعنف وسيلة تصعيد لا تنتهي بحلول حقيقية. وأود أن أشيد هنا بالأجهزة الأمنية المصرية لأنها استطاعت أن تستوعب الغضب القبطي النبيل والمبرر علي حد تعبير الأستاذ مكرم محمد أحمد (نقيب الصحفيين)، وهو الغضب الذي شاهدناه من خلال مسيرات احتجاجية بدون أي تجاوز أو تدمير. ولذلك أتفق هنا مع ما قاله البابا شنودة الثالث في إحدي إجاباته بأن هناك عناصر اندست وتكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن القيم المسيحية. وفي الحقيقة لقد رأيت في بعض المسيرات التي حدث فيها تجاوز وصدام اشتراك بعض أتباع جماعات (التهريج السياسي) مثل: كفاية و6 أبريل والبرلمان الموازي.. حيث قاموا بالتصعيد والتأجيج من خلال استخدام الشعارات السياسية والهتاف ضد الدولة. وهو الأمر الذي لم يكن يقوم به الشباب المسيحي المصري الغاضب وحده حيث لم يتعد ترديد شعارات الإدانة والشعور بالألم لما حدث. بقي أن أذكر هنا ملاحظة هامة، وهي أنه لا يمكن في تقديري بأي حال من الأحوال الخلط بين الملفين.. ملف الحادث الإرهابي الشنيع، وملف مشكلات المواطنين المسيحيين المصريين وهمومهم لأنه في الخلط بين الاثنين ضياع لمحاولة الوصول لحلول حقيقية. ولا ينفي ذلك بالطبع أن هناك تراكمات طائفية واحتقان طائفي في المجتمع وصل إلي مداه. كما لا يمكن أن نحمل هذا الموقف الإرهابي علي عموم المسلمين المصريين ولا علي الإسلام. أتمني أن تنتهي هذه الانتفاضة الوطنية علي كافة مستويات الدولة بحل حقيقي لملف هموم المواطنين المسيحيين المصريين ومشكلاتهم.