نعم.. لم تكن أبداً يداً بيد، لم تكن واحدة بواحدة كما أشار بعض من جاء إبعاد الأهلي من البطولة دواء لأمراضهم النفسية، فاليد باليد كانت في إستاد القاهرة عندما أقيمت مباراة الذهاب بين الأهلي والترجي وتغاضى الحكم الليبي عادل الراعي عن ضربة جزاء للأهلي من لمسة يد داخل المنطقة قبل أن يحرز محمد فضل هدفه من لمسة يد. نعم لم تكن أبداً يداً بيد، فالحكم الليبي عادل الراعي وقع بالفعل في خطأين في لقاء الذهاب بالقاهرة لكنه أبدا لم يوجه اتجاه اللعب ناحية مرمى واحد كما فعل الغاني الفاجر لامبتي في رادس، لم تكن يدا بيد لأن الحكم الفاجر تغاضى عن ضربة جزاء للأهلي يراها الأعمى كما قال الخبير التحكيمي جمال الشريف في تحليله لأداء الحكم لامبتي في المباراة. لهذا أقولها وأؤكدها.. لم تكن أبداً يداً بيد، فما جرى من الغاني الفاجر لامبتي في رادس لم نشاهده منذ سنوات طويلة في أفريقيا، لم نشاهد فريقاً يتم تحزيمه طوال اللقاء حتى لا يقترب من مرمى منافسه، لم نشاهد احتساب تسللات وهمية وضح أنها كلها في ألعاب المدافع يغطي فيها المهاجم بمتر على الأقل. شاهدنا في رادس الإنذارات من كل حدب وصوب تنزل على رؤوس لاعبي الأهلي وحماية كاملة لإينرامو الذي يعتدي في كل لعبة على رقيبه، بينما في القاهرة شاهدنا اعتداءات سافرة من لاعبي الترجي على لاعبينا ويكفي ما جرى لفرانسيس في ألعاب عدوانية الطرد فيها لا يكفي... ويقول المصفرون... يدا بيد. وأقول للشامتين، الذين خرجوا على قناة الجزيرة أمثال حفيظ دراجي، ما قلتموه لا يقال إلا بين المشجعين وعلى المقاهي وبين أطفال الشوارع، ولا يقال أبداً على لسان أناس من المفترض أنهم محللين وإعلاميين، أبدا لم تكن يدا بيد، لكنها لا تعمى الأبصار... ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ولكن... ما جرى من التحكيم لا يمكن أن يلهينا عن الكثير والكثير من الأخطاء الفنية وغير الفنية في فريق النادي الأهلي، فالأخطاء كثيرة ومتكررة ومنها ما أراه غير قابل للعلاج في ظل التشكيلة الحالية للفريق المكونة من جهاز فني ولاعبين، واليكم بعض النقاط الهامة من وجهة نظري أكتبها ليس في مباراة الترجي وحدها بل عن الأداء العام للفريق: - تعرض الأهلي في مواقف كثيرة لظلم تحكيمي بين وفاجر كما حدث من الغاني لامبتي، ولم يخرج لاعبوه عن النص كما حدث في مباراة رادس الأخيرة، ففي كوماسي 1983 خسر الأهلي في النهائي أمام كوتوكو بهدف من تسلل واضح ولم يخرج لاعبيه عن النص، وفي المحلة سحب طارق سليم مدير الكرة وقتها لاعبيه بعد إلغاء ضربة جزاء محتسبة ولم يتفوه لاعب بلفظ أو كلمة، وفي الجزائر 2006 احتسب المغربي محمد القزاز ضربة جزاء وهمية للشبيبة ضد الأهلي وألغى هدف لفلافيو وحوله لضربة جزاء كان من الممكن أن تضيع ولم يخرج اللاعبين عن النص، حتى في الدوري المصري تعرض لاعبو الأهلي للكثير من الضغوط منها ما جرى من ضرب متعمد أخرج جوزيه عن شعوره في مباريات عديدة وتلقى عقوبات كثيرة ولم يخرج اللاعبين عن التركيز، وغيرها وغيرها من الوقائع الكثيرة التي نرى عكسها