كتب: ستانلي فيش في العام 1995 ألغت المحكمة العليا في أوهايو النظام الأساسي المعمول به من لجنة الانتخابات الذي يتطلب من أي شخص يريد أن يطبع نشرة أو دعاية لمرشح ما أن يتقدم ببلاغ به تحديد للاسم، الحكم الذي أصدره القاضي جون بول ستيفنز أخذ في حساباته الخطاب العام وقدرته علي إعلام الجمهور دون أن يحتاج إلي تحديد هويته ومصدره وسواء كان مؤسسة أو جمعية أو نقابة أو فرداً وبعبارة أخري يحق لمن يريد الكتابة أو الكلام فعل ذلك ونقل المعلومات بشكل مستقل دون الحاجة لتحديد هوية المتكلم. هناك مشكلتان بالتحديد في هذا الأمر الأولي أنه ليس صحيحا أني أعلم هوية المصدر مادمت أفهم معني النص المرسل لي فالمفترض إني تلقيت رسالة من مجهول فقد يكون في هذه الرسالة خيانة من شخص ما أو رسالة من صديق تحوي تشهيرا أو نكتة عبثية قاسية أو تحذيرا إذا تمكنت من التعرف علي شخصية المرسل مسبقا فسوف تكون قادر علي فهم محتوي المرسل لك بشكل صحيح وستعرف من هو هذا الشخص والدوافع من وراء إرسالها لك. الثانية وبنفس الطريقة إذا أفترض إني أكون أنا المستفيد من رسالة تأييد لمرشح سياسي ما فإن تقييمي لما أقرأ أو أسمع سيعتمد علي مدي معرفتي بالمرسل سواء كان فردا أو جماعات ضغط أو اتحاد حريات مدنية حيث تمثل هوية مرسل الرسالة جزءا من المعلومة وبالتالي قد ألجأ لمشورة هذا المصدر أو نظرياته وتفسيراته للأمور. ممارسة عملية حجب هوية المتكلم لها هدف إستراتيجي واحد هو تجنب المساءلة والمسئولية، ووفقا لأحد أساتذة القانون والفلسفة في جامعة شيكاغو فإن السماح للمدونين علي الإنترنت بإنشاء مساحة خالية لأنفسم وعدم تعريفها هو عار ويسبب مشاكل للآخرين ويشير إلي ان قوة بعض المدونون تكمن في عزل شخصياتهم وإخفائها لعدم تحملهم مسئولية ما يقومون به علي الإنترنت في العالم الحقيقي في الوقت الذي قد يتحمل العالم الحقيقي عواقب ما يفعلون. ناسبوم هي كاتبة ومحررة لها مجموعة من المقالات حول الجانب المظلم للإنترنت بعنوان "الإنترنت الهجومي" وتدور تلك المقالات حول سؤال واحد وهو ماذا يمكن أن يحدث نتيجة لنشر معلومات غير مسئولة علي الإنترنت؟ فمن خلال الإنترنت تستطيع أن تجد وسيلة للتشهير والافتراء عن طريق لوحة المفاتيح دون أي خوف وإخفاء المصدر فتقوم بنشر معلومات وبيانات تشهيرية في سياق يجعل من الإنترنت بالوعة للإباحية والغوغائية من جانب مستخدمين "ملثمين " وهو ما يتعارض مع حقوق الضحايا الأساسية والذين يتعرضون لهذا التشهير. هناك أفكار تسوق غير صحيحة مثل التداول غير المقيد للأفكار ما يسهل في اتخاذ قرارات مستنيرة من خلال توافر المعلومات حتي إن كانت خاطئة ويقول بريان يتر في أحد مقالاته القوية أن التقارير التي تنشر عن طريق مشارك مجهول هي تقارير "زور" ولا تتيح لمستخدمي الإنترنت مساءلة من ينشر مواد بذيئة أو ضارة ما هو رائع في هذا الصدد أن الأكاديميين والقانونيين أسهبوا في طرح العديد من الحجج في مواجهة مدعي حرية التعبير والذين يتسببون في مشاكل بطرح بعض المواد علي الإنترنت. لا يمكن لحرية التعبير أن تفوق الازمة ولكن يجب وضع الحكمة نصب أعيننا ومحاكمة هؤلاء عما يقومون بنشر مثل تلك الأفكار ليس هناك شيء يضاهي حرية التعبير أنها شيء رائع ولكن الإنترنت الحر غير المقيد هو أمر سييء أيضا. خبير في التعليم والقانون والمجتمع نقلا عن نيويورك تايمز ترجمة هاشم عبدالحميد