بات عالم الساحرة المستديرة بمثابة أرض خصبة للمواقف الساخرة والغريبة ، ولما لا فلعبة كرة القدم دائما ما تكون مسرحًا للأحداث التي يختلط فيها الحابل بالنابل، وتخلد ذاكرة العشاق والمتتبعين طرائفها ، وهو ماتطرق له موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " في تقرير مطول نستعرضه معا في روزاستاد ... تائه في أستونيا عادة ما تعتبرجماهير البرازيل اللاعب كاكا رمزاً كروياً ولاعبًا ذا نظرة ثاقبة لمجريات الأمور في كتيبة السامبا ، ورغم ذلك فإن نظرة الداهية البرازيلي أقل صرامة خارج المستطيل الأخضر حيث عادة ما يتوه اللاعب بسهولة بين الدروب والأزقة. ففي صيف 2009 أصيب النجم المتألق بالأرق ، عندما كان علي منتخب السيلساو مواجهة نظيره الإستوني في مباراة ودية.. فغادر الفندق وقرر التجول بين دروب الحي القديم لعاصمة البلاد " تالين " .. ولكن نجم مدريد الحالي تاه بعد نزهته القصيرة ، وتعذر عليه العثور بعد ذلك علي الفندق ، واضطر إلي الاستعانة بأحد أفراد الشرطة الإستونية للعودة سالماً إلي الفندق . جينك وجينت وقد تكرر الموقف ذاته مرة أخري مع نادي ليل الفرنسي، خلال مشاركة ممثل شمال فرنسا في دوري أبطال أوروبا. إذ أدي خلط المشرفين علي النادي بين مدينتي جينك وجينت البلجيكيتين إلي التقليل من شأن رحلة الفريق إلي الديار البلجيكية ، واعتقدوا خطأً أن عليهم قطع مسافة 74 كلم فقط ، وعندما بلغ الفرنسيون مدينة جينت، تفاجأ الطاقم بخطئه واضطر الفريق إلي قطع مسافة 214 كلم لبلوغ ملعب الخصم الحقيقي . ولكن سرعان ما نسي أعضاء الفريق الفرنسي هذه التجربة ، وعادوا منتشين بعد الانتصار في الموقعة بنتيجة 4-2 . وفي هذا الإطار يؤكد لاعبو كرة القدم والعارفون بخباياها أن رحلة العودة تكون أطول من رحلة الذهاب عند الهزيمة، مثل نادي لانس الفرنسي، الذي خسر في احدي المباريات أمام نادي لومان بنتيجة 3-0 فغادر أعضاء بعثة النادي الملعب والمدينة علي وجه السرعة بعد الهزيمة القاسية ، ولكن التسرع والاستعجال تسبب في ترك الكابتن " إيريك شيل " وحيداً في سيارات الملعب. مركب مهجور نفس الأمر تكرر مع الأسطورة الاسكتلندية " جيمي جونستون " الذي نجا من كارثة حقيقية بفضل رفاقه في المنتخب ، فقد عثر "جينكي" في طريق العودة إلي الفندق خلال معسكر منتخب بلاده علي مركب مهجور علي مقربة من احد الشواطئ، وقرر فجأة دخول البحر علي متنه ، وقد علّق صديقه دونالد فورد علي هذه التجربة 20 عامًا قائلا : " لقد دخل البحر وبدأ في الهتاف: اسكتلندا، اسكتلندا...كان المركب دون مجداف وحمل التيار جينكي بعيداً دون أن يكتشف ذلك." مما دفع زملاءه الي الاستعانة بعناصر الحرس البحري لنجدة زميلهم قبل فوات الأوان ، ثم علم مدرب الإسكتلنديين بالأمر وثارت ثائرته وغضب كثيراً ولكنه أقحم "جينكي" في المباراة وكان أداؤه حاسماً في ضمان الفوز علي الخصم الإنجليزي العتيد بنتيجة 2-0 . مدرب لمدة 10 دقائق مهاجم نادي ويستهام السابق " لوري روسينيور "، يحمل رقماً قياسياً فريداً في عالم كرة القدم ، إذ تحمل مسئولية تدريب نادي توركاي يونايتد سنة 2007 لمدة 10 دقائق ،ثم انتقلت ملكية النادي مباشرة بعد تعيينه إلي اتحاد شركات محلية ، فتقرر تعيين المدرب بول بوكل في هذا المنصب. وقد علق روسينيور علي هذه التجربة متهكما: " لقد أخبروني بطبيعة الحال أنني قمت بعمل كبير خلال تلك الدقائق العشر " كما يمتلك نادي باريس سان جيرمان بدوره نوادره ومواقفه الساخرة، لكن ما حدث لطاقم الفريق خلال دوري أبطال أوروبا عام 1997 أمر لا يصدق. إذ رحل ممثل العاصمة الفرنسية إلي مدينة بوخارست لمواجهة نادي ستيوا دون مراجعة صندوق البريد قبل الانطلاق . وقد خاض الفريق المباراة معززاً باللاعب "لوران فرونيي" الموقوف من قبل وقتها من قبل الاتحاد الأوروبي . ولتبرير ما حدث، التمس مسئولو النادي الأعذار وادعوا أن رسالة الإخطار بالإيقاف ضاعت منهم. ولكن ذلك لم يمنع الاتحاد الأوروبي من معاقبة باريس سان جيرمان، فتحولت هزيمته من نتيجة 3-2 إلي خسارة بنتيجة 3-0. كاد الفريق أن يؤدي ثمن هذه الهفوة غالياً ولكنه استطاع حسم الأمور في مواجهة العودة وسحق الفريق الروماني 5-0 . للاعبين نصيب ولا تقتصر الأخطاء في كرة القدم علي المنظمين، بل للاعبين قسط وفير وباع طويل في هذا المضمار، فقد اكتشف مهاجم نادي مارسيليا السابق سيريل شابوي في مباراته أمام ميتز موسم 2003/2002 أنه نسي بنطلونه عندما أراد نزع البذلة الرياضية ودخول الملعب من دكة البدلاء . وقد تكرر الموقف بشكل أطرف مع بعثة منتخب كولومبيا عام 2006 إذ اكتشف الجميع ليلة مباراة ودية أمام ألمانيا ضياع أحذية الفريق بعد نسيانها في بولندا حيث عسكر الفريق أياماً قليلة قبل ذلك. الشهد و الدموع وتجدر الإشارة في الختام إلي حادث طريف وآخر مؤلم في نفس الوقت ، حادث سيذكره اللاعب " مارتين باليرمو" طوال حياته . فقد عاش هذا اللاعب المتقلب الأحوال لحظات مد وجزر خلال مسيرته الطويلة في الملاعب ، إذ تمكن من تسجيل هدف أسطوري بضربة رأسية عن بعد 40 متراً، لكنه أهدر ثلاث ركلات جزاء في مباراة واحدة . أما اللحظة الأكثر مأساوية في مشواره الكروي فقد كان ملعب نادي فياريال مسرحاً لها، اذ اقترب النجم الأرجنتيني من المشجعين للاحتفال بأحد الأهداف وقد أدي ضغط الجمهور إلي سقوط حائط من الأسمنت المسلح ، مما خلف كسراً في ساق اللاعب وحرمه من المشاركة في كأس العالم 2002. أما المدافع الكاميروني أندري بيكي فقد حصل في مباراة المربع الذهبي ضمن كأس الأمم الأفريقية 2008 علي البطاقة الحمراء بعد أن عرقل ممرض الفريق الخصم . وبعد حرمانه من المشاركة في نهائي الأحلام