يتعرض خليج السويس لكارثة بيئية تهدد حياة الكائنات البحرية وملايين الأنواع من الأسماك، بعد تسرب كميات هائلة من مياه الصرف الصناعي والصحي من مخر السيل المقام بجوار ميناء الأدبية والمحصور بين منطقة عتاقة الصناعية ومحطة معالجة الصرف الصناعي والصحي بعتاقة. وتبين للجنة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها من وزارة البيئة وهيئات تنمية خليج السويس والصرف الصحي والثروة السمكية ومعهد علوم البحار ومحافظة السويس، أن كمية المياه الصناعية والصحية المنصرفة من منطقة عتاقة الصناعية والمنطقة الحرة تزيد علي طاقتها الاستيعابية لمحطة المعالجة بعتاقة مما نتج عنه صرف الكميات الزائدة علي الخليج مباشرة بأكثر من 7 آلاف متر يوميا فضلاً عن قيام مقاول التشغيل والصيانة بإحداث كسر في أجد المطابق لصرف كمية من المياه كبيرة. يقول المهندس عبد القادر حمدي نائب رئيس شبكة الصرف الصحي بالقاهرة الكبري بالتقرير، إن كمية المياه التي تصرف من المصانع لا تقل عن 7000 متر مكعب يوميا في الوقت الذي تصل فيه طاقة المحطة المؤقتة إلي 300 متر مكعب في اليوم فقط لافتا الي أن الكسر المحدث بالمطبق موجود قبل استلام شركة الصرف الصحي للمحطة. ويضيف بكري أبو الحسن، رئيس لجنة الثروة السمكية بالمجلس الشعبي المحلي لمحافظة السويس وشيخ الصيادين، أن إلقاء هذه الكميات من مياه الصرف الصحي والصناعي علي مخر السيل ومنه إلي الخليج تؤدي إلي تدمير وقتل أسماك الذريعة خاصة أن هذه المنطقة هي أهم مناطق تجميع الذريعة السمكية علي خليج السويس، يؤكد المهندس طارق محمد فتحي مدير عام منطقة الثروة السمكية بالسويس أن استمرار هذه المشكلة يؤدي إلي تدني الإنتاج السمكي وتدمير الثروة السمكية والبحرية بالمنطقة. يلفت العميد سيد فرج قطب، رئيس الإدارة المركزية لفرع جهاز شئون البيئة بالسويس الي ان المعاينة الميدانية للمنطقة كشفت عن وجود كسر بالمطبق المؤدي إلي محطة المعالجة مما أدي إلي صرف الجزء الأكبر من المياه غير المعالجة من الصرف الصناعي والصحي علي مخر السيل ومنه إلي خليج السويس مباشرة مما أدي إلي حدوث تلوث داخل الخليج لمسافة تقدر بحوالي 2 كيلو متر طولي بعرض 60 متراً وترسب المواد الثقيلة الصلبة والمخلفات الصناعية بأرض الشاطئ بطول وعرض المسافة المذكورة بعالية والتي تعتبر جريمة ومخالفة لقانون البيئة. وفي نفس السياق أكد محمد عبد الفتاح، مدير عام المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالسويس، أن خليج السويس يتعرض للعديد من مصادر التلوث منها الصرف الصحي والصناعي والزراعي وهذا يؤثر علي البيئة البحرية بما فيها من كائنات حية أو بحرية مثل الهائمات النباتية والحيوانية وبالتالي تؤثر علي الثروة السمكية التي يتغذي عليها الإنسان. وأضاف مدير عام معهد علوم البحار، أن منطقة جونة السويس الموجودة في ذات المنطقة من أهم مصادر الثروة السمكية في منطقة خليج السويس والبحر الأحمر، إذ إن أنواع الصرف المختلفة تؤثر علي الثروة السمكية تأثيرا مباشراً فإن المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالسويس يوصي بمنع إلقاء أي مخلفات سائلة سواء معالجة أو غير معالجة علي مياه الجونة.