الآن، فمنذ واقعة معسكر المانيا في صيف 2009 وخروج حسام البدري عن شعوره ورفضه الخروج من الملعب بقرار الحكم في مباراة ودية بصورة كانت غريبة ونحن نرى خروج عن الأعصاب وانفلات سلوكي في الملعب، وما يدعم ما اقوله، أنه وقبل تولي البدري للمسئولية كان الجهاز الفني يقوم بعقاب أي لاعب يخرج عن النص، ومع البدري وهادي خشبة لا عقاب للاعب منفلت سلوكيا في الملعب ونقرأ النفي السريع لأي عقوبة تعلن في وسائل الإعلام عن عقاب لاعب كما حدث مع أكثر من لاعب وآخرهم محمد بركات، وما حدث في رادس تكرار لما حدث في تيزي أوزو، لم يتعلم الجهاز الفني ولاعبو الأهلي من الدرس، كما لم يتعلم مدربهم الخارج دائما عن شعوره وتركيزه ودائما ما يعترض على رمية تماس أو لعبة غير مؤثرة ويخرج ليتهم الجميع بالوقوف ضد الأهلي في ظاهرة جديدة على النادي الأهلي لم نراها من قبل ولم نكن نراها إلا من منافسي الأهلي، بخلاف الظهور المتتالي للبدري في وسائل الإعلام بصورة لم نعتدها أيضا من المسئولين في الأهلي، باختصار... مع البدري ومن الناحية السلوكية تغير لاعبو الأهلي وأصبحوا فاقدي التركيز سهل استثارتهم، وطالما فقد اللاعبين شعورهم وانفلتت أعصابهم فلا تسأل عن كرة قدم. - إلى جانب الانفلات السلوكي في الملعب جانب آخر مهم ساهم وبقدر كبير في زيادة الانفلات، وهو القدرات التكتيكية المحدودة في الملعب للاعبي الأهلي، فلم نشاهد خلال عام ونصف أي جملة تكتيكية مكررة، أو لعبة متفق عليها، أو هجمة منظمة، وهذا الأمر يصيب اللاعبين بالعجز ويساعد على زيادة استثارتهم وانفلات أعصابهم، والقصة ليست فقط قصة نقص هجومي، بل فقر في الحيل الهجومية المختلفة التي تصل باللاعبين لمرمى الخصم، ففرص الأهلي في المباريات قليلة للغاية وتأتي من هجمات عشوائية ولولا اندفاع لاعبي الترجي في القاهرة للهجوم لتعويض هدف فضل ما شاهدنا مساحات أتاحت للأهلي عدة فرص أهدرها لاعبوه وأضاعوا الحسم قبل لقاء العودة بتونس، ولا ننسي في 2005 عندما كان متعب في حالة سيئة نفسيا بعد واقعة الاعتداء عليه في أحد كمائن الشرطة، وكان خط هجوم الأهلي يعاني من قلة مهاجميه، فكان دوره الوحيد هو سحب المدافعين للقادمين من الخلف، وفعلها بركات مرتين ومن لعبة كربونية في مباراة الزمالك في قبل النهائي الأفريقي، ولو تذكرنا أيضاً على سبيل المثال لا الحصر مباراة الأهلي والشرطة التي خسرها الأهلي بهدف من ضربة جزاء من عامين وألغى وقتها سيد فتحي هدفاً لفلافيو فسنجد الأهلي قد أضاع فرص عديدة ويمكن أن نعيد الأمر في هذه الحالة لعدم وقوف التوفيق مع الفريق، ولكن ومع نفس الفريق هذا الموسم فلم يضيع الفريق فرصة مؤكدة وكاد يخسر في نهاية المباراة، وهنا الفارق الكبير. فهل شاهدنا مع البدري لعبة واحدة مكررة حتى لو لم يأتي منها أهداف؟، وإن لم يكن دور المدرب أن يصل لاعبوه لمرمى الخصوم فما هو دوره في الشق الهجومي؟. - البدري يصرخ من ندرة مهاجميه، فما السبب في التوهان الدفاعي؟، أكثر من عشرة أهداف جاءت بالكربون في مرمى الأهلي، وآخرها هدفا إينرامو في رادس والدراجي في القاهرة وقبلها محمد محسن أبو جريشة في مباراة الإسماعيلي، نفس اللعبة وبنفس الشكل واسأل عن رقيب راس الحربة فلا تجده، فأين كان وائل جمعة صخرة الدفاع حين سجل أبو جريشة وإينرامو وغيرهم؟، وأين الجهاز الفني الذي يضم في صفوفه لاعبين مدافعين في الأساس وهما البدري ومحمد يوسف؟، يعني ولا بنهاجم ولا بنعرف ندافع، ناهيكم عن اللخبطة المتكررة في التشكيلات التي يراها الجميع عدا البدري ومعاونوه. - بعض اللاعبين بالفعل أصبحوا عبء على الفريق، لكنهم ليسوا السبب الرئيسي، والهجوم الإعلامي على اللاعبين ليس إلا دفاعاً عن خطاب إعلامي تكفل به الإعلام، قام فيه بالنفخ بصورة ملحوظة في البدري نكاية في مانويل جوزيه، ويقوم الآن بالدفاع عن خياراته وخطابه الإعلامي لا أكثر ولا أقل، ولا يفهم من كلامي أن جوزيه بلا أخطاء أو خسائر، فحتى في ظل التراجع بالفريق في 2008 كان الفريق واقفاً على قدميه، وشتان الفارق. - الإعلام هلل للبدري عندما أشرك رغماً عنه عدة ناشئين في الفريق العام الماضي، وكال الكثير وأدخلوه في مقارنات مع جوزيه ونفخوا البدري بصورة ملفتة للنظر، وها نحن نرى الفريق بلا ناشئين من الذين أشركهم البدري العام الماضي لغياب بعض اللاعبين الكبار ليس إلا، ولم يكن إشراكهم عن قناعة بهم ولا بالتجديد. - وأخيراً ملحوظة عامة، فدائماً ما يعلمنا الأجانب طرق اللعب الجديدة وتكتيكاتها وهذا ليس عيباً ولكنه عين العقل، فهيديكوتي هو من أدخل طريقة 4/3/3، وفايتسا أدخل طريقة 2/5/2 وحولناها على يد الجوهري بالفهلوة المصرية إلى 5/3/2 فأفقدناها قدراتها الهجومية، وعندما جاء هاريس وهولمان وجوزيه ليدخلوا طريقة 4/4/2 هاجمهم الإعلام بلا رحمة بحجة أن اللاعب المصري لا يجيدها، وهو الإعلام نفسه الذي هلل لطارق العشري حين لعب بها وتوالت خسائره أفريقيا مع فرق تجيدها تماما بفضل الأجانب الذين علموهم الطريقة كما خبروها، كما ترهلت دفاعات الأهلي والزمالك وأغلب الأندية المصرية التي تلعب بالطريقة لأننا لم نتعلمها على أصولها، وأجزم أنه لا يوجد نادي مصري واحد يعرف شيء عن طريقة 4/4/2، فلماذا نلعب بها؟، ولماذا لم نمنح من أراد إدخال الطريقة الفرصة لنتعلمها؟، لكن لدينا وفي إعلامنا الرائد الرياضي الأجنبي مهدور دمه والبلدي يؤكل والسبب معروف، فسهل تقطيع وذبح الأجنبي، لكن الرياضي المصري وفور سماع أي نقد عليه فسيخرج في الفضائيات ليفرش الملاية لمن انتقده مستغلاً علاقاته، فيصمت الجميع، ما كتبته ملاحظات سريعة عامة يراها كثيرون ولا يراها البدري ومعاونيه، فالأهلي كفريق عريق ضاعت هيبته الأفريقية والمحلية على يد البدري ومعاونيه، ويكفي أنه خسر كل المباريات التي لعبها خارج القاهرة عدا مباراة هارتلاند في نيجيريا، وتعادلت كفة الفوز والهزيمة في المباريات الأفريقية بالفوز في خمسة مباريات وخسارة خمسة مثلها، مع ضعف عام في الفريق أدى لأن يحرز خمسة عشرة هدفا أفريقيا ويدخل مرماه أربعة عشرة هدفاً. عودة الأهلي كفريق كبير له هيبته ليست صعبة ولكن لابد من تغيير عتبة بابه، فالفريق أكبر بكثير من قدرات البدري.