تزامنا مع بدء إجراءات تسجيل الناخبين في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر حتي الآن في 9 يناير المقبل كشفت مصادر سودانية مطلعة أمس الأول عن توافق الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه سلفاكير رئيس حكومة الجنوب حول مسودة وثيقة تنهي خلافاتها علي ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والنزاع حول منطقة أبيي. وأوضحت المصادر أن وساطة رئيس جنوب أفريقيا السابق تابو ميكي بين البشير وسلفاكير أوشكت علي الانتهاء بنجاح، لافتا إلي أن الوثيقة التي توصل لها الطرفان تقضي بحل جميع القضايا العالقة بين شريكي الحكم في السودان وعلي رأسها ترسيم الحدود وإجراء الاستفتاء في موعده والأمن وتبعية منطقة أبيي وترتيبات ما بعد الاستفتاء. وقالت المصادر إن الطرفين اتفقا علي مناقشة قضية أبيي علي المستوي الرئاسي بعد عودة الرئيس البشير من رحلة الحج. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه المفوضية القومية للاستفتاء بالسودان عن بدء أولي الإجراءات الفعلية للاستفتاء أمس بتسجيل الناخبين الذين لهم حق التصويت، وقال رئيس المفوضية محمد إبراهيم خليل إن حملة التسجيل أولي المراحل بعدها يجري الاقتراع علي ثلاثة أصعدة: الجنوب والشمال والمهجر. وأشار إلي أن القانون أوجب علي المفوضية اتخاذ رمز الاقتراع وتم الاتفاق أن يكون الرمز ليدين متماسكتين كرمز للوحدة وبدأ واحدة كرمز للانفصال، ومن المقرر أن يستمد عملية التسجيل 17 يوما في 8972 مركزاً منها 175 في الولايات الشمالية و2623 بالولاياتالجنوبية. وحددت المفوضية 8 مراكز للتسجيل خارج السودان منها مركز في القاهرة بمنطقة المعادي بالقرب من مكتب اتصال حكومة الجنوب، وأرسلت المفوضية وفدا للقاهرة لبدء إجراءات التسجيل، وحرص مكتب الحركة الشعبية وحكومة الجنوب علي حشد الجنوبيين في مصر خلال الفترة المقبلة لتسجيل أسمائهم حتي يصل العدد إلي 20 ألف شخص بما يحق لهم تخصيص صندوق في القاهرة للتصويت بالاستفتاء. وبجانب مصر خصصت المفوضية مراكز للتسجيل في دول أوغندا وإثيوبيا وكينيا واستراليا وانجلترا وكندا والولاياتالمتحدة، وتوقعت مفوضية الاستفتاء تأخر التسجيل في الدول الخارجية بسبب قلة عدد المراكز وعليه قدمت طلبا لشريكي الحكم بتأجيل موعد التصويت 6 أسابيع. ويتم التسجيل باثبات الشخصية المعتمدة وفي حالة عدم وجودها يتم اعتماد شهادة السكن أو شهادة من السلاطين، وقامت قوات الشرطة في الشمال والجنوب بتأمين مواد التسجيل وسط مراقبة من مراقبين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية. ورغم هذه الإجراءات حذر تحالف منظمات المجتمع المدني بجنوب السودان قبل بدء التسجيل من امكانية التلاعب في أسماء الجنوبيين خاصة أن المفوضية لم تحدد شروطا لتسجيل الناخب الجنوبي وفقا للقبائل والمجموعات العرقية. وأصدر أمس الأول الرئيس البشير قرارا بتشكيل هيئة قومية لدعم الوحدة في استفتاء الجنوب برئاسته وينوبه من سلفاكير. من جانبه نظمت مجموعات شبابية من بناء جبال النوبة مسيرة بولاية جنوب كردفان أمس الأول حذروا فيها من تعطيل تنفيذ اتفاقية نيفاشا. من ناحية أخري أعلن الجيش الشعبي عن قصف أحد معسكراته في الضفة الجنوبية بولاية بحر الغزال بواسطة القوات المسلحة أدي لإصابة سبعة من جنوده، وقال الناطق باسم الجيش الشعبي إن القوات المسلحة دخلت في اشتباكات طوال الأسبوع الماضي في حركة العدل والمساواة.