يختلف التيار الإصلاحي المعارض في إيران والتيار المحافظ في كثير من القضايا السياسية، إلا أن الغريب أن الطرفين المحافظ والاصلاحي يتفقان علي أمر واحد هو مهاجمة وسب صحابة الرسول الكريم. ففي ذكري عاشوراء أصدر زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي بيانا ندد فيه بالممارسات القمعية للنظام، والتلويح المستمر بضلوع العناصر الأمريكية والإسرائيلية في ارتكاب هذه الجرائم. داعياً أنصار الحركة الخضراء إلي إحياء ذكري شهداء الانتخابات. ومما جاء في البيان: "هل كان الشخص الذي وطأته سيارات الشرطة أمريكياً؟ أم أن الأيادي الأمريكية والإسرائيلية كانت وراء إلقاء الإيرانيين من فوق الكباري والجسور؟ أم أن جيش زياد وعمرو بن العاص ويزيد وراء مقتل من هتفوا باسم الحسين في ظهر عاشوراء من العام الماضي؟" ومن قبله قال أحمدي نجاد "كما تعلمون فإن إقامة العدل صعبة جداً. فأولئك النفر الذين كانوا يقاتلون إلي جوار النبي (صلي الله عليه وسلم) أمثال طلحة والزبير، لقد كانوا فدائيين حتي بدء البحث عن العدل وجدانهم وقد استلوا سيوفهم في مواجهة العدل". والأمر لا يقتصر فقط علي الساسة في إيران، بل يلعب رجال الدين دوراً رئيسياً في نشر العداء لأهل السنة داخل الأوساط الشيعية داخل إيران وخارجها. لذا انتشرت أعمال العنف الطائفي في كثير من المناطق العربية والإسلامية كالعراق، ولبنان، واليمن. وبلا شك سوف تنعكس آثار تلك السلوكيات بشكل مباشر أو غير مباشر علي علاقات الجمهورية الإيرانية تجاه جيرانها من الدول العربية والإسلامية، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك جوهرية البعد الطائفي في حسابات المصالح الإيرانية وسياساتها الداخلية والإقليمية والدولية . ورغم الاتفاق الضمني بين قطبي السياسة الإيرانية علي سب الصحابة، لم يسلم مير حسين موسوي من الطوق الأمني المفروض عليه من جانب النظام. حيث أكدت زهرا رهنورد خلال لقاء علي تاجرنيا عضو جبهة المشاركة الخارج من المعتقل حديثاً أن قوات الأمن فرضت الإقامة الجبرية علي زوجها، ومنعته الخروج من المنزل بدعوي الحفاظ علي أمنه وسلامته. في النهاية ثمة توافق خفي بين جميع الطوائف الإيرانية علي إهانة مشاعر أهل السنة وامتهان العنصر العربي في مقابل تمجيد العنصر الفارسي. ورغم تطاولهم المستمر علي الصحابة يعلنون للعالم أنهم يرفضون الخوض في المسائل الدينية حرصا علي وحدة العالم الإسلامي.