فى أول لقاء بينهما بعد غياب ضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصرى، اتفقت قيادات الناصرى والإخوان على مواصلة الحوار والتحرك المشترك فيما يتعلق بقضايا الإصلاح، واعترف ممثل الناصرى باختلافهم مع الإخوان فيما يتعلق بالمرجعية، حيث يستند الإخوان للمرجعية الإسلامية، بينما مرجعية الناصرى الدستور والقانون والمواطنة. وأكد أحمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصرى عقب استقبال وفد من جماعة الإخوان برئاسة د. محمد مرسى المتحدث الإعلامى باسم الجماعة فى مقر الناصرى ظهر اليوم، أنهم لن يقفوا أمام مواقف التاريخ، وأنهم ضد العنف أو الفوضى، ويسعون للتغيير بالدستور والقانون، مشيرا إلى أن إلغاء حالة الطوارئ هى مطلب جماعى لكل القوى الوطنية لضمان حياة حرة كريمة للمواطنين. وذكر الجمال عقب اللقاء الذى استمر لساعتين أن هذه بداية عدة لقاءات تالية للنقاش حول الآليات وفرص التعاون والتوافق فى نقاط الاتفاق التى قال إنها كثيرة دون تجاهل مناقشة القضايا الخلافية بين الجانبين، معلنا ترحيبهم بحوار مفتوح فى حال دعوة الحزب الوطنى أو رئيس الجمهورية إليه، مضيفا أن هذه الحوار انطلق من أرضية مشتركة وهى أن مواجهة الخطر الخارجى الذى يواجه المنطقة العربية وتحديدا مخططات اليهود وإسرائيل والقوى الغربية، معتبرا أن قضية فلسطين لديهم لدى الإخوان هى صميم القضية الوطنية ومدخل أساسى للدفاع عن الأمن القومى المصرى. وضم وفد جماعة الإخوان بجانب مرسى د. أحمد دياب عضو الكتلة البرلمانية وعلى عبد الفتاح القيادى بالجماعة، بينما ضم وفد الناصرى بجانب الجمال، د. محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب ومحسن عطية أمين التنظيم وتوحيد البنهاوى، ود.محمد السيد سعيد أمين الشئون السياسية وأحمد عبد الحفيظ نائب رئيس الحزب. وأضاف الجمال أن التنسيق مع الإخوان فى الانتخابات المقبلة "وارد"، وذلك فى إطار المتفق عليه لكن المنافسة أيضا واردة، نافيا أن يكون هناك أزمة بسبب عدم تمثيل رئيس الحزب أو نائبه الأول أو المرشد العام فى الحوار، قائلا "هم رجال ونحن رجال ولا نعمل على مستوى فردى ولكن نتحرك فى إطار مؤسسات". وعن موقفهم من د. محمد البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير، أكد الجمال أن بينهم وبين البرادعى نقاط خلاف كثيرة، ومع هذا لا يحجروا عليه فى التحرك ولا على مواقفه، ولكنه استدرك بأنهم يتحركوا وفق آليات الشرعية الدستورية والثوابت وفى حالة أنهم استشعروا أن هناك من ينفذ أجندة خارجية نرفضه ونقف ضد – ملفتا أن هذا لا يتعلق بالبرادعى شخصيا ولكن أى أحد أياً كان. ومن جانبه أكد د. محمد مرسى المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان أن المتفق عليه كثير بينهم وبين الناصرى، مشددا على أن حوارهم ينطلق من أن مصلحة الوطنى أكبر من أن تتنازع عليها القضايا الخلافية الضيقة، مضيفا أن مرجعيتهم إسلامية، وأنهم يؤمنوا بالقانون ويحرصوا على احترامه ولا يعلموا خارجه، ويؤيدوا تعديل الدستور لتحقيق الحرية والديمقراطية وإحداث النهضة. وذكر أنهم يرفضوا ما يحدث من النظام ومع امتلاك الناس حريتهم ولكن يرفضوا كذلك العنف ولا يؤمنوا به، موضحا أنهم يستندوا فى مرجعيتهم إلى المادة الثانية من الدستور، معتبرا أن الانتخابات لديهم قرار استراتيجى ولن يحيدوا عنه وسيشاركون وأن لكل انتخابات ظروفها لكن منذ وقت طويل لم يقاطعوا انتخابات. وفيما يتعلق بحزب التجمع وبيانه حول إلغاء ما تم الاتفاق عليه خلال لقاءه مع الإخوان الأسبوع الماضى، أكد مرسى أن الحوار ما زال قائما مع التجمع وموقفهم من قيادته لم يحدث فيه تشويش، مرجعا الخطاء واللوم إلى الإعلام، وتطرق للبس فيما حدث فى انتخابات 2005 بين التجمع والإخوان. أوضح مرسى أنه تم التنسيق بين الإخوان وجميع مرشحى القوى الوطنية وأنهم لم يرشحوا أحد فى الدوائر التى طلبها التجمع أو الناصرى والوفد، إلا أن دائرة كفر شكر التى ترشح فيها خالد محى الدين لم تكن ضمن مقعدين طلب التجمع التنسيق فيهما، معبرا عن ترحيبه بالتنسيق مع القوى الوطنية فى الانتخابات المقبلة. وحول الحزب الدينى الذى يسعى الإخوان إلى تأسيسه، أكد مرسى أنهم لا يريدون تأسيس حزبا دينيا وأن الإسلام يدعو إلى الدولة المدنية، وأن حزبهم الذى يسعون إليه مدنيا ويقوم على أساس المواطنة والدستور والقانون.