الكاميرا التقليدية لاتزال هي الأفضل للمحترفين ربما يكون تصوير الحياة البرية، مجالا مثيرا للكثيرين، ففي المعرض الأخير للفنان مجدي علي المقام بقاعة "آرت هاوس" بالزمالك، يقدم مجموعة من لقطات التقطها علي مدار عشر سنوات من السفر والترحال بغابات أفريقيا، من خلال عمله مصورا بمجلة "ناشيونال جيوجرافيك"، وقد أثارت لقطاته العديد من التعليقات حول عشقه واحترافه لتصوير هذه النوعية من الموضوعات، رغم أنها محفوفة بالمخاطر، فكان ل"روزاليوسف" هذا الحوار: كيف جاءت بدايتك مع تصوير البراري؟ في عام 2000 قمت برحلة خاصة مع الأصدقاء إلي جنوب أفريقيا، فجذبتني هناك الطبيعة الأفريقية البرية، حيث المناخ البري، والذي رغم صمته ناطق وحاضر، فالطبيعة البرية يكون لها حضور طاغ، ولها تأثير خاص لا أستطيع وصفه بالكلمات، فكل جزء هو بمثابة لقطة قائمة بذاتها، ومن هنا بدأت أصور حياة البراري والحيوانات وسلوكياتها، وتوالت رحلاتي الخاصة فيما بعد. تقول إنك تصور في رحلاتك الخاصة، هل تقوم بتصوير البراري كهواية؟ بالتأكيد لا، فأنا أعرض هذه الصور علي موقعي الإليكتروني وتقوم الوكالات الأوروبية بشرائها مني، فهم في أوروبا مغرمون بأفريقيا وطبيعتها البرية، ويستخدمون هذه اللقطات في الدعاية، وكذلك في الناحية التعليمية بكتب الأطفال، للأسف هنا في مصر لا يوجد أي اهتمام بالفوتوغرافيا عموما حتي من قبل وزارة الثقافة، فلاتزال فكرة أن الفوتوغرافيا ليست فنا هي المسيطرة علي ثقافة المجتمع والمتخصصين أيضا. لكن صالون النيل للتصوير الضوئي هو إحدي الفعاليات الثقافية التي ترعاها وتدعمها وزارة الثقافة المصرية. هذا صحيح، ولكن هناك مشكلة كبيرة هي عدم ثبات التوقيت، فالصالون يقام كل عامين وأحيانا كل ثلاث سنوات، مما لا يخلق رابطا بينه وبين الجمهور، كما أنه لا ينال الدعاية الكافية له طوال فترة العرض، مشكلة أخري والتي أراها مهمة جدا أنه صالون محلي، فلا توجد دعوة للمشاركة الدولية ولا حتي العربية، كما هو الحال مع فعاليات الفن التشكيلي التي يقام لها أكثر من حدث سنويا، فأين الخبرة التي اكتسبها الفوتوغرافيون المصريون من الصالون؟ لماذا عرضت أعمالا قديمة وحديثة؟ كنوع من التنويع ما بين القديمة التي ترجع إلي عشر سنوات، والحديثة التي ترجع إلي ثلاثة أشهر، أيضا أردت تقديم اللقطات التي قمت بتصويرها بالكاميرا التقليدية 35 ملم وكذلك الكاميرا الديجيتال. وما الفرق بين التصوير بالكاميرا 35 ملم والكاميرا الديجيتال؟ بالنسبة لي بشكل شخصي أري أن الفيلم يعطي ألوانا صحيحة وتماثلا للواقع إلي حد كبير، أيضا تشعر بالتجسيم والكتل باللقطة، بينما الديجيتال لم تصل بعد إلي مستوي نقاء صورة الفيلم الحساس، كذلك درجة التجسيم فيها ليست بالدرجة العالية. لاحظت في لقطاتك اهتمامك أكثر بالتكوين علي حساب عناصر أخري مثل الإضاءة، خاصة أن الطبيعة الأفريقية تتميز بالمناخ الاستوائي؟ التكوين هو أصل الصورة عموما، بالنسبة لمشروعي وهو تصوير الحياة البرية من الصعب أن أنتظر لحظة ضوئية جيدة ألتقط فيها الصورة، هنا أعتمد علي التكوين كبديل للعناصر الأخري مثل الإضاءة، خاصة أن تجمعات الحيوانات معا وطريقة انقضاضها علي الفريسة، وتشريح الحيوان خاصة المفترسة تستحق العديد من اللقطات بزوايا متنوعة. ما أكثر موقف تأثرت به وتتذكره حتي الآن؟ هناك موقف لا يزال حتي الآن حاضرا بذهني وكأنه يحدث لي، فكنت أريد تصوير بورتريه لأسد كان يجلس قريبا جدا من السيارة، فصعدت لأعلي السيارة لألتقط الصورة، وإذا به يرفع رأسه ناظرا إلي وقام بالزئير في وجهي، كل ذلك تم في لحظة خاطفة وقصيرة لم أدركها، لأجد الكاميرا تسقط من يدي بقوة، حتي إنها أصابت رقبتي لأنها كانت معلقة بها، وظللت ارتعد لمدة 30 دقيقة كاملة، فزئيره دخل من رأسي حتي قدمي.