في تطور واضح للموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية ناقش الاتحاد الأوروبي أمس مشروع قرار يقضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 في حال عدم التوصل إلي اتفاق سلام في غضون عام. وأوضحت المصادر أن المشروع قدمته ألمانيا ويحمل إسرائيل مسئولية فشل المفاوضات مع الفلسطينيين لعدم التمديد لتجميد البناء الاستيطاني. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي عزام الاحمد أن اعتراف الاتحاد الاوروبي بدولة فلسطينية مستقلة علي أراضي 67 سيكون عاملا مساعدا يشجع الكثير من الدول للقيام بنفس الخطوة، ويسهل علي السلطة الوطنية الحصول علي قرار مماثل من مجلس الأمن الدولي. وأعربت إسرائيل عن قلقها من الخطوة الأوروبية، وقال مصدر سياسي في القدسالمحتلة أن إسرائيل حاولت احباط هذا الإعلان وطلبت من وزراء الخارجية الأوروبيين نشر بيان أكثر توازنا، موضحا أن قرارا من هذا القبيل سيؤدي إلي وقف عملية السلام والقضاء علي مسار السلام الذي تدفعه الإدارة الأمريكية. وتوقعت مصادر إسرائيلية أن يطلب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل خلال اجتماعه في وقت لاحق أمس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تحديد موقفه خلال الاسابيع المقبلة حول القضايا الجوهرية لا سيما الحدود مع الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقالت صحيفة هآارتس الإسرائيلية: إن ميتشيل سيطرح علي نتانياهو «أفكارا لتحريك عملية السلام قدما إلي الأمام» قبل أن يعقد محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله مشيرة إلي أن غالبية جهود ميتشيل ستكون في إسرائيل لأن الفلسطينيين قدموا بالفعل مواقفهم المبدئية حيال جميع القضايا الرئيسية وهي الحدود والأمن والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات. ومن جانبه قال نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه من المتوقع أن يقدم ميتشيل تفاصيل المقترحات الامريكية لعباس في لقائهم اليوم. مضيفا إن لجنة المبادرة العربية سوف تجتمع بالقاهرة غدا مشيرا إلي أن الفلسطينيين سيقررون الخطوة التالية بعد الاستماع الي المقترحات الأمريكية. وفي مواجهة المواقف الإسرائيلية قررت اللجنة المركزية لحركة فتح أمس الاول تفعيل المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال الاسرائيلي في جميع الاراضي الفلسطينية، وذلك في ظل فشل الادارة الامريكية في الضغط علي إسرائيل لوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وأكد الدكتور جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لفتح في تصريحات له أن القرار الفلسطيني النهائي بشأن فشل الجهود الامريكية بشأن وقف الاستيطان سيتخذ بعد لقاء المبعوث الامريكي جورج ميتشيل بعباس. وأضاف محيسن يريدون الدخول في مفاوضات غير مباشرة لانجاز اتفاق اطار حول قضايا الحل النهائي بحلول شهر سبتمبر المقبل مشددا علي أن ذلك الاقتراح لم يحظ بموافقة القيادة الفلسطينية وأنها ستعبر عن رفضها له خلال زيارة ميتشيل لرام الله اليوم. ومن جانبه أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست شاؤول موفاز من كتلة كاديما أنه إذا هاجمت حركة حماس إسرائيل بصواريخ بعيدة المدي فيجب العمل علي القضاء علي حكم حماس في قطاع غزة. وفلسطينيا قضت محكمة العدل العليا الفلسطينية أمس ببطلان قرار الحكومة الفلسطينية بشأن تأجيل إجراء الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في يوليو الماضي إلي أجل غير مسمي.