تعتبر الدعاية الانتخابية هي جميع الأنشطة التي يقوم بها المرشحون من المستقلين والأحزاب والقوي السياسية المشاركة في الانتخابات منذ بداية الإعلان عن خوض الانتخابات وإلي ما قبل يوم الانتخاب، وذلك بهدف شرح برامجهم الانتخابية لجمهور الناخبين لتحفيزهم علي التصويت لصالحهم، وقد نص قرار اللجنة العليا للاشراف علي الانتخابات علي أنه يجب ألا يتجاوز الدعاية الانتخابية 200 ألف جنيه في انتخابات مجلس الشعب المقبلة.. وهو الأمر الذي يجب أن تتم متابعته بدقة. لا يمكن أن تكون هناك دعاية انتخابية بدون أن يكون هناك برنامج انتخابي. والبرنامج الانتخابي أما يكون للمرشح الحزبي أي أن البرنامج هنا برنامج الحزب، أو أن يكون المرشح مستقلاً.. وبالتالي يكون برنامجه شخصيا بالدرجة الأولي. ويعتبر البرنامج الانتخابي هو الوسيلة الرئيسية لاستقطاب تأييد الناخبين والحصول علي أصواتهم. وهو ما يتم عبر وسائل إعلامية متعددة «مكتوبة وسمعية وبصرية». وتختلف البرامج الانتخابية حسب نوع المرشح. فإذا كان مستقلا، يرتبط البرنامج بالدوائر الانتخابية والوعود الشخصية المرتبطة بتحسين خدمات الدائرة. وإذا كان المرشح حزبيا يكون البرنامج أكثر عمومية وشمولية، ويرتبط بانجازات الماضي الإيجابية، والوعود المستقبلية. يقوم كل مرشح سواء كان مرشحًا حزبيا أو مستقلا بالعديد من الأنشطة السياسية حتي يوم الانتخاب من خلال «الحملة الانتخابية»، وذلك بهدف عرض أفكاره وسياسته من أجل الحصول علي أصوات الناخبين يوم الاقتراع وعدم التصويت لمنافسه، وتتنوع أنشطة الحملة الانتخابية بين مؤتمرات وتجمعات ولقاءات جماهيرية وزيارات شخصية، وبين استخدام وسائل الإعلام: الجرائد والإذاعة والتليفزيون والإعلانات والنشرات، والوسائط الإلكترونية بأنواعها المتعددة من أجل الوصول إلي القاعدة العريضة للناخبين. من المهم أن يحدد المرشح مدة حملته الانتخابية لأن تحديد الزمن المخصص لها.. يرتبط بشكل مباشر بالتخطيط للدعاية الانتخابية، وتختلف مدة الحملة الانتخابية طبقًا لنوع الانتخابات: رئاسية، أو برلمانية، أو محلية، وتنتهي الحملة الانتخابية قبل بدء التصويت.. حسبما تنص إجراءات الانتخابات. لا أتفق تمامًا مع الدعوة إلي تكافؤ الفرص في الإعلام بالنسبة للمرشحين حسب وزنهم الحزبي.. لأن تكافؤ الفرص هنا فيه نوع من الظلم للأحزاب الكبيرة ذات الأغلبية في البرلمان. وهو ما يحتاج إلي نقاش موضوعي.. فكيف يحصل حزب وزنه النسبي 5 أو 6 مقاعد بحزب ثان له 20 مقعدًا أو بحزب ثالث له أكثر من نصف مقاعد البرلمان. في تقديري، أن تحديد المعايير الموحدة للإعلام القومي والخاص في الانتخابات هو أمر يعبر بالدرجة الأولي عن المعايير المهنية التي تطبق علي الجميع بدون استثناء.. وهو الأمر الذي تتابعه لجنة من الخبراء والمتخصصين المرموقين لكي لا يتم التجاوز ضد أي حزب كما حدث في أحد برامج التوك شو المتخصصة في الهجوم علي كل ما يندرج بعيدًا عن قائمة المعارضة أو الجماعة المحظورة، وهو ما يتكرر في علاقة بعض الجرائد الخاصة بالجماعة المحظورة بين الحين والآخر.