(الصحافة السوداء)، وهو التعبير الذي أطلقته في وصف الجرائد والمجلات التي تسهم في زيادة الاحتقان وتدعم مناخ التوتر الطائفي وتؤججه بدون أي التزام وطني أو أخلاقي تجاه تلك التصرفات غير المنضبطة أو المسئولة.. حتي أصبحت واحدة من أهم أسباب صناعة التوتر الطائفي في المجتمع المصري من خلال نشر وتخصيص مساحات صحفية ضخمة لقصص وحكايات غير حقيقية و(مفبركة) بدرجة تصل إلي حد التدليس والتزييف، وهو ما جعلني أكتب أكثر من مرة وأؤكد أن ( ناقل الطائفية.. هو في حد ذاته طائفي بغيض). استحدثت جريدة صوت الأمة تلك الصفحة المزعومة باسم (أقباط) في محاولة (لتقليد) مبادرة روزاليوسف اليومية، وهي صفحة تحريضية وغير موضوعية.. ولا تدعم مسيرة تطور المواطنة، وهي ضد الاستقرار الوطني للمجتمع المصري لما تقوم به من تشويه متعمد - في تقديري - لعلاقة المواطنين المصريين.. مسيحيين ومسلمين.. وهي صفحة تتسم بافتراض موضوعات وهمية وغير حقيقية، ثم تتعامل معها علي اعتبار أنها حدثت بالفعل. اتسمت جريدة صوت الأمة باستحداث خطاب طائفي متخصص في تأجيج المناخ الطائفي في المجتمع المصري من خلال محاولة افتراض توازن وهمي حول الحديث عن تنصير المسلمات في مقابل أسلمة المسيحيات من خلال استحضار قصة وفاء قسطنطين مرة أخري والتشكيك في موقفها الذي قررته بكامل إرادتها أمام النيابة العامة حينذاك. ومحاولة ترسيخ مفهوم إقحام الكنيسة للدين في السياسة، وهيمنتها علي الشأن القبطي العام من خلال استخدام بعض التعبيرات التي تشير إلي (تضخيم) دور الكنيسة في مقابل (تقزيم) دور الدولة وهو ما يرفضه بالطبع أي مواطن مصري يعتقد في مبدأ المواطنة الكاملة لجميع المصريين من جانب، وسيادة الدولة علي أبنائها المواطنين من جانب آخر. فضلاً عن تصوير جريدة صوت الأمة للمواطنين المصريين الأقباط وكأنهم قطيع يسير طبقاً للإرادة الكنسية بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها، وكأنه قد حدث تآكل للدولة في أمنها الداخلي للدرجة التي أوكلت فيها الكنيسة للقيام ببعض مهامها الأمنية. وأظن أن الأولي أن نقنن بشكل مدروس الإجراءات التي يجب اتخاذها في مثل هذه الحالات بدلاً من ترك السجال السفسطائي حولها. زعمت جريدة صوت الأمة أن هناك (10 قري قبطية بالصعيد تمنع دخول المسلمين )، ولا يستطيع المسلمون الاقتراب منها أو دخولها، وفي حالة دخول أحد المسلمين تلك القري يتم ضربه وسحله ليكون عبرة لغيره من المسلمين لتؤكد وجود 10 دويلات داخل مصر يسيطر عليها الأقباط، ولقد تضمن التحقيق المشار إليه العديد من العبارات المضللة التي أشك في صحة معلوماتها ودقة بياناتها، بل أعتقد في (فبركتها) بالشكل المطلوب للتوزيع من خلال مخاطبة الجانب الفوضوي والطائفي للشارع المصري، والتوجه نحو التحريض الطائفي الغوغائي. وللحديث بقية لما هو (مع) المواطنة.. وسنة سعيدة وجديدة علي كل المصريين..