لم يكن قرار الاستغناء عن خدمات حسام البدري المدير الفني السابق للأهلي مجرد قرار عادي لأنه بمثابة إعلان لذبح المدرب الوطني داخل القلعة الحمراء. ورغم تولي عبد العزيز عبد الشافي: زيزو مسئولية الفريق إلا أنها بشكل مؤقت لحين التعاقد مع مدرب أجنبي في يناير المقبل لنعود مرة أخري لعصر الخواجات بالأهلي. وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول تجربة البدري مع الأهلي إلا أن الاستعناء عنه جاء في توقيت صعب وعلي أقل تقدير كان لابد من الصبر عليه حتي فترة الانتقالات بيناير التي ينتهي فيها الدور الأول للدوري ليمكننا الحكم بشكل كامل علي تجربته سواء بالنجاح أو الفشل. ويعاني الأهلي منذ فترة من بعض المشاكل الواضحة والتي من الصعب أن نحملها كاملة للمدير الفني مثل ارتفاع معدل أعمار بعض النجوم الأساسيين ومرور الفريق بعملية إحلال وتجديد قد تكون أحد أسباب تذبذب النتائج. كذلك هناك مشاكل فرعية حدثت وساهمت بشكل أو بآخر في اخراج اللاعبين عن تركيزهم وعلي رأسها أزمة بعض اللاعبين مع الإعلانات وعقود الرعاية والتي تدخلت إدارة النادي لحلها. ولا يمكن أن ننسي مشكلة الإصابات التي عاني منها الفريق كثيراً خلال الموسم الجاري حيث لم يخض الأهلي تقريباً مباراتين متتاليتين وهو مكتمل الصفوف بنسبة 100% وبالطبع هذه المشاكل السابقة أثرت علي نتائج الفريق كما أنه لا يمكن أن نحمل الجهاز الفني السابق وحده مسئوليتها وأيضا لا نعفيه منها. وعموما فإن قرار الاستغناء عن البدري هو حق أصيل لإدارة الأهلي التي دائمًا ما تعمل من أجل النادي وتحرص علي اختيار ما تراه مناسبا لقيادة فريق الكرة.. لكن برحيل البدري قد ينتهي عصر المدرب المصري مع الأهلي لأنه من المتوقع أن يتسلم القيادة الفنية أحد الأجانب في القريب العاجل. ومن هذا المنطلق حرصت «روزاستاد» علي التوجه لبعض خبراء ونقاد كرة القدم المصرية لمعرفة آرائهم حول مدي تأثير رحيل البدري علي مستقبل المدرب الوطني مع الأهلي بالإضافة لرصد مقترحاتهم وحلولهم لخروج الفريق من مشاكله. في البداية أكد ميمي الشربيني المعلق الكروي الشهير أن المعيار الأساسي للحكم علي المدرب الوطني أو الأجنبي هو الكفاءة وليس أي شيء آخر. أضاف: إن السنوات الأخيرة شهدت ظاهرة إيجابية وهي انتشار المدربين المصريين بالدوري لدرجة جعلت إدارتي الأهلي والزمالك تمنح الثقة لمدربين وطنيين الموسم الماضي. وقال الشربيني: إن المدرب المصري فرض نفسه علي الساحة الكروية وأصبح يتمتع بإمكانات طيبة.. كما أن جماهير القطبين أصبحت تتقبل إمكانية أن يدير الفريق مدرب وطني عكس ما كان يحدث قديما والفكرة المترسخة في الأذهان أن يكون علي رأس الإدارة الفنية للأهلي والزمالك مدرب أجنبي. وشدد الشربيني علي أن خير دليل علي تطور إمكانات وقدرات المدرب الوطني هو الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الذي حقق إنجازات لم يحققها مدرب أجنبي مع الفراعنة. جمال عبدالحميد نجم الأهلي والزمالك وكابتن المنتخب الأسبق أكد علي ضرورة منح المدرب المصري الفرصة كاملة مشيرًا إلي أنه في الوقت الحالي أصبح المدرب الوطني أفضل بكثير من الأجنبي مع الفرق المصرية وخاصة أندية القمة. أضاف عبدالحميد أن المشكلة التي تواجه المدرب المصري خاصة عندما يكون مديرًا فنيًا للأهلي أو الزمالك هي الضغط الإعلامي الذي يقع عليه بسبب وضع الفريقين ومكانتهما الكبيرة. ويري عبدالحميد أن السبب الرئيسي للإطاحة بالبدري هو الإعلام الذي ضلله في بعض الأوقات بنغمة أن تذبذب النتائج ليست مسئوليته وأن معدل أعمار اللاعبين في ارتفاع وأن المشاكل تحاصره. قال عبدالحميد: أن الإعلام والفضائيات ظلت فترة طويلة تمتدح البدري لدرجة غطت علي الأخطاء حتي تراجعت نتائج الفريق بشدة واضطرت إدارة الأهلي للاستغناء عنه. ورغم ذلك رفض عبدالحميد المقارنة بين مانويل جوزيه مدرب الأهلي الأسبق والبدري مؤكدًا أن الظروف التي مر بها الثنائي مختلفة ولا يجوز المقارنة بينهما. وشدد عبدالحميد علي أن توقيت الاستغناء عن البدري ليس مناسبًا خاصة وأن إدارة الأهلي كما عودتنا لا تحاسب مدرباً بالقطعة وكان لابد من الصبر عليه حتي نهاية الموسم أو منتصفه علي الأقل. أما إكرامي حارس مرمي الأهلي ومنتخبنا الوطني الأسبق فرفض التعليق علي موضوع رحيل البدري مؤكدًا أنه قرار خاص بمجلس إدارة النادي ولجنة الكرة التي تفعل دائمًا ما تراه في صالح الفريق. وعن المشاكل التي مر بها الفريق هذا الموسم وتذبذب نتائجه أكد إكرامي أن كل الأمور ستتحسن خلال الفترة المقبلة مشيرًا إلي أن الأهلي من الفرق التي تستطيع تصحيح أوضاعها سريعًا والعودة أفضل مما كانت. أشار إكرامي إلي أنه لا يشعر بالقلق علي الأهلي هذا الموسم مشددًا علي أنه مازال المرشح الأقوي لحصد لقب الدوري العادة. أضاف إكرامي أن الأهلي لديه مباراتان مؤجلتان وفي حالة الفوز بهما سيقفز لقمة المسابقة مع الزمالك مشيرًا إلي أن تراجع ترتيب الأهلي حتي الآن سببه كثرة المؤجلات لمشاركة الفريق بمسابقة دوري أبطال أفريقيا.