ينتظر العالم كله وخاصة قارة أفريقيا المباراة التاريخية في نهائي كأس العالم للأندية المقامة حاليا بمدينة أبوظبي الإماراتية بين نادي انتر ميلان الايطالي ممثل أوروبا ومازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية وأفريقيا. ولعل تلك المباراة تعتبر الاهم لقارة افريقيا حيث انها المرة الاولي التي يتأهل فريق افريقي لتلك المباراة وكان اقربهم بالطبع النادي الأهلي المصري الذي حصد المركز الثالث2006. وكان انتر قد سحق انترناسيونالي بطل ايطاليا وأوروبا وفريق سيونجنام بطل كوريا الجنوبية وآسيا بثلاثة أهداف نظيفة في نصف النهائي أحرز أهداف إنتر الثلاثة كل من الصربي ديان ستانكوفيتش في الدقيقة 3، والأرجنتيني خافيير زانيتي في الدقيقة 32 ثم اختتم مواطنه دييجو ميليتو الأهداف في الدقيقة73. بداية المباراة شهدت احداثا متلاحقة بدأت مع اصابة الهولندي ويسلي شنايدر، الأمر الذي أجبره علي الخروج مبكرا من الملعب منذ الدقيقة الثانية. ولم يمض علي خروج شنايدر ثوان، إلا وتمكن ستانكوفيتش من افتتاح النتيجة للنيراتزوري في الدقيقة 3 عندما اخترق دفاع سيونجنام بسهولة بالغة ووضع الكرة علي يسار الحارس جاي سانج. بعد الهدف المبكر، هدأت المباراة تماما، وترك انتر السيطرة الميدانية للفريق الكوري ولكن دون ان يقترب من مرمي البرازيلي خوليو سيزار بأي شكل من الاشكال. ومن ثاني هجمة محكمة له في اللقاء، تمكن زانيتي من مضاعفة النتيجة للانتر بعد لعبة "هات وخد" بينه وبين مواطنه جابرييل ميليتو، انهاها المدافع الارجنتيني بتصويبة أرضية احرز من خلالها الهدف الثاني. ضغط سيونجنام بكل قوته بعد الهدف الثاني، وسنحت له فرصتان لتقليص الفارق قبل نهاية الشوط الاول، الاولي كانت في الدقيقة 41 عندما ارسل الكولومبي ماورثيو مولينا كرة عرضية خطيرة علي رأس اللاعب بيونج كوك، ولكن الاخير وضعها بجوار القائم الايسر بقليل. وقبل صافرة نهاية الشوط الأول، سدد مولينا كرة لولبية قوية من خارج منطقة الجزاء ولكن لسوء حظه مرت الكرة بجوار القائم الايمن بقليل. استمرت سيطرة سيونجنام السلبية علي اللقاء في الشوط الثاني، حيث وضح علي لاعبي الإنتر عدم الرغبة في بذل جهد مضاعف في المباراة في ظل تقدمهم بهدفين في الشوط الاول. ولم يكن غريبا ان يتواصل ايضا تهديف الانتر، مستغلا خبرة لاعبيه الفائقة مقارنة بخبرة لاعبي البطل الاسيوي، ففي الدقيقة 73 نجح ميليتو من اكمال الثلاثية بهدف اعترض عليه الفريق الاسيوي بداعي لمس المهاجم الارجنتيني للكرة بيده. بعد الهدف بدقيقتين، رفض ديزنان رادونسيتش ان يقلص الفارق لفريقه بعدما سدد الكرة بجوار القائم علي الرغم من تواجده داخل منطقة ال6 ياردات. اما مازيمبي فقد فجر مفاجأة كبيرة وحقق إنجازاً غير مسبوق إثر تغلبه علي انترناسيونال البرازيلي 2- صفر وأصبح مازيمبي بذلك أول فريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل إلي المباراة النهائية للبطولة بعدما احتكرت فرق أمريكا الجنوبية وأوروبا المباريات النهائية واللقب علي مدار البطولات الست الماضية. وقدم مازيمبي عرضاً رائعاً علي مدار شوطي مباراة قبل النهائي وتوّج مجهوده بهدف التقدم الثمين الذي سجله مولوتا كابانجو في الدقيقة 53 بعدما انتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وبدد زميله ديوكو كاليوتوكا آمال الفريق البرازيلي تماماً بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 85. وسبق لإنترناسيونال أن توّج باللقب العالمي في عام 2006 بعدما عبر، بصعوبة فائقة، عقبة الأهلي آنذاك في الدور قبل النهائي للبطولة ثم تغلب علي برشلونة الإسباني ممثل أوروبا في المباراة النهائية. ولكنه سقط اليوم أمام ممثل آخر للقارة السوداء وودع البطولة ليحرم قارة أمريكا الجنوبية للمرة الرابعة علي التوالي من التتويج باللقب العالمي. وما زال نظام البطولة يجنب ممثلي أوروبا وأمريكا الجنوبية اللعب في الدور ربع النهائي ليبدأ كل منهما مسيرته في البطولة من خلال المربع الذهبي. ولكن مازيمبي بتأهله إلي المباراة النهائية قد يدفع مسئولي الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلي تعديل نظام البطولة بعدما أطاح ببطل أمريكا الجنوبية. ولعل الانتر يعتبر هذه هي الفرصة الاخيرة لمديره الفني الاسباني رافييل بينيتث بعد نتائجه السيئة للغاية في الدوري ودوري ابطال أوروبا وذلك ما دعا سفير الإنتر لويس فيجو يخبر الصحافة قبل النهائي أن الفوز بكأس العالم سيكون إنجازاً مرموقاً للنادي. وصرّح فيجو لموقع إف سي إنتر نيوز: " إنه لمن دواعي سروري أن أكون مع الفريق، أكمل فيجو النجم البرتغالي السابق لريال مدريد: "الشيء المهم في هذه المسابقة هو الفوز، فهو يوفر لك سمعة كبيرة لنا". وتخلي الإنتر عن قوته المعروفة محلياً بالسنوات الأخيرة عندما سقط من علي صدارة الترتيب ولم يفز سوي مرتين في آخر 9 مباريات. وعن ذلك أوضح فيجو: "لقد مرت علي الفريق أوقاتاً عصيبة بكثرة الإصابات والنتائج السيئة، لكن من خلال هذه البطولة نريد تغييراً جذرياً، وأن نجد طريقنا نحو الانتصار". ختم فيجو حديثه: "أندية أفريقية وآسيوية بالبطولة؟ هم يمكن أن يشكلوا خطراً لأننا نجهل عنهم الكثير في أوروبا، وعلي الرغم من ذلك فهم لا يملكون الخبرة لكن يملكون الجودة". ومن جانبه اعتبر السنغالي لامين ندياي المدير الفني لنادي مازيمبي الكونغولي أن تأهل فريقه إلي نهائي بطولة العالم للأندية لكرة القدم في أبوظبي يشكل حدثاً تاريخياً للكرة الأفريقية. وقال ندياي "أنه يوم تاريخي للكرة الأفريقية بأن يصبح مازيمبي أو فريق من القارة الأفريقية يلعب في نهائي هذا البطولة، فأفريقيا يجب أن تكون فخورة اليوم". وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب تأهل فريقه الي المباراة النهائية. وتابع "الفوز يعني لنا الكثير والقارة الأفريقية يجب أن تكون فخورة اليوم، لقد قلت سابقاً بأن الإنجاز لا يبدو بعيداً لأنني كنت واثقاً من إمكانات اللاعبين الذين أشرف عليهم وها هم يستفيدون من الفرص ويؤكدون أنهم يستحقون التأهل إلي النهائي، فأنا سعيد لوجودي معهم". وتحدث عن المباراة قائلاً "لم نكن جيدين في البداية، لكن مع مرور الوقت وحين وصلنا إلي نهاية الشوط الأول بتعادل سلبي اعتبرنا أننا نملك فرصاً فاستفدناً من الفرص التي سنحت لنا في الشوط الثاني ونجحنا في التسجيل"، مضيفا "لا يجب أن ننسي تألق حارس مرمانا الذي صد أكثر من كرة". وتابع قال ندياي "نحن سعداء بالوصول إلي هنا والحصول علي فرصة خوض النهائي، تابعنا مباراة انتر ميلان وسيونجنام بهدوء ولم نهتم بالفائز "، مضيفا "بعد فوزنا بالمباراة الأولي شعرنا بأنه لم لا نحقق الفوز في الثانية، والآن نقول أيضا لم لا في النهائي؟".