في جلسة لم تخل من المناوشات، أكد محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب مع بداية مؤتمر «الوحدة الوطنية في الإبداع المصري» أمس أن القضية ليست سياسية فقط والإرهاب ليس قضية أمنية فقط، مشددًا علي تلازم روح التآخي وعدم التفرقة بين المسيحيين والمسلمين، ومن هنا يبرز دور الأديب في مقدمة التصدي لهذه الظاهرة الظلامية باعتبارها قضية فكرية. وقال سلماوي: إن أدب نجيب محفوظ بأكمله احتوي علي شخصية القبطي ورواية بهاء طاهر «خالتي صفية والدير» إشارة لعدم تخاذل المثقف عن دوره، مؤكدًا أن كل ما يقال عن عدم قيام المثقفين بدورهم «هراء»، ولسنا هنا لتقديم التعازي أو التفكير في موتانا لأننا نقوم بذلك يوميًا، إنما للتأكيد علي أن الخلاص عبر الكتابة والفكر، وقال إن الهتافات التي حدثت في «شبرا» منذ أيام بالخروج في جنازة مهيبة مرددين «نحن شعب واحد مش شعبين.. أنا جرجس وأخويا حسين» لخصت الموقف بشكل واضح وإيجابي وأشار إلي ضرورة مراجعة نظم التعليم والإعلام. وأشار أيضًا إلي الدور الذي يلعبه الإعلام لافتًا إلي عدد من القنوات التي يدعو بعضها إلي ما يشبه بالتطرف في الاتجاهين. وقال يعقوب الشاروني «رب ضارة نافعة»، فبدأ البعض يدرك أنها ليست مسألة طائفية إنما موجهة لقلب مصر، وأكد أن مفهوم قبول الآخر المذكور في الدين المسيحي يغيب عن الكثيرين من المسيحيين، مشددًا علي ضرورة تصدي المثقفين للشباب المسيحي المتشدد، وأوضح أن الناشرين يبتعدون عن السياسة والدين لذلك لا يتناول أدب الطفل تلك القضية. وقال إبراهيم عبدالمجيد: تعبت لأنني كتبت أكثر من 100 مقال في العلاقة بين المسيحيين والمسلمين والغزو السلفي من 1995 الذي اتخذ كلعبة سياسية ساذجة أدت إلي التوغل وأكد أن الإسكندرية سوداء من 25 عامًا والمدينة العالمية (بتروح). ولفت بهاء طاهر إلي سوء الوضع وضرورة عدم خداع أنفسنا بوجود نوع من التوتر القديم الأجل والمسكوت عنه وإغلاق الجرح ونشهد الآن إثارة هذا الاحتقان وقال: «أنا أكثر تأثرًا بما حدث بعد الجريمة، حيث كنت أتمني أن توقظ الجريمة «النكراء» النيام لتغيير الموقف ورؤية الصورة علي حقيقتها، وأشار إلي أن التراجع حدث منذ حقبة السبعينيات وعدنا للفرز الطائفي وتقوقع كل طائفة علي نفسها. وأشار إلي نوعية الفكر العالي الصوت وغلبة الفكر المستورد سواء من الشرق «الخليج» أو الغرب بسبب قدرتهم علي التغلغل وانتشار فكرهم وليس لعددهم، ولفت إلي اختلافه سياسيًا كثيرًا مع السادات، ولكنه عالج قضية شائعات الفتنة في حرب 1973 بتعيين فؤاد عزيز غالي، وأنهي كلامه مشيرًا إلي الحاجة إلي تغيير الثقافة المريضة إلي سليمة. وعلي الرغم من أن المؤتمر الغرض منه إظهار المواقف المساندة لكن الكتاب لم يستطيعوا الاستمرار في ذلك فيما بينهم عندما احتجت بشدة الكاتبة سلوي بكر علي خلو المنصة من أي عنصر نسائي وأصرت علي إلقاء كلمة، وقالت كل مرة نحيل الحادث إلي الإرهاب لحين حادثة أخري والمسئول هو حالة الهوس الديني وهناك نقاش ثقافي منتقدة بداية الجلسة بآيات قرآنية التي تضمنت أن أقرب الناس إلي المسلمين هم المسيحيون وهذا ما رفضه عمر السيد عيد نائب رئيس الاتحاد الذي بدأ بتلك الآيات. وأشارت إلي رفض إحدي دور النشر طبع روايتها زينب البكرية التي أنشأت علاقة مع نابليون بونابرت تخوفًا من نقابة الأشراف والمنع بإحدي الدول العربية، ولكن قامت هيئة الكتاب بطبعها ولفتت إلي أن مساحة البرامج الدينية التي تثير الفتنة كبيرة في حين لا يتحدث أحد عن فصل الدين عن الدولة. وانتقدت وجود محال تجارية تحمل اسما مثل «التوحيد والنور» الذي يبيع ملابس داخلية! وقالت: إن الكوادر الثقافية القادرة علي إخماد الفتنة مستبعدة والأزمات ستتكرر طالما غاب سؤال كيف ننهض بمصر؟ وانتقدت إقبال بركة قلة عدد الحضور وعدم وجود كاتبات وهذا ما رد عليه سلماوي معترضًا سنقسمهم إلي أقباط ومسلمين وسنة وشيعة، وأشارت إقبال إلي أن مقالها ب«روزاليوسف» سيتناول كيف لم نكن نعرف في الإسكندرية ما يسمي مسيحي ومسلم وقالت: إن ما حدث الآن ومنذ بداية السبعينيات يجب أن ينتهي فورًا، ووصفت حادثة الإسكندرية بالخيانة العظمي وجريمة لا تقل بشاعة عن جرائم التجسس لحساب قوي خارجية ونظرية المؤامرة سليمة، وأشارت إلي أن الداخل يدان أيضًا، وقالت: إن الشيء غير الطبيعي شاب يطول ذقنه ويلبس جلبابًا ليقتل شخصًا في الكنيسة ويردد «بأبي أنت وبأمي يا رسول الله».