فيما أكد السفير الفلسطيني بالقاهرة بركات الفرا ل «روزاليوسف» أن الرئيسين حسني مبارك ومحمود عباس سيعقدان اليوم اجتماعا لبحث ملفي المفاوضات المباشرة والمصالحة الفلسطينية لاحت في الأفق أمس مؤشرات علي تزايد فرص تمديد وقف الاستيطان لمدة شهرين وإن وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام واشنطن شروطا تقترب من حد الابتزاز لوقف البناء الاستيطاني. وذكرت مصادر إسرائيلية أمس أن نتانياهو أبدي موافقة مبدئية علي تمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين إضافيين شريطة أن تتعهد الإدارة الأمريكية بالامتناع عن مطالبته بتمديد جديد لفترة تجميد البناء وأن توافق واشنطن علي وضع قوات إسرائيلية في غور الأردن في إطار التسوية الدائمة للصراع وأن تستخدم الفيتو في حال طرح العرب القضية الفلسطينية في مجلس الأمن إلي جانب تقديم دعم عسكري لإسرائيل. وفي الوقت الذي أبدي فيه وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان رفضًا قاطعًا لتمديد وقف الاستيطان، أوضحت المصادر أن نتانياهو يستغل المعارضة الواسعة داخل حكومته لتجميد الاستيطان من أجل الحصول علي «رزمة مكاسب» من واشنطن يستطيع عرضها علي وزرائه ليثبت فيها أن وقف البناء يحقق لإسرائيل إنجازات كثيرة. وفي حين تقرر عقد اجتماع للحكومة الإسرائيلية غدا لبحث قرار التمديد أشارت الصحف الإسرائيلية إلي أن 15 وزيرا يرفضون تماما هذا القرار مقابل ثمانية فقط يؤيدونه وسبعة آخرين في انتظار تقديم عرض مغر لإقناعهم بوقف البناء وفي هذه الحالة سيكون 15 وزيرا رافضا ومثلهم يؤيدون ليكون حسم القرار بصوت نتانياهو نفسه. إلي ذلك نفي ليبرمان خلال اجتماعه مع أعضاء حزبه «إسرائيل بيتنا» الأنباء التي تحدثت عن احتمال خروجه من الائتلاف الحكومي قائلا: «لن ننسحب من الائتلاف لأن هذا يشكل السبيل الوحيد لتوفير غالبية داخل الحكومة مناوئة للتجميد». وأضاف: خلال زيارتي للولايات المتحدة مؤخرا علمت بأن واشنطن تريد فرض حل دائم علي إسرائيل وتمديد تجميد الاستيطان شهرين يهدف إلي السماح للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بفرض هذا الحل، مشيرا إلي أن الحل الأمريكي يستند إلي خطوط 1967 مع تبادل أراضي بنسبة من 3 إلي 4%. وهاجم ليبرمان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بزعم أنه تعهد لنتانياهو بضمان تأييد الحاخام عوفاديا يوسيف لتمديد وقف الاستيطان. ورغم عقدة الاستيطان أكدت مصادر إسرائيلية وغربية أن مشكلة المفاوضات ليست في الاستيطان وإنما في نتانياهو نفسه لافتة إلي أن اللقاءات الثلاثة التي جمعت بين الأخير وعباس في إطار المفاوضات تبين صورة بشعة حول مجرد إمكانية التقدم في المحادثات حتي لو حلت أزمة الاستيطان. ونقلت صحيفة «هاآرتس» عن المصادر قولها إن نتانياهو غير مستعد لأن يطرح مواقف جوهرية أو أن يبحث في مسألة حدود الدولة الفلسطينية. وأكدت المصادر أن جميع المؤشرات الإيجابية التي طرحها المبعوث الأمريكي جورج ميتشل عن سير المفاوضات لم تكن تعكس حقيقة مضمون اجتماعات عباس ونتانياهو. وفي غضون ذلك واستمرارًا لهمجية المستوطنين اليهود أحرق مستوطنون أمس أجزاء من مسجد في بيت لحم بالضفة الغربية بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن المستوطنين اقتحموا مسجد «الأنبياء» وأحرقوا قسما من السجاد وعددا من المصاحف فيه وكتبوا عبارات باللغة العبرية داخل المسجد منها «الانتقام» و«الثمن» و«هذا مرحاض». وأدانت الرئاسة الفلسطينية إحراق المسجد مؤكدة أنه يندرج في إطار انتهاك حرية العبادة وحرمة المقدسات