عواطف السياسيين هي سبب كل المشاكل التي تنشأ بين أفراد وجماعات أي دولة !! ، فهل كل سياسي لديه علاقة مع عواطف الناس وأحوالهم ؟ ، وهل بينهما حبل وداد متصل مثل الخط الساخن بين واشنطن وموسكو أيام الحرب الباردة؟!، عواطف العرب من المحيط إلي الخليج ، المحيط الهادي حتي الخليج المكسيكي !! ، وهل العواطف يمكنها حل المشكلات بين الأفراد وبعضهم وبين الجماعات وبعضهم وبين القبائل والأمصار وبين الدول والأقطار ؟ ، لا أظن !! آخر أخبار عواطف في السياسة المصرية أنها سمحت لأعضاء الحزب الحاكم في مصر بتبادل الانتخابات بين بعضهم البعض وهو نوع جديد من الترشيح الجماعي تماما مثل الزواج الجماعي في أي محافظة من المحافظات التي تحت الإنشاء !! ، هذه التجربة هي سابقة لم تحدث من قبل في أية دولة لديها التعددية الحزبية وتكون مصر هي الدولة الرائدة في هذا المضمار كي تدخل موسوعة جينيس العالمية ! . تدخلت عواطف السياسة بين اختيارات الحكومة في لبنان في العام الماضي حيث بقيت الدولة بلا رئيس عدة أشهر ثم بلا وزارة لأشهر أخري ثم لا جديد تحت الشمس في لبنان وبقيت الأمور علي ما هو عليه بين الطوائف المختلفة والتكتلات المعروفة ما بين فريق الموالاة وفريق المعارضة أو ما بين مجموعة آذار ومجموعة أيلول أو تموز ؟! ، وما زال الوضع في لبنان فوق صفيح ساخن منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ثم حرب الجنوب بين إسرائيل وبين حزب الله ومنذ تلك الأيام التي ارتبطت فيها مصالح بعض اللبنانيين مع مصالح بعض السوريين ، علاقات كلها عواطف بين هذا وذاك تتواري في ظلالها المصلحة العليا للقومية العربية والتراب الوطني هنا وهناك . وفي العراق وبعد معاناة طويلة ومن خلال حروب طاحنة لا ندري ما الهدف منها ؟! ، وبعد سلاسل من الاغتيالات والتفجيرات والتفخيخات تمت الانتخابات ثم توقفت عجلة الأيام عند نتائج لم يفهمها عامة الناس وخاصتهم وبقيت الأمور في ضباب يشبه ضباب الأفق في لندن وأخيرا تم تشكيل الوزارة حيث لا نعرف ماهيتها بين المصطلحات الجديدة في السياسة العربية ما بين ائتلافية أو توافقية أو وحدة وطنية أو قومية أو حكومة تصريف أعمال .. الخ الخ الخ من تلك المسميات المطاطة مثل حلوي العسل الأسود !! ، ويقف وراء كل هذا عواطف طائفية بين السنة والشيعة وبين الاثنين والأكراد وبينهم الثلاثة والمسيحيين، عواطف السياسة تعني المعاناة والمشاكل التي لا تنتهي خاصة عواطف الشرق ، والعرب هم وراء كل القرارات المبتسرة في حياة الناس بعكس أهل المناطق غير الدافئة والدول الباردة وأصحاب الجنس الأبيض الذين لا يضعون أي عواطف في مجالسهم وتشكيلاتهم السياسية وفي حكوماتهم المنتخبة بحق وحقيق دون إعادة في أي دائرة؟!، في أوروبا الشرقية والغربية وفي الولاياتالمتحدة لا تلعب عواطف السياسة كثيرا في جميع توجهات الدولة بل الفيصل هو المصلحة العليا للوطن ، يكفينا مثلا السيدة المستشارة الألمانية ومن قبلها زعيمة حزب المحافظين في المملكة المتحدة أو المرأة الحديدية ، أما في مصر فان عواطف السياسة حاضرة بقوة عند اختيار المرشحين للانتخابات التي تمت مؤخرا وبالتالي سمحت قيادات الحزب بنزول أكثر من عضو في مكان واحد حتي لا يغضب اي منهم أو من مناصريهم وكذلك دارت العملية كما ذكرت من قبل مثل لعبة الروليت عندما ترسو الكرة علي أي رقم كي يربح اللاعب، الإطار العاطفي بين الشعب وبين المرشحين استنادا إلي العصبية والقبلية والمصلحة الخاصة والمعارف العمومية فكانت النتيجة كما نراها الآن في قرارات كثيرة تمس مصالح البعض دون البعض الآخر، ومن الجدير بالذكر أن السياسة بمعناها العاطفي بدأت بمقولة شعرة معاوية التي لا تنقطع بين الشد والجذب الدائر ما بين الأطراف المعنية المتخالفة وما أكثرها..!!