ذكر موقع «تيك ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي العسكري أن من بين المطالبات التي قدمها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للسلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية بغية استئناف المفاوضات الموافقة علي الانسحاب من الضفة الغربية ونشر القوات الأردنية بها. وبحسب الموقع، شهد الأسبوعان الماضيان اجتماعات سرية مكثفة بحضور أطراف سعودية وأمريكية وإسرائيلية وأوروبية في العاصمة الأردنية عمان، وافق نتانياهو خلالها علي تقديم عدة مطالبات مقابل توقيع اتفاقية تسوية سلمية مع السلطة. وأشار الموقع إلي أن نتانياهو لم يكشف لأعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر حتي الآن عن طبيعة تلك الاجتماعات مشيرا إلي أن نتانياهو ومستشاره الخاص يتسحاق مولخو هما المطلعان الوحيدان علي نتائج الاجتماعات، وأن وزير الجيش أيهودباراك ورئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي لم يطلعا علي ماهيتها ولم يطلع نتانياهو مجلس وزرائه إلا علي الخطة الأمريكية بتجميد الاستيطان «90» يومًا مقابل سلة حوافز سياسية وأمنية علي ألا يشمل تجميد البناء القدسالشرقية. وأشار الموقع إلي أن الاجتماعات التي عقدت في عمان بمشاركة فلسطينية توصلت إلي اتفاقيات عدة تتعلق بالضفة الغربية. ومن بينها اتفاق يسمح بنشر قوات أجنبية علي الحدود بين الضفة الغربية والأردن، والتي تتعاون وتنسق مع الاحتلال لمنع تهريب السلاح، مشيرة إلي أن القوات الأردنية ستنتشر علي جانبي الحدود. واتفق علي أن ينتشر الجيش الأردني في الضفة الغربية، بينما تستمر مستوطنات الاحتلال في منطقة الأغوار بالتوسع لمدة أقصاها 50 عاما، لتنضم إلي الدولة الفلسطينية بعد ذلك في حال اعترف بهذه الدولة وأقيمت . واتفق أيضًا علي أن يستمر جيش الاحتلال بالانتشار في بعض الأماكن بالضفة الغربية، حيث سيتم الانسحاب بشكل جزئي بعد ذلك، وأن تكون كل هذه الاتفاقيات سارية المفعول في أعقاب توقيع معاهدة التسوية بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية. وكشف الموقع عن تفاهمات إسرائيلية أمريكية، ستقوم هذه الأخيرة بموجبها بتعميم خارطة حديثة للحدود الدائمة للدولة الفلسطينية وإسرائيل. وأشارت مصادر مطلعة إلي أن الخارطة الجديدة تلبي طلبات الفلسطينيين أكثر مما تلبيه للطرف الآخر، ولكن نتانياهو أدرك أن عدم الموافقة عليها سيجره إلي مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية. ومن جانبه أكد نتانياهو أن الخطة الأمريكية لتجميد الاستيطان ليست نهائية وأن فريقين- إسرائيلي وأمريكي- يعملان علي بلورتها، واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن دراسة نتانياهو لمجموعة الحوافز الأمريكية التي تهدف إلي دفع إسرائيل إلي إقرار وقف بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، مؤشرا واعدا. وفي المقابل اشترطت السلطة الفلسطينية تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية «بشكل شامل»، لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، ردا علي خطة إسرائيلية محتملة لتجميد جديد للاستيطان: إن الفلسطينيين والعرب ملتزمون بقرارات القمة العربية الأخيرة في سرت باشتراط التجميد الشامل للاستيطان لاستئناف المفاوضات. كما قال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينتظر الرد الأمريكي الرسمي في هذا الصدد لعرضه علي القيادات العربية. وأكد رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات أن القيادة الفلسطينية لم تتسلم أي شيء رسمي من الإدارة الأمريكية حول الصفقة التي يجري الحديث عنها بين واشنطن وتل أبيب. وأضاف عريقات: عندما نتسلم الصفقة من الجانب الأمريكي بشكل رسمي سيقوم عباس بدعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح للاجتماع لاتخاذ القرار المناسب، وستتم الدعوة أيضًا لاجتماع طارئ للجنة متابعة المبادرة العربية للسلام حيث ستتخذ القرارات، لذلك لن نعلق علي هذه المسألة قبل ذلك. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه نتانياهو «انه سيشرع بعد أسبوعين في إقامة السياج علي الحدود الإسرائيلية المصرية».