في أول حوار له عقب انتهاء انتخابات برلمان 2010 المستشار السيد عبدالعزيز عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات ل«روزاليوسف»: حدث عبث في بعض الدوائر.. والعبث أشمل من التزوير قبيل إجراء هذا الحوار مع المستشار السيد عبدالعزيز عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات كنت متواجدًا بمقر اللجنة أثناء وقوف إحدي الحركات الاحتجاجية أسفلها حينما هتفوا خلال وقفتهم السلمية ضد شخصه فدلفت إليه لمعرفة رأيه فيما يحدث.. فوجدته يؤدي فريضة صلاة العشاء.. وعقب انتهائه قلت له: هل لديكم تعليق علي هذه الهتافات؟ فرد بقوله: أنا بشر وأي مواطن عادي لا يقبل أن يهينه أحد.. خاصة أن الهتافات قد وصلت ذروتها بشكل غير لائق. طرحت عدة أسئلة علي رئيس العليا للانتخابات.. أهمها من الشارع وحديثه عن وجود تزوير قد شاب العملية الانتخابية علي مرأي وغض طرف من المشرفين علي اللجان سواء العامة أو الفرعية.. وأن الشارع غير مصدق أن اللجنة أدت دورها وفق الاختصاصات القانونية المحددة لواجباتها. أيضًا من ضمن ما طرحته علي رئيس العليا للانتخابات سؤال مرتبط بانسحاب الجماعة المحظورة من العملية الانتخابية في جولتها الثانية عقب خسارتها لمقاعد الجولة الأولي.. وما إذا كان قرار اللجنة الخاص بمنع استخدام الشعارات الدينية خلال العملية الانتخابية سبباً مباشراً في ذلك أم أن هناك أسبابا أخري دعت إلي ذلك.. إضافة إلي رأيه في ضعف البيان الأول الذي صدر عن العليا للانتخابات بشأن نتائج الجولة الأولي وتدارك ذلك خلال البيان الثاني المتعلق بجولة الإعادة. إجابات دقيقة للمستشار السيد عبدالعزيز عمر في أول حوار له بعد انتهاء انتخابات برلمان 2010 . الشارع والتزوير أبدأ معكم بما سمعته من الشارع.. الانتخابات حدث بها تزوير.. واللجنة لم تؤد دورها بالشكل الكامل؟ حكاية التزوير التي يتحدثون عنها.. أقول لك: إن هناك بعض الصناديق التي اشتبه فيها أو تم الإبلاغ عنها بأنه حدث بها تزوير.. وما تأكدنا منه أن به عبثاً تم الغاؤه.. وهناك دليل قوي علي ذلك أن هناك ألف صندوق وأربعة وخمسين صندوقاً تم استبعادها. أيضاً أقول لك: إنه من المفترض أن هذه الصناديق يكون موجود أمامها وكلاء المرشحين ومندوبوهم إضافة إلي الأعضاء المشرفين علي الصناديق الانتخابية.. هل كل هؤلاء لم يشاهدوا هذا التزوير الذي يتحدث عنه البعض وهل هؤلاء لم يستطيعوا القيام بشيء سواء بمنعه أو بابلاغ القضاة المشرفين علي اللجان العامة.. أم أنه مجرد كلام فقط.. لمجرد أننا نحب الكلام وبس. هذه نقطة مفصلية في مسألة أن هناك تزويراً قد حدث ينصب في الأجمال تحت مقولة: سمعنا أن هناك تزويراً وليس أن هناك وقائع بعينها سلمت إلي اللجنة التي تترأسونها؟ هذا ما يجب أن نرد به.. أين الوقائع التي قدمت إلي اللجنة العليا للانتخابات ولم يحقق فيها وبجانب عدم وجود وقائع رسمية لم تقدم إلينا نري أن هناك كلاماً شفوياً.. وعاماً.. ليس عليه سند أو دليل.. يمكن أن نحقق فيه.. أو حتي نعرف مدي حقيقته.. وكما قلت.. الصناديق التي شابها شبهه العبث تم استبعادها وبالتالي ماذا كان المطلوب أكثر من ذلك من جانبنا. عبث بالصناديق حضرتك تتحدث عن عبث.. والبعض يتحدث عن تزوير.. ما هو الفارق من وجهة نظركم وأنتم من أدرتم العملية الانتخابية برمتها خلال الجولتين؟ - العبث من وجهة نظري أشمل من التزوير لأن العبث تندرج تحته أمور منها أن يقوم شخص بسرقة بعض أوراق الاقتراع كما حدث في بعض الدوائر ومنها دائرة العدوة بمحافظة المنيا أو أن يقوم بحرق ورقة اقتراع أو أن يقوم أيضا بتسويد بطاقة اقتراع.. هذا كله أنواع مختلفة من العبث بالصناديق وهناك دوائر أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن وجود هذا النوع من العبث بها واستبعدت الصناديق الخاصة بها. قصور في المعلومات بالرغم من فيض المعلومات.. والأرقام التي كانت بحوزة اللجنة.. إلا أن البيان النهائي لنتائج الجولة الأولي به قصور.. لأنه لم يتضمن هذه المعلومات سواء فيما يخص عدد الدوائر التي ألغيت.. أو تلك التي ألغيت بشكل مؤقت؟ - نحن قلنا ما بحوزتنا من معلومات خلال البيان الخاص بالجولة الأولي.. وقلنا أيضًا إن العملية الانتخابية كان بها أخطاء.. وهناك شكاوي تعاملت معها اللجنة.. وهناك لجان ألغيت.. وأخري تم ايقافها لمدة أربعين دقيقة ثم عاودت تلقي الأصوات من جديد عقب إزالة الشكاوي التي وردت إلي اللجنة من جانب المرشحين وأنصارهم وقلنا إن هناك تجاوزات حدثت من جانبهم.. وأن هناك بعض الصناديق استبعدت لوجود عبث بها.. وأن هناك بعض اللجان التي أعلن فوز المرشحين فيها.. ولدي مراجعة اللجنة للنتائج المتعلقة بعملية الفرز بادرت اللجنة إلي تصحيح تلك النتائج بحكم اختصاصها وإعمال صحيح القانون بها.. ومنها وفق نص البيان بعض اللجان في عدد من المحافظات مثل لجنة ادكو بمحافظة البحيرة وشبين الكوم بالمنوفية، وببا وبني سويف، والفيوم بالفيوم.. وهذه اللجان تبين من فحصها فوز أحد المرشحين لحصوله علي الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة وادراج مرشح بصفة عامل أو فلاح في جولة الإعادة بدلاً من مرشح آخر بصفة فئات. ولكني أتحدث عن الأرقام التي وصلت إلي اللجنة.. مثل إلغاء 12 صندوقاًس بدائرة سنورس الفيوم، وأربع لجان بالحامول بكفر الشيخ.. وتسعة صناديق بدائرة دكرنس واحراق ثلاثة منها علي سبيل المثال لا الحصر.. وهو ما كان سيضفي شفافية أكبر علي أداء اللجنة؟ - ليس شرطا أن نقوم بسرد ما حدث خلال العملية الانتخابية بشكل تفصيلي علي مستوي الجمهورية خلال نصف ساعة علي سبيل المثال.. ولكن هناك تغطية اعلامية قمنا بها خلال فترة الانتخابات بشكل لحظي ودقيق.. ونحن ذكرنا النقاط الرئيسية في الموضوع بأن هناك عبثا حدث ببعض الصناديق أو أن هناك. تجاوزًا من جانب بعض المرشحين وأنصارهم والأخطاء التي حدثت في حساب بعض الأصوات الخاصة ببعض المرشحين.. كل هذا أعلناه وهناك بعض المرشحين عدلنا النتائج الخاصة بهم نتيجة خطأ في حساب عدد الأصوات بعد الفرز. اسمح لي .. بالرغم من دقة المعلومات التي حاولتم توفيرها لوسائل الاعلام.. وتم نشرها إلا أن الناس أيضا لم تقتنع؟ - للأسف نحن شعب من السهل أن يصدق أي شيء.. وأي شيء نقوله ليس سهلاً أيضا أن «يأخذها بسهولة».. أو بمعني آخر لا يهضمها بسهولة. أو يفهمها بسهولة.. أو يتجاهلها أيضا بنفس السهولة.. هذه كلها موروثات قديمة نتيجة أخطاء كانت تحدث في الماضي فأصبحوا لا يصدقون اليوم ما يقال!!.. إذن ماذا تصنع للناس التي لا تريد أن تصدق شيئاً. تحذير الناخبين معني كلامكم السابق.. أنكم كنتم كمن يحرث في الهواء؟ - نحن بح صوتنا وقلنا يا إخواننا نريد الانتخابات أن تسير في هدوء لأن المسألة ليست بحاجة لما يحدث من اشتباكات هنا أو هناك وأصدرنا العديد من البيانات نهيب بالشعب أن يعتبر العملية الانتخابية انتخابات لا حرب وأن تأخذ المسائل بهدوء.. لأنه لا داعي أن يكون هناك مشاغبات وأن الانتخابات لم تصنع علشان الناس تمسك في «خناق وتقطيع وأذي بعضهم البعض واطلاق رصاص» ولكن المفروض أن تكون مظهرًا من مظاهر الديمقراطية.. والحياة الكريمة لمواطنين يعيشون في دولة متحضرة وليس في غابة.. وكما قلت لك في حوار سابق.. لقد تابعت انتخابات في العديد من الدول لم أر فيها ما يحدث في مصر. وأنتم علي رأس اللجنة التي تدير الانتخابات التشريعية بالدولة.. هل وصلتم لمرحلة استياء لما يحدث؟ أداء اللجنة - بالطبع. لماذا لم يشعر المواطن المصري بالجهد الذي بذلتموه من خلال اللجنة العليا للانتخابات في إدارة العملية الانتخابية بجولتها الأولي، والإعادة؟ - للحق أقول: ما كان يجب أن نقوم به تم عمله أكثر بكثير.. وأكثر مما كان أي شخص آخر يتوقعه ولكن هناك مشكلة أقولها لك: قبل انطلاقة العملية الانتخابية وقبل فتح باب الترشيح كانوا يقولون إن الانتخابات سوف يتم تزويرها.. أي أن هناك بعض الأشخاص عندهم الاستعداد منذ البداية أن يقولوا إن هذه الانتخابات زورت وهذه العبارات صدرت من بعض الأحزاب لعلمها المسبق أنها سوف تفشل في خوض الانتخابات وكبديل لأن تقول هذه الأحزاب أنها فشلت، قالت مسبقًا أن الانتخابات زورت حتي عندما أعلنا أن هناك أكثر من ألف صندوق انتخابي تم استبعادها ولم نأخذ بها. هل يمكن أن توضحوا لي أكثر؟ - يعني إذا لم ينجح هؤلاء ويحصلوا علي الأغلبية تبقي الانتخابات مزورة، ولكن لماذا لم ينتبهوا أن سبب هذا ربما يعود إلي أسلوبهم وطريقتهم في العمل العام.. وهذا للعلم أيضًا مرتبط بأي شخص خاض الانتخابات وليس أحد بذاته.. حتي لا يتم تأويل الكلام هنا. خسارة المحظورة عولت الجماعة المحظورة أسباب خسارتها في الجولة الأولي ومن ثم قرار انسحابها في الجولة الثانية علي اللجنة العليا للانتخابات؟ - ضاحكا: يعني انسحبوا.. وخسروا في الانتخابات لأننا أصدرنا قرارا قانونيا يقول: إن شعار الإسلام هو الحل غير قانوني! هذا منطق غريب.. يعني «كان هاينجحهم.. قطعة قماش مكتوب عليها هذا الشعار».. عموما لا أدري كيف يفسر هؤلاء الأمور. كنتم تؤدون فريضة صلاة العشاء بمقر اللجنة..وبالأسفل كانت هناك مجموعة أفراد يهتفون ضدكم شخصيا احتجاجا علي النتائج النهائية للبرلمان 2010؟ - شوف.. أنا أقوم بما يمليه علي ضميري.. وأنا لا يعنيني نجاح زيد أو عبيد.. ولكني أؤدي واجبا فرضه علي القانون.. ولم أت به مختارا.. وأديته بما يرضي الله.. وكون أنه لم يعجب أحدا.. فهذه مسألة أخري.. وطالما أشعر بأنني أرضيت ضميري.. «مايهمنيش حد». ولكن أري نوعا من الحزن قد ارتسم علي وجه حضرتكم؟ - أنا بشر! أعتذار القضاة واقعة اعتذار ثلاثة قضاة عن الاستمرار في الإشراف علي العملية الانتخابية أخذت حجماً.. أريد به العودة لأجواء انتخابات عام 2005.. هل من قول فصل لكم فيها؟ - القضاة الثلاثة الذين تتحدث عنهم.. منهم اثنان اعتذرا لأسباب مرضية.. والآخر معروف أسباب اعتذاره بعد الواقعة التي أحيلت وفق بلاغ إلي النيابة العامة للتحقيق فيها.. هل تعتقد أن ما حدث من شذرات هناك أو هناك بحق القضاة المشرفين علي العملية الانتخابية قد نال بعض الشيء من هيبة السلطة القضائية؟ - بالتأكيد.. هو كان فيه حد «يقدر زمان يهاجم القضاء».. وأري شعباً قد فلت زمامه .. وكثيراً منه استغل الحرية المتاحة أمامه بشكل خاطئ. هيبة السلطة القضائية هل هذا تأتسي علي قديم «حسن» وآن انفلتت فيه الأمور؟ - طبعاً.. وأكررها لك.. هل كان يجرؤ أحد علي إهانة قاض في إحدي الصحف كما نري اليوم.. «حتي لو لم يكن قاضياً.. لا يمكن لشخص عادي أن يتقبل الإهانة من أية أحد.. وأقول للإعلام.. اتق الله فيما تنشر.. ولا تنسب للناس ما لا يقولونه أو تحرفه..