عقد الرئيس حسني مبارك جلسة مباحثات صباح أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناولت الخطوات التي ستتخذها السلطة الوطنية الفلسطينية في الفترة المقبلة لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط خاصة مع تمسك الجانب الإسرائيلي بالاستمرار في الأنشطة الاستيطانية، كما تناولت المباحثات الجهود التي تبذلها مصر لدفع عملية السلام والمواقف المصرية المؤيدة للموقف الفلسطيني، وعرض الرئيس أبومازن خلال الاجتماع نتائج لقائه مع المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشيل، ومحاولات التوصل إلي حلول لتسوية قضايا الوضع النهائي، والأفكار الأمريكية التي عرضها ميتشيل. كما استقبل مبارك أمس ميتشيل الذي أكد أهمية الدور الذي يلعبه الرئيس مبارك ومصر في عملية السلام مطالبًا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي البدء في بناء الثقة وإيجاد أرضية مشتركة يمكن أن تساعد علي إعادة اطلاق المفاوضات المباشرة مضيفًا أن الجانبين أعربا عن رغبتهما في استمرار الجهود الأمريكية وكشف ميتشيل علي أن واشنطن ستواصل خلال الأيام المقبلة مناقشاتها مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لتحقيق تقدم حقيقي خلال الأشهر المقبلة حول القضايا الرئيسية بشأن اتفاق الإطار. وكان عباس قد التقي في القاهرة، الليلة قبل الماضية كلا من وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، ورئيس جهاز المخابرات العامة الوزير عمر سليمان. وتناول اللقاء التطورات المتعلقة بعملية السلام. كما التقي أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي، وأطلعه علي آخر التطورات في الأرض الفلسطينية. وذلك تمهيدًا لاجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد مساء أمس في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، حيث وضع عباس وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في اللجنة في صورة آخر الاتصالات مع الإدارة الأمريكية والأفكار التي نقلها ميتشيل، ونتائج زيارة رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات قبل بضعة أيام إلي واشنطن، ولقائه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وكان ميتشيل قد أكد في رام الله أن الولاياتالمتحدة ستواصل جهودها من أجل إقامة دولة فلسطينية علي الرغم من الصعوبات التي تعترض سبيل ذلك، مشيرًا إلي التزام الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأمريكية تجاه عملية السلام. وفي انتقاد واضح لموقف الإدارة الأمريكية التي تخلت عن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان، قال عريقات «من يتحدث عن السلام الشامل عليه أن يوقف الاستيطان ويوقف ممارسات الحكومة الإسرائيلية التي تتحمل وحدها المسئولية الكاملة عن فشل عملية السلام لأنها عندما خيرت بين السلام والاستيطان اختارت الاستيطان. فيما قال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبوردينة لوكالة فرانس برس ان ميتشيل «جاء ببعض الأفكار الأمريكية وعرضها علينا مؤكدًا أن الرئيس عباس عرض علي ميتشيل «المواقف الفلسطينية والعربية المبدئية وهي أن كل الاستيطان غير شرعي ويجب وقفه، وليس استمراره فقط هو غير شرعي». يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه وزير الدولة الألماني فون كلايدن إلي تل أبيب أمس الأولي وتضاربت الأنباء حول حمله رسالة لحكومة بنيامين نتانياهو جاء فيها إنه في حالة العجز عن التوصل إلي اتفاق سلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية خلال عام فإن ألمانيا وبقية دول أوروبا ستؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال عام فإن ألمانيا وبقية دول أوروبا ستؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن بلا تنسيق مع إسرائيل إلا أن ألمانيا نفت وجود هذه الرسالة. في غضون ذلك أكدت مؤسسة «بتسليم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت خلال العام الجاري أكثر من ألف طفل فلسطيني بالقدس المحتلة، بينهم أكثر من ثمانين قاصرًا في حي سلوان وحده وذكرت التقارير أن الشرطة الإسرائيلية بمساعدة وحدة المستعربين اعتقلت هؤلاء الأطفال وفتحت لهم ملفات جنائية. كما دعا عدد من نواب اليمين الإسرائيلي المتطرف إلي اغتيال المفكر العربي عضو الكنيست السابق الدكتور عزمي بشارة، وذلك في جلسة صاخبة للكنيست أقر فيها بالقراءة الأولي قانون مصادرة صندوق التقاعد الخاص ببشارة، وصدرت فيها دعوات إلي طرد جمال زحالقة وحنين الزعبي من الكنيست، وشطب حزب التجمع. واتهم نواب اليمين بشارة بأنه استغل منصبه للمس بأمن إسرائيل، ومساعدة العدو، وبأنه يجب أن ينال عقابا شديدا، وليس فقط مصادرة صندوق التقاعد الخاص به.