لماذا يهمل المواطن صاحب الصوت الانتخابي حقه في استخدام صوته لصالح المرشح الذي يقتنع ببرنامجه الانتخابي؟ ولماذا يعتقد بعض الناخبين أن أصواتهم لا قيمة لها وسط الاف الاصوات الانتخابية ؟ ولماذا يتملك اليأس كثيراً من المواطنين الي درجة الاقتناع بأن التصويت لن يقدم أو يؤخر ؟ ما كل هذا الاحباط الذي يصيب الناخبين يوم التصويت الي الدرجة التي تدفع بعضهم الي عدم الذهاب الي صناديق الانتخاب.. الحقيقة ان بعض الناخبين الذين يتكاسلون عن اداء حقهم الانتخابي هم اولئك الذين تأثروا بحملات التشكيك في نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية، قبل أن تتم.. حملات الترويج بتزوير الانتخابات وممارسة البلطجة لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، انطلقت متزامنة مع بدء الاعلان عن موعد الانتخابات نفسها، وتزداد سخونة تلك الحملات وارتفاع نبرة صوتها كلما اقترب يوم الانتخاب المحدد، وعندئذ يكون الناخب قد وصل الي درجة الاقتناع بعدم جدوي التصويت.. مادامت الانتخابات سوف تزور أو أن هناك بلطجة ستعرضه للأذي عندما يحاول استخدام حقه في الادلاء بصوته.. وعادة ما تطلق الأحزاب المعارضة للحزب الحاكم انشودة تزوير الانتخابات لتغطي علي اخفاقها المحتمل وقوعه لتمتلك ورقة التبرير امام اعضائها تقدمها لهم عقب ظهور النتائج النهائية للعملية الانتخابية، ونتيجة لما يثار من صخب يصاحب الانتخابات، يقع الكثيرون من اصحاب الأصوات الانتخابية ضحية اليأس ويتخذون قراراً بعدم الذهاب الي لجان الانتخاب حتي لو تعرضوا لغرامة مالية جراء عدم ذهابهم.. أحزاب المعارضة - او لنقل بعض الأحزاب المتنافسة - التي تدرك حجم تواجدها في الشارع الانتخابي، لا تدري انها اوقعت اشد الضرر بكل مواطن مصري يعيش علي ارض الوطن.. المواطن الذي ذهب للانتخاب.. وايضاً المواطن الذي لم يذهب.. اذ انها احجمت عن كل هؤلاء المواطنين حق معرفة حجم التواجد الحقيقي لكل حزب من الاحزاب الفاعلة في الشارع السياسي المصري.. بل ان الأحزاب نفسها ستجهل معرفة الحجم الحقيقي لمؤيديها والمقتنعين ببرامجها من ابناء الشعب بسبب عزوف الناخبين عن الذهاب الي صناديق الاقتراع.. .. وما اكثر الضرر الذي يقع بسبب صخب اصحاب الأصوات العالية، الا في عزوف اصحاب البطاقات الانتخابية عن الادلاء بأصواتهم.. وهنا يكون الضرر الأعظم.. .. فالناخب صاحب تلك البطاقة لا يمثل نفسه فقط، لكنه في حقيقة الأمر ينوب عن آخرين كثيرين من ابناء اسرته لا يملكون بطاقة التصويت.. اب عجوز مقعد، أم طاعنة في السن، طفل صغير، شاب لم يصل بعد الي السن القانونية التي تتيح له حق تملك بطاقة انتخاب، وفي الأسر المصرية الكثيرون من تلك النماذج.. هذا الناخب الذي يدلي بصوته هوفي حقيقة الأمر ينوب هنا عن فئات كثيرة من ابناء الشعب لا يستطيعون المشاركة في اختيار نواب يمثلونهم تحت قبة مجلس الشعب المكلف برسم ملامح المستقبل لسنوات خمس قادمة.. هذا الناخب.. هو نائب عن فئات عدة من ابناء الشعب، لكنه لا يدخل المجلس كواحد من اعضائه، ومن يسرب الاحباط الي نفسه من نزاهة العملية الانتخابية لكي لا يذهب الي صندوق الاقتراع، انما يؤذي أفراداً اكثر عدداً منه كفرد واحد، إنه يؤذي الشعب كله.. ليذهب كل من يمتلك البطاقة الانتخابية الي صناديق الاقتراع، وليدلي كل منهم بصوته لمرشحه، إنه واجب وطني لا يجوز التقاعس عنه.. رئيس تحرير مجلة أبطال اليوم الصادرة عن مؤسسة أخبار اليوم