وهو حصاد نهاية العام من خلال ما تناولته في عمود "قلم حر" طيلة عام 2010، وسوف أبدأ بكل ما كتبته ضد المواطنة. - كتبت عن مفهوم (الصحافة السوداء)، وهو مصطلح جديد.. أملك حقوق ملكيته الفكرية في وصف الجرائد والمجلات التي تسهم في زيادة الاحتقان وتدعم مناخ التوتر الطائفي وتؤججه بدون أي التزام وطني أو أخلاقي تجاه تلك التصرفات غير المنضبطة أو المسئولة، و(الصحافة السوداء) هو وصف للجرائد التي أصبحت من أهم أسباب صناعة التوتر الطائفي في المجتمع المصري، بل وتحولت لأحد أهم أدوات التشكيك الوطني من خلال استخدام قاموس المؤامرة بما يحمله من مفردات العمالة والتخوين لكل من لا يندرج تحت معسكرهم الوهمي، الذي يفترضون فيه أنه يمثل المعارضة الحقيقية للنظام المصري. - قامت جريدة "الأهالي" في 17 فبراير الماضي بنشر خبر يقول إن قطاع جنوبالمنيا التعليمي قد أصدر منشوراً ينص علي أن يكتب الطلبة المسيحيون عبارة (لله مسيحي لله) علي غلاف كراسة الإجابة لمادة التربية الدينية المسيحية، ولم يصدر أي نفي أو تكذيب حول هذه الواقعة الخطيرة سواء بالنفي أو بالتأكيد والاعتذار، وهو تجاوز خطير إذا ما ثبتت صحته.. خاصة أنه قد حدث قبل تلك الواقعة بشهر تقريباً تجاوز آخر عندما حمل سؤال التربية الفنية للصف الأول الإعدادي سؤالين.. أحدهما يطلب التعبير بالرسم عن وقوف الحجاج بجبل عرفات بملابس الإحرام، والسؤال الثاني يطلب رسم (الكعبة) مع كتابة عبارة (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، من الواضح أن هناك مؤشرات واضحة علي (اختراق) منظومة التعليم بأفكار تشكل وعي أطفالنا وشبابنا لصالح تيارات متشددة ومتطرفة. - نلحظ جميعاً أنه عند حدوث أي توتر طائفي أو عند الاحتفال بالمناسبات الدينية وبعض المناسبات الوطنية.. دائماً ما نستدعي بعض المفردات علي غرار: الوحدة الوطنية والنسيج الوطني والإنجيل يعانق القرآن، والجديد فيما كتبته هو أنني أعتقد أن ما سبق يندرج علي أشهر شعار ضمن شعارات الاستهلاك السياسي وهو شعار (الهلال مع الصليب)، وهي كلها في تقديري شعارات لا تتناسب مع (الظرف) الحالي، وترويجها في مواجهة الأزمات والتوترات الطائفية هو نوع من تكريس الطائفية البغيضة بشكل جديد.. علي اعتبار أن ترديد مثل تلك الشعارات هو نوع من الاستدعاء للدولة الدينية، وليس -كما يعتقد البعض- تأكيداً للوحدة الوطنية بين أبناء مصر. - كتبت أن ثقافة (المحسوبية) و(الواسطة) التي تجعل البعض يحصل علي حق (وظيفة أو ميزة) وهي ليست من حقه بأنها نوع من مصادرة الحقوق أو التمييز، وهي ضد جميع مبادئ حقوق الإنسان، كما أنها ضد منظومة المواطنة بمبادئها وقيمها، كما أن التقاعس عن امتهان أعمال محددة ومهن ذات طبيعة خاصة هو نوع من التخاذل و(التكبر) بدون أي أساس، وبدون وجود أي بدائل.