ينقسم الأمريكان علي رؤية مستقبلية قريبة سوف تتم خلال عامين قادمين وهي التجديد "لبراك أوباما" في إدارة البيت الأبيض وأمريكا وبالتالي قيادة العالم الحر لفترة تالية (أربع سنوات) حيث هذا الانقسام تغذيه حركة دائبة من الحزب الجمهوري ، حيث يشكك في كل ما يقوم به الديمقراطيون ويدللون علي ذلك ، بأن وعود أوباما كلها شبه دخان في الهواء ، رغم مرور عامين علي توليه منصبه في الإدارة للبلاد. وأري أن كثيرين من مؤيدي استمرار أوباما هم من يتمتعون بالرؤية المتعادلة مع أنفسهم وممن يحملون آمالاً عريضة في هذا الشاب الأسود القادم من تراث أفريقي أمريكي وعاش حياته في كنف عائلة فقيرة تنقلت ما بين "أمريكا وأندونيسا" وأصل والده من "كينيا" (شرق أفريقيا)!! ولعلي أتذكر حضوري لخطاب الرئيس "أوباما" في القاهرة، والذي أطلقه من جامعتنا العريقة موجهاً إياه إلي العالم الإسلامي وكانت سعادتي بالرجل وبالمناسبة وبحضوري وجهاً لوجه أمامه، هذا الشاب الذي أعاد إلي ملايين من الناس في أرجاء العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط صورة الزعامة "والكاريزما" التي نعتز بها، منذ عصور قديمة وحتي عصرنا الحالي ، هذه الزعامة التي ترسخ في نفوس المتلقين نوعا من الأمل في أن شيئا سوف يتغير، وأننا قادرون علي التغيير، وكان هذا هو الشعار الذي جاء بهذا الشاب إلي قمة الهرم السياسي في العالم، حيث قال نحن قادرون علي التغيير، نعم نحن قادرون!! ولكن كيف؟ كيف نستطيع أن نغير فيما حولنا، ونحن لسنا بقادرين علي تغيير ما في أنفسنا!! ولعل قضية الشرق الأوسط، هي أول ما تقاعس فيه (الرئيس أوباما) حيث خضع للوبي يهودي يحيطه من كل جانب، وخضع لمؤسسات راسخة في سياساتها واستراتيجيتها نحو الشرق الأوسط ونحو إسرائيل خاصة!! هكذا واجه "أوباما" أول قضاياه بالسلب الكامل، وعدم القدرة علي اتخاذ ما تخيلناه من أصحاب (الحلم الكبير) وهو أن يأتي زعيم كبير، ويفرض العدل والحق في العالم!! ولعل ما كتب عن أوباما وحربه في أفغانستان، وأفرد له كتاب صدر منذ أسابيع تحت عنوان "OBAMA'S WARS" "حروب أوباما" وقام بوضع هذا الكتاب الصحفي الشهير بالواشنطن بوست صاحب قضية "ووترجيت" في عصر (نيكسون) وهو الصحفي بوب وودوورد "bob woodward" ولعل في طيات هذا الكتاب ما يفسر اختلاف الأمريكان علي بقاء أوباما في البيت الأبيض لفترة تالية أو التمهيد لخروجه!!