عن المجاهدين، الذين كانت بعض الدول قد ساعدت في إرسالهم لأفغانستان، كمخرج للتخلص من الجهاديين المتشددين والمسلحين، ليقاتلوا في أراض أخري، فعادوا إلي أوطانهم الأصلية مدربين ومحنكين وممولين، مدفوعين بانتصارتهم علي الإمبراطورية السوفيتية، يدور موضوع كتاب "خلف الستار .. وجه آخر لأفغانستان"، الصادر حديثا عن سلسلة كتاب اليوم للكاتب الصحفي خالد منصور. الكتاب أقيم له مؤخرا حفل توقيع بمكتبة "حنين"، وقال فيه منتصر، الذي عمل بمجال الإغاثة التابع للأمم المتحدة: في بداية عملي بأفغانستان أقمت تدريجيا حاجزا ما بيني وبين الضحايا، وكذلك أغلبية العاملين بمجال الإغاثة يقيمون مثل هذه الحواجز، ربما من أجل حماية أنفسهم وعواطفهم من المعاشرة اليومية للبؤس، ومعاناة الفقر والجوع والمرض، هي معاناة تسبب فيها البشر، وليست نتيجة للفيضانات والزلازل والجفاف وقسوة الطبيعة. وتابع: النساء في أفغانستان لا زلن يرتدين الشادور ولا يفهمن أدوار الأممالمتحدة أو غيرهم، والناس هناك يسيطر عليها الشك في نوايا الآخر، لأنهم مجتمعات مغلقة. وأكد منصور علي أن حركة طالبان تقترب في تدينها من الإسلام الوهابي، بخلاف الإسلام البشتوني، الذي لم يصل لدرجة تشدد الوهابيين، باعتباره دينًا يقدس المزارات، وأضاف أن انتماء الأفغان لدولتهم ضعيف، حيث لم تستطع الحكومات الأفغانية المتعاقبة السيطرة علي الولاء القبلي وتحويله إلي الولاء الوطني. وقالت الكاتبة نوال مصطفي: الكتاب مزيج من أدب الرحلات والتحليل السياسي والإنساني والاجتماعي لواقع بشر شاء قدرهم أن يكونوا مواطنين أفغانا، أو باكستانيين أو إيرانيين، وينقل لنا المؤلف أنفاس هؤلاء البؤساء الذين يعيشون حياة مأساوية ويمزج بين حكايات البشر وبين أصول الأزمة السياسية أو الثورة الإسلامية. وقال الناقد الدكتور محمد فهمي: الكتاب فيه نفس روائي مميز، فهو ينطبق عليه مقولة ت . س إليوت "الفن يعبر عن حالة عامة من خلال حالة خاصة"، فالمؤلف يتكلم عن أفغانستان من خلال نفسه ، ولقد خلق ذات روائية يرصد بها الأحداث من خلال عيون محايدة ترصد حالة الاغتراب والتأمل والتشكك في الإجابات التي يقدمها". وتابع: المؤلف يتحدث باستحياء عن نفسه، ويؤكد علي تيمة توق البشر للاتحاد عندما تتمزق الدولة وليكن تحت راية العرق أو الدين أو اللون، ويؤكد أن التعاطف والإحساس بمعاناة الآخرين ونحتها في الذاكرة، شرط لا غني عنه من أجل التوصل إلي حل سلمي ودائم لمشكلات البشرية.