ترجمة: محمد بناية رغم تهديدات الأجهزة الأمنية في إيران وتهديداتها بالقمع، خرج الإيرانيون أمس في مختلف أنحاء البلاد مساء أمس الأول منددين بالقمع وانتخاب أحمدي نجاد رئيسا للبلاد. وبحسب ما أكد الموقع الإخباري التابع للمهندس مير حسين موسوي "كلمه" فلا يمكن مقارنة تلك التجمعات بما أعقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية من تظاهرات، وكانت وزارة المخابرات قد شنت حملة تهديد للمواطنين عبر خدمات الرسائل القصيرة، حضتهم خلالها علي عدم الاستجابة لما وصفته بوسائل الإعلام الأجنبية التي تعمل علي تضليلهم وتحثهم علي التظاهر في ذكري الانتخابات الرئاسية، مهددة بقمع المتظاهرين. كما اعتقلت قوات الأمن نرجس محمدي رئيس الهيئة التنفيذية في مجلس السلام، والحاصلة علي الجائزة الدولية " الكساندر لانگر" عام 2009. وهي زوجة تقي رحماني أحد أشد منتقدي نجاد، وكانت نرجس قد تعرضت للفصل من منصبها في شركة الأبحاث الهندسية بسبب نشاطها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعرضت للاستجواب أكثر من مرة خاصة فيما أعقب الانتخابات الرئاسية من أعمال عنف. من ناحية أخري عقد مير حسين موسوي زعيم المعارضة ومهدي كروبي رئيس حزب اعتماد ملي مؤتمراً صحفيا مشتركا أمس الأول، جددا خلاله التأكيد علي تزوير الانتخابات. وانتقد موسوي بحسب ما ذكر الموقع الخبري الموالي للتيار المحافظ "جرس" جهود النظام في إغلاق جميع السبل أمام حل الأزمة وتهدئة الأوضاع. من جانبه أكد مهدي كروبي استهداف الطلبة بشكل خاص من جانب المؤسسات الأمنية الحكومية، لكنه أعرب عن تقديره البالغ لثبات الطلاب علي دعم الحركة والتواجد بشكل مستمر علي الساحة. مؤكدا انه من أنصار النظام الإسلامي لكنه ضد التفسير الخاطئ للدستور الإسلامي، وهو ما أكده أيضا موسوي. كما اتهم كروبي المرشد الأعلي للثورة علي خامنئي بأنه قرر مسبقا نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو 2009، ودعا كروبي النظام الإيراني إلي الاتجاه إلي "صحافة حرة وانتخابات حرة واحترام حقوق الشعب"، واصفا ما يجري بأنه "عكس ذلك". هذا وقد شارك مير حسين موسوي إلي جانب كروبي في هذا المؤتمر الصحفي. يأتي ذلك بينما أكدت أوساط مقرّبة من خامنئي أمس أنه أصدر تعليماتٍ مشددة للحرس الثوري وقوات الأمن الداخلي بقمع المحتجين. وأسفرت أعمال عنف جرت علي هامش تلك المظاهرات عن مقتل 36 شخصاً بحسب السلطات و72 بحسب المعارضة، في حين اعتقل الآلاف. وكان موسوي وكروبي، إضافة الي 10 مجموعات معارضة أخري، تراجعوا الخميس عن النداء الذي كانوا اطلقوه للتظاهر أمس في الذكري الاولي للانتخابات، وذلك بعدما رفضت السلطات منحهم التراخيص اللازمة للتظاهر. كما نقلت صحيفة الجارديان أمس عن زهراء راهنفرد زعيمة زوجة مير موسوي المرشح الخاسر بالانتخابات وزعيم الحركة الإصلاحية قولها ان المعارضة لم تهزم ولم تتحطم حتي بعد طلبها من مؤيديها وقف احتجاجاتهم ضد القمع الحكومي، وأضافت راهنفرد (64 عاما) انها مستعدة لمواجهة المشنقة في نضالها من اجل الحرية، لكنها تؤكد ايضا ان الحركة الاصلاحية التي يقودها زوجها ليست ثورة، وانها تريد ان يحترم الدستور الايراني. كما نشرت الصحيفة تقريرا يشير لوجود قناة تليفزيونية يديرها رجل واحد وأصبحت سكيناً في خاصرة النظام الايراني، موضحة أن مهدي شهرخيز الذي يدير القناة احرج حكومة طهران ببثه شريط فيديو يظهر فيه القمع العنيف لمعارضين ايرانيين. وتقول الصحيفة ان مهدي البالغ من العمر 28 عاما ويعمل كمصمم الجرافيك لم يكن مهتما بالسياسة حتي اعتقال والده في انتخابات الرئاسة وما رافقها من احتجاجات واضطرابات، لكن مهدي الذي يعيش في ولاية نيوجيرسي الامريكية استخدم فنونه ومهاراته التي تعلمها ليفتتح قناة تليفزيونية عبر الانترنت يعرض من خلالها لقطات مهمة للمواجهات التي شهدتها ايران بين المعارضة وقوات الامن اثناء فترة الاضطرابات التي تلت ظهور نتائج الانتخابات.. ومن جانب آخر، نقلت صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية عن روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي قوله انه يستبعد عملا عسكريا ضد طهران، موضحا ان الولاياتالمتحدة واسرائيل لا تشعران بحاجة الي الاستعجال في القيام بعمل عسكري علي ايران، حتي مع وجود مخاوف من ان العقوبات الاقتصادية ربما لن تكفي لاقناع ايران بالتخلي عن طموحاتها النووية. يأتي ذلك بينما هددت إيران بتفتيش السفن الأجنبية في الخليج العربي إذا ما تم تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير الذي يتضمن تفتيش السفن المتجهة لإيران في عرض البحر.