باستثناء المدير الفني للنادي الأهلي ولاعبيه وعدد محدود من المعلقين غير الرياضيين استنكر الجميع انفلات أعصاب فريق النادي الأهلي في مباراته مع الترجي بعد أن احتسب حكم المباراة هدفا غير صحيح في مرماهم مع بداية المباراة.. عاب هؤلاء علي لاعبي الأهلي هذا الانفلات في الأعصاب الذي أدي الي طرد لاعب ماهر منهم، رغم أنهم لديهم خبرات متراكمة من كثرة ما لعبوا من مباريات كانت تفرض عليهم مواجهة ما حدث من سوء تحكيم بأعصاب منضبطة ولا نقول باردة.. أي أن الخبرة هنا لم تمنع انفلات الأعصاب في الملعب، والذي رآه كثيرون السبب الأساسي مع التحكيم السيئ في خروج الأهلي من مسابقة بطل أبطال الدوري الإفريقي. لكن من ينظر بقدر من الإمعان حوله وفيما يحدث أمامه داخل مجتمعنا سوف يجد أن ما حدث من انفلات في أعصاب لاعبي الأهلي لم يكن استنثاء . إنما للأسف الشديد انه في طريقه ليكون هو القاعدة، والسيطرة علي الأعصاب والتحلي بالانضباط في التعبير عن المشاعر هو الاستثناء. ولعل ذلك هو ما يفسر لنا العديد من الأمور والتصرفات والحوادث التي نشاهدها ونتابعها الآن يوما وراء الآخر.. سواء كانت هذه الحوادث اجتماعية عادية أو ذات سمة طائفية، أو كانت تصرفات ذات سمة سياسية. الحالة المزاجية في المجتمع ليست علي ما يرام والأعصاب «شايطة».. والناس يتم استفزازهم من أي شيء سواء كان حقيقيا أو كاذبا، وسواء كان صغيراً أو كبيراً. سيدة من سوء معاملة زوجها تترك بيت الزوجية وزوجها يحاول تغطية ذلك التصرف حفاظاً علي مكانته كرجل دين فيقوم باستثارة الناس والادعاء أن وراء اختفائها سبباً طائفياً.. وحينما تعود السيدة إلي أهلها يحاول آخرون استثارة الناس من جديد بدعوي أنها أجبرت علي عدم تغيير دينها. وحادثة عادية يتكرر حدوثها يومياً علي الطرق المصرية..فيجد الناس من يحرضهم لكي يخرجوا ليقطعوا الطريق لمنع مرور السيارات التي لم يرتكب قائدوها أخطاء أو حوادث ويعطلوا مصالحهم. ولاعب أخطأ في حق الجهاز الفني علي صفحات الصحف فيقوم عضو مجلس ادارة معين بصفعه علي وجهه. إنها بعض الأمثلة القليلة فقط التي تدل علي أن الأعصاب شايطة. وكنا من قبل نقول إن الأعصاب شايطة أو منفلتة بسبب الضغوط المعيشية التي يتعرض لها الناس، خاصة بعد التهاب أسعار الغذاء. وكنا أيضًا نقول إن الأعصاب شايطة أو منفلتة بسبب انتظار المجهول السياسي أو غموض المستقبل السياسي لمصر كما شاع مؤخرا. ولكن المؤكد أن لاعبي فريق الأهلي لا ينتمون للفئات الاجتماعية التي تعاني ضغوطاً معيشية، وبالطبع ليسوا من الشرائح التي لديها اهتمامات سياسية.. إذن لابد أن هناك سبباً آخر لشياط الأعصاب.. والقاسم المشترك في حوادث انفلات الأعصاب هو التحريض.. إذن السبب هم المحرضون.