قديما كانت شعارات الانتخابات تتحدث عن أهمية الصوت الانتخابي، مثل: "صوتك أمانة، أعط صوتك لمن يستحقه"، لكن منذ سنوات بدأت ظاهرة شراء وبيع الأصوات، لذلك أقترح تغيير الشعارت الانتخابية إلي: "أعط صوتك لمن يدفع أكثر"، أو "صوتك بألف جنيه.. لا تقبل أقل من ذلك". في التسعينيات بدأت ظاهرة شراء الأصوات، مع دخول رجال الأعمال الانتخابات البرلمانية، حيث تصل الميكروباصات محملة بالناخبين، والصوت بعشرين جنيه، وكثيرا ما شهدت متعهد الأصوات وهو ينزل الناخبين من الميكروباص ويدخلهم إلي اللجنة في طابور للإدلاء بأصواتهم، ويمنح كل من يدلي بصوته عشرين جنيها ويحصل سمسار الأصوات علي عشرة جنيهات عن كل صوت انتخابي. وفي انتخابات 2004 وصل سعر الصوت الانتخابي في بعض دوائر القاهرة وبورسعيد إلي خمسمائة جنيه، ومع الوضع في الاعتبار أن الأسعار زادت أكثر من مائة بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية، فلا بأس من رفع سعر الصوت إلي ألف جنيه. وعلي هامش الانتخابات النيابية الأردنية التي تجري خلال أيام، أعلن المستشار السياسي لرئيس الوزراء، سميح المعايطة أمس أن الأجهزة الأمنية أحالت إلي القضاء خمسة مواطنين أردنيين في إقليم الشمال بعد ضبطهم بعمليات بيع وشراء الأصوات وحجز البطاقات الشخصية للانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 9 نوفمبر المقبل. وقال المعايطة إن الإحالة إلي القضاء تأتي ضمن جدية الحكومة الأردنية في متابعة الجرائم الانتخابية بما فيها شراء الذمم وحجز البطاقات الشخصية وبعد ثبوت تورط الأشخاص المتهمين والتحقيق معهم وفق الأصول القانونية وتطبيقا لقانون الانتخابات. داعيا المواطنين إلي التعاون مع الأجهزة الأمنية لمحاصرة هذه التجاوزات التي تسيء إلي قيم المجتمع، فضلا عما تلحقه بالعملية الانتخابية من إخلال بمسارها القانوني. وغلظت الحكومة الأردنية العقوبات علي شراء الأصوات في قانون الانتخاب الجديد، وتصل عقوبة شراء الأصوات وعرض الرشاوي إلي سبع سنوات سجنا، ورغم تفشي ظاهرة شراء الأصوات في الانتخابات النيابية المصرية لم نسمع أنه تم القبض علي أحد ممن يبيعون أو يشترون أصوات الناخبين، وإحالتهم إلي القضاء. والمشكلة أننا تركنا هذه الظاهرة تستفحل حتي صارت أمرا طبيعيا، دون أن ينتبه أحد إلي مخاطرها علي المسار السياسي، رغم أن المرشح الذي يرشو الناخبين للحصول علي عضوية البرلمان، لن يتورع في استخدام الرشوة للحصول علي امتيازات شخصية بعد ذلك.. والأكيد أيضا أن من أنفق الملايين في الانتخابات البرلمانية سيسعي لاستردادها. إذا بعت صوتك في الانتخابات فأنت تبيع نفسك، ومستقبلك، وبلدك وتساعد الفساد علي الانتشار والتوغل في كل شيء. فكر قبل أن تبيع صوتك، لماذا يدفع مرشح كل هذه المبالغ من أجل مقعد نيابي؟