رغم نهاي المعركة الانتخابية بشكل شبه هادئ إلا أن تجدد بعض حالات الغضب من قبل الخاسرين ألقي بمزيد من الأعباء علي أمناء المحافظات بإعادة توحيد الصفوف داخل الحزب بعدما أصابتها غضبة أبناء الحزب ممن شعروا بأنهم ضحايا بهزة عنيفة. ففي الإسكندرية أعلن عدد من الخاسرين خلال الجولة الأولي من أبناء الوطني تضامنهم مع مرشح الوفد المستقل حمادة منصور الفائز بمقعد العمال في دائرة كرموز بسبب دعم هذه العناصر له، غير أن إجراءات أمانة وطني الإسكندرية تنوعت ما بين العقاب الصارم إزاء من يثبت عليه التحالفات ضد الحزب، بجانب الدخول في نقاشات وجلسات للترضية معهم. وكان د. سعيد الدقاق أمين وطني الإسكندرية قد عقد اجتماعات مع من خرجوا من المجمعات لتهدئتهم كنوع من الترضية، بجانب إجراء اتصالات بالخاسرين في المعركة الانتخابية لتحييد موقفهم أو استمالتهم مرة أخري ناحية انتمائهم الحزبي، ضاربًا أمثلة بالنائب السابق عن الوطني بدائرة المنتزه إبراهيم شريف زيدان الذي سقط في جولات انتخابية سابقة لكنه كرر التجربة وفاز في هذه الانتخابات الأخيرة. الأمر في الإسكندرية لم يخل من تدخلات المحافظ عادل لبيب في السيطرة علي المرشحين الخاسرين من أعضاء المجالس المحلية لتجاوز أزمتهم النفسية. أما الإجراءات العقابية فتمثلت في فصل 2 من أمناء الشياخات في دائرة باب شرق بعد أن ثبت تحالفهم مع مرشح الوفد بجانب فصل عصام موسليني عضو مجلس محلي المحافظة بعد حديثه غير اللائق عن الحزب، كما تم تغيير أمين الحزب بالمنتزه بعد تقديم عدد من الشكاوي ضده يؤكد مناصرته لبعض المرشحين علي حساب آخرين، فضلاً عن محاولات السيطرة علي السيدات المتذمرات من فشلهن في معركة الكوتة بنقاشات مطولة مع أمناء أقسامهن. ففي وطني دمياط أصبحت الأمور أكثر تأزمًا بسبب استبعاد كل النواب الموجودين في الدورة السابقة وتجديدهم بوجوه جديدة في أغلبها، كشف عبدالرازق حسن أمين وطني دمياط تكثيف اتصالاته مع نواب الحزب من الدورة السابقة والمستبعدين من ترشيحات الحزب ومن لم يحالفهم الحظ بالفوز في الانتخابات مرجعًا سبب غضب النواب القدامي إلي انشغالهم بالأداء البرلماني في مجلس الشعب دون الاهتمام بدوائرهم. وأضاف حسن: إن الأسبوع الجاري سيشهد عدة لقاءات شعبية ومحلية مع النواب الجدد للحزب وستوجه الدعوة إلي محافظ دمياط د. فتحي البرادعي للحضور موضحًا أنه سيتم البدء في وضع خطة عمل مشتركة بين الحزب والنواب يراعي فيها الحزب تلافي الأخطاء التي حدثت مع النواب السابقين وأبرزها تجاهل تسويقهم للرأي العام خاصة أن النائب يعرف بخدماته الشخصية فقط. وكان النائب حمدي شلبي نائب كفر سعد قد قام بالطعن ببطلان الانتخابات التي أجريت في كفر سعد، مستندا إلي إلغاء 27 ألف صوت لصالحه أثناء عمليات الفرز، مرجعا حدوث التزوير ضده لخلافه مع المحافظ. بينما أصيب المرشح محمد التلباني بأزمة قلبية بعد إعلان النتائج دخل إثرها العناية المركزة، فيما أعلن د.جمال الزيني نائب الزرقا السابق خلال مؤتمر عقده بعد إعلان النتائج نجاح منافسه الوفدي عمران مجاهد نكاية في الحزب الوطني رغم فشله هو الآخر. فيما قام وطني القليوبية بوضع خطة عمل لاحتواء ردود الأفعال الغاضبة هناك حيث يعقد الحزب اجتماعا موسعا ومؤتمرًا لهيئات مكاتب الوحدات بحضور النواب الجدد بهدف تذويب حالة الخلاف التي أوجدتها الانتخابات، كاشفا عن أن النواب الجدد قد اتفقوا علي عقد مؤتمرات جماهيرية خلال الفترة المقبلة من أجل التواصل الجماهيري. وفي بني سويف قال د.عبدالرحمن سليم: إن الغضب ممن خسروا المعركة الانتخابية نتيجة غياب ثقافة الهزيمة عن فكرهم، غير أنه استطاع احتواء الموقف بالنسبة لهم من خلال إقناعهم بأنها ليست الانتخابات النهائية وأن الضرورة تقتضي وجود فائز وخاسر لكن الأمر كله يصب في مصلحة الجميع وهو الحزب. ونفي سليم أن يكون هناك استقالة جماعية ل700 شخص من أهالي قرية باروط كما ادعي ياسر شلبي وهو مدير الحملة الانتخابية للمرشح أبوالخير عبدالعليم، موضحا أن شلبي اعتاد إعلان الاستقالة وما ورد للحزب هو استقالته هو فقط، مشيرا إلي أنه كان قد تقدم بها قبل عام بعد مشاجرة بينه وبين المرشح الذي يدير له الحملة الانتخابية والذي وصفه بأنه يقتل طموح الشباب لكن عدل عنها فيما بعد. وأوضح سليم أن أعضاء الحزب بالمجالس المحلية أرسلوا له عدة تليغرافات تطالبه بعدم السكوت عن تجاوز شلبي علي الفضائيات. وتابع سليم: إن موقف المرشح القبطي إيهاب نسيم في دائرة بندر ومركز بني سويف تم احتوائه بإعلان الأخير التزامه الحزبي، فلا دخل للدين في الأمور الانتخابية، موضحا أنه جلس بمكتبه مع نسيم أكثر من مرة لتهدئته واستجاب في النهاية لالتزامه الحزبي. وطالب أمين بني سويف بعدم مساءلة المرشح عن رد فعله الأولي الذي ينتج عن انفعال فهذه ظروف يجب التفاعل معها بشكل إيجابي يحتوي انفعالات هؤلاء الغاضبين. وأشار د.عبدالحي عبيد إلي احتوائه للأمر من وقت مبكر منذ إعلان نتائج المجمعات بعمل اتصالات خاصة بالمرشحين الخاسرين سواء من خرج من المجتمعات أو من خرج من الجولة الأولي للانتخابات. ومن جانبه، علق محمد هيبة أمين الشباب بالحزب الوطني قائلاً: إن العرف السائد دائمًا أن من يكسب الجولة يكون بطلا ومن يخسرها يجعل من نفسه شهيدا، موضحا أن أي ردود أفعال غاضبة أنها ستزول بمرور الوقت عليها، خاصة أن جميع مرشحي الحزب كانوا يعتقدون أن رصيدهم هو الأعلي بين الجماهير، لذا كانت النتائج لهم صادمة. وأشار هيبة إلي أن السبب في الأزمة هو وفرة الكوادر المؤهلة داخل الحزب، لذا فضل الحزب الدفع ببعض المرشحين في دوائر مفتوحة.