دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلي إجراء استفتاء جنوب السودان في موعده المقرر في التاسع من يناير المقبل وفي أجواء هادئة وذلك في وقت عبر فيه مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق إزاء احتمال تأجيل الاستفتاء. وأعرب المجلس في بيان تلاه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج عن القلق البالغ من التأخير المستمر في تمويل اللجنة المعنية بالتجهيز للاستفتاء داعياً الحكومة السودانية إلي التحرك العاجل لاتخاذ التدابير الضرورية من أجل ضمان تنظيم استفتاءي الجنوب وأبيي في أجواء سلمية. وبينما قال هيج إن السودان دخل مرحلة المخاطر الكبري داعياً شمال وجنوب السودان إلي عدم نشر قوات عسكرية علي الحدود، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن الوضع في السودان يمكن أن يتحول إلي نزاع أوسع معتبراً أن المخاطر مرتفعة جداً في أبيي». وقال مون إن الأممالمتحدة تأمل في تعزيز عدد قوات حفظ السلام في السودان أثناء الاستفتاء وبعده لزيادة قدرة هذه القوات علي مراقبة انتهاكات وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. من جانبه أبلغ السفير الروسي لدي الأممالمتحدة فيتالي تشوركين مجلس الأمن أن بلاده قررت إرسال وحدة تضم أربع مروحيات من طراز «مي 8 إم تي إف» إلي البعثة الأمنية في السودان. وطلب جنوب السودان من مجلس الأمن الموافقة علي إقامة منطقة عازلة تراقبها الأممالمتحدة بشكل كامل بطول الحدود مع الشمال لكن دبلوماسيين في المجلس قالوا إن بعثة الأممالمتحدة في السودان سيكون بمقدورها فقط الانتشار في النقاط الساخنة علي الحدود. ومن جهته قال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان «إن كل الدلائل تشير إلي أن شعب جنوب السودان سيصوت علي الأرجح لصالح الاستقلال في يناير». وبدوره أكد وزير خارجية السودان علي كارتي في تصريحات ل «راديو سوا» أن حكومة الخرطوم ستلتزم بأي قرار تصدره المفوضية الخاصة بالاستفتاء التي وصفها بأنها الجهة الوحيدة التي تتمتع بحق تغيير موعد إجراء الاستفتاء. وقال كرتي إن ثمة شكاوي بأن الوقت ضيق لتنظيم الاستفتاء مشيراً إلي أن المفوضية تضم أغلبية من سكان الجنوب وأضاف أنه إذا قررت المفوضية إقامة الاستفتاء في موعده فنحن نرحب بذلك ونلتزم به.