في إطار استعدادات الحزب الناصري لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة دون عوائق من الممكن أن تشهدها الدوائر الانتخابية، فيما بين المعارضة، كشف د. محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب عن اتصالات تمت بين كل من أحمد حسن الأمين العام وقيادات بحزب التجمع، لإخلاء دائرة الساحل له في مواجهة نائب جماعة «الإخوان» الحالي حازم فاروق، إذ نجح هذا الأمر في إقناع نبيل زكي أمين الشئون السياسية بالتجمع بالانسحاب وعدم الترشح بالدائرة. وبدأ مرشحو الحزب عددًا من التحركات من أجل التربيط مع الناخبين بدوائرهم، وذلك من خلال جلسات واجتماعات مع الأهالي. وكان في المقدمة أبو العلاء محمد عبدالحفيظ الذي يعقد مجموعة من الجلسات بالمقاهي والأماكن العامة والشياخات. فيما اقترح أعضاء المكتب السياسي للحزب التعاقد مع شركات دعاية وإعلان لدعم مرشحي الحزب، ونشر مواد إعلانية لهم.. وتم إعداد بوستر يحمل صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للدعاية للمرشحين. وفي الوقت الذي ظهرت فيه اتهامات بدعم قيادات بشكل سري من جانب نواب رئيس الحزب تراجع محمد أبوالعلا عن تقديم تبرع ال«25 ألف جنيه» التي كان قد أعلنها، مساندة للمرشحين نظرًا لظروف دائرته، والتي تتطلب إنفاق مبالغ دعائية ضخمة بحسب تأكيداته، مهاجمًا المبالغ الطائلة التي ينفقها منافسوه للاستحواذ علي الدائرة والسيطرة عليها. فيما تعهد أحمد حسن وسامح عاشور بدفع تبرعاتهما التي سبق الكشف عنها.. وأعلن مرشحو دمياط أنهم سيدعمون أنفسهم بأنفسهم ولن يطلبوا دعما كما هو الحال في الغربية وتسود الحزب حالة من الترقب لحين استقرار الوطني علي اختيار مرشحون بينما أعطي المكتب السياسي تعليمات لهيئة تحرير الصحيفة بتغطية مشاكل الدوائر والمرشحين، وعرض برامجهم، وكذلك عدم نشر أي مقالات تهاجم الحزب وقياداته وتقلل من شأن الحياة الحزبية في مصر بشكل عام. وكان الحزب قد انتهي من اعتماد أوراق مرشحيه، تمهيدًا لإرسالها للجنة العليا للانتخابات، مقررًا مخاطبة اللجنة العليا بتخصيص «رمز السلم» لمرشحيه من «العمال» في مقابل «رمز المسدس» لمرشحيه من «الفئات»، بينما ناقش الحزب، عددًا من الأزمات داخل الدوائر التي يتعارض فيها المرشحون ومرشحي أحزاب المعارضة الأخري، إذ ألقي أعضاء المكتب السياسي المسئولية في هذا الأمر علي عاتق كل من الأمين العام أحمد حسن والنائب الأول لرئيس الحزب سامح عاشور بصفتهما ممثلي الائتلاف الرباعي. وكانت اتهامات قد طالت الحزب من قبل بعض قياداته، بأنه غير مستعد لخوض انتخابات الشعب، بشكل يحقق النتائج المأمولة منها.. وهو ما أدي إلي تراجع بعض القيادات التي كانت قد أعلنت تبرعها للمرشحين عن موقفها، حتي إن أحمد حسن ذكر خلال أحد اجتماعات الحزب «أن حملة التبرعات الخاصة بالانتخابات لم تجن أي ثمار منذ أن شنها الحزب». وعن هذا قال محمد بدر حجازي، عضو المكتب السياسي وأحد مرشحي الناصري عن دائرة طنطا علي مقعد «العمال، أن مرشحي الناصري في ورطة، إذ لا توجد تبرعات يمكن أن تساهم في دعم المرشحين.. رغم أن عددًا منهم اعتقد أن الحزب سيدعمهم في الملصقات والبيانات السياسية، الخاصة بالمرشحين وجزء من مبلغ التأمين. واتفق معه محمد عبدالحفيظ عضو المكتب السياسي ومرشح الحزب بمنشية ناصر، ملمحا إلي أن حزبه، رغم محاولته جاهدا تسويق نفسه، إلا أنه لم يكن علي نفس القدر من قدرات الوفد والتجمع.