مرة أخري ليس الغرض من هذا العمود وعنوانه التهكم علي أي أوضاع سياسية علي الرغم من أنني أشعر أحيانا بأن بعض وسائل الإعلام الخاصة وبالذات صفيحة القمامة التي تأتي عن طريق المدونات في الإنترنت هي كون مضاد. الحقيقة.. العلوم السياسية وتاريخ العالم يعلمانا أن كل ثورة تأتي بثورة مضادة، لكن ما هو المصدر العلمي أو الوضع المشابه في العلوم الطبيعية لهذه الفكرة.. أقصد فكرة احتمال وجود كون وكون مضاد. أريد أن أوضح أولا أنني أريد أن أصل في النهاية إلي أن هناك طاقة وهناك طاقة مضادة وأن ذلك يشبه لحد ما وجود طاقة للوجود وأخري للعدم وأن الطبيعة النظرية الحديثة تكلمت بطريق غير مباشر عن هذا الموضوع، لكن نحن بحاجة ماسة إلي وضع الأسس الرياضية الدقيقة لذلك، وهو ما لا يمكن أن يتم بشكل مرض إلا عن طريق نظرية الأنظمة «Set Theory» وخصوصا المنظومة الفارغة «Empty Set». ربما كان أبهر اكتشاف في طريق المادة والمادة المضادة هو إشارة سالبة نسيها جميع العلماء باستثناء عالم إنجليزي سويسري الأصل يتميز بالهدوء وقلة الكلام لدرجة وصلت إلي شهرة عالمية، بالإضافة إلي أنه كان مؤمناً، بفلسفتين الأولي هي الفلسفة الماركسية في السياسة والاقتصاد والثانية هي فلسفة الجمال في العلم أي لا يمكن أن تكون نظرية ما صحيحة إلا إذا كانت أيضا جميلة، ربما عرف معظم القراء من المهتمين بعلماء الفيزياء الآن أنني أتكلم عن «بول ديراك» نحن نعلم أن الجزر التربيعي لعدد مثل أربعة أو تسعة هو اثنان أو ثلاثة، لأن مربع اثنين هو أربعة ومربع ثلاثة هو تسعة.. المربع هو حاصل ضرب العدد في نفسه، لكن حاصل ضرب ناقص اثنين أي النتيجة السالبة لاثنين هو أيضا أربعة وكذلك ناقص ثلاثة مضروبة في ناقص ثلاثة يساوي تسعة بإشارة موجبة. لذلك عندما حسب ديراك عن طريق نظرية أينشتين الطاقة وجد أنه لابد أن يأخذ جزرها التربيعي، لذلك عندما دخلت الطاقة معادلات بول ديراك كانت بالتربيع، ولذلك عندما يأخذ جزرها التربيعي يجب أن تكون الإجابة هي الطاقة مرة بإشارة موجبة ونفس الكمية مرة ثانية، لكن بإشارة سالبة.. من هنا أمكن لبول ديراك أن يستنتج من هذه العلاقة البسيطة إلي درجة التفاهة أن هناك طاقة موجبة وطاقة سالبة. ونكمل غدا