اتجهت أسعار مواد البناء الأساسية في السوق العقاري نحو الزيادة الملحوظة في نهاية العام، لتأثرها بالتغيرات في الأسواق العالمية مما ساهم في رفع تكاليف البناء والتشييد خلال المرحلة المقبلة والتي تتزامن مع بدء الانتعاش بالسوق العقاري حيث ارتفعت أسعار الحديد والأسمنت والأخشاب والسيراميك والطوب. يقول محسن الناجوري وكيل شعبة الأخشاب بغرفة تجارة القاهرة، أن هناك زيادة في أسعار الأخشاب بمتوسط حوالي 12% خلال الشهر الأخير من العام، وذلك نتيجة لعدة عوامل من بينها الظروف المناخية المفاجئة في الدول المنتجة للغابات والحرائق التي لحقت بها مما أدي إلي نقص الكميات المعروضة من الأخشاب. إلي جانب التأثير المباشر للعوامل المناخية السيئة علي تكاليف الشحن والنقل مما أدي إلي ارتفاع أسعارها.. يضيف أن ذلك انعكس علي زيادة أسعار الأخشاب إضافة إلي توقف العديد من مصانع تقطيع الأخشاب في الدول الأوروبية الموردة للأخشاب عن العمل بسبب الظروف المناخية. ويشير إلي أن متوسط أسعار الأنواع المختلفة بلغ في الخشب الكونتر حوالي 91 جنيها للوح الواحد مقابل 85 جنيها وسعر الخشب السويدي حوالي 2250 جنيها للمتر مقابل 2650 جنيها. وانعكست بالتالي الزيادة في أسعار الأخشاب علي ارتفاع تكاليف البناء والتشييد حيث يمثل استخدام الخشب حوالي 3% في عمليات التشييد العقاري. من ناحية أخري اتجه سعر الحديد نحو الزيادة داخل السوق المحلي كما يقول محمد الراشد أحد وكلاء الحديد متأثراً بالزيادات المحققة في سعر الحديد الخام البليت والحديد الصلب كما أن الزيادة المحققة في سعر الحديد بداية شهر ديسمبر أدت إلي وجود طلب مفاجئ من الأفراد علي الشراء خوفاً من حدوث المزيد من الزيادة في الأسعار والتي من متوقع أن ترتفع أيضا مع تعاملات العام الجديد 2011 حيث يصل سعر الطن حالياً إلي 4225 جنيها تسليم الوكيل أرض المصنع بعد أن قام بشاي بتحقيق زيادة جديدة في سعر طن الحديد منتصف شهر ديسمبر الجاري يبلغ 175 جنيها للطن الواحد. كما أن فتح باب التصدير للحديد وزيادة جانب الطلب أدي إلي وجود فجوة بين العرض والطلب وتسبب في زيادة الأسعار خاصة مع التوافق النسبي من جانب المستوردين بسبب ارتفاع أسعار المستورد مقارنة بالسوق الداخلي. وبالنسبة للأسمنت كأحد المواد الأساسية للبناء والتشييد في السوق العقاري فقد شهد أيضا زيادة مؤخراً ليصل سعر الطن إلي حوالي 525 جنيها متأثراً بحالة الإضراب التي قام بها سائقو المقطورات والتوقف عن العمل مما أدي إلي زيادة تكاليف النقل والتوزيع إلي جانب الارتفاعات المحققة في الأسعار العالمية وعمليات الإحلال والتجديد التي تشهدها خطوط الإنتاج للحديد من المصانع المنتجة. وأوضح المهندس مصطفي عيد رئيس شعبة الحراريات باتحاد الصناعات أن هناك حالة من الركود في المبيعات بسبب الركود العام في سوق العقارات علاوة علي ارتفاع أسعار الطوب خلال فترة أزمة المقطورات بنسبة 20% حيث ارتفع سعر الألف طوبة من 270 جنيها إلي 300 جنيه للمستهلك. وأشار إلي أن هناك ركوداً في الزلط والرمل موضحاً أن السوق العقاري في فصل الشتاء يشهد انكماشاً مقارنة بالصيف. ومن ناحية أخري توقع المهندس وجيه بسادة رئيس مجلس إدارة شركة ألفا للسيراميك ارتفاع الأسعار إلي 10% خلال الفترة المقبلة نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة. وانتقد قرار إغلاق المحلات من الثامنة مساء حيث ستؤثر بالسلب علي حركة المبيعات وزيادة حركة الركود. وأشار إلي أن أسعار السيراميك تتراوح ما بين 17 جنيها و50 جنيها طبقاً للأشكال والأنواع والموديلات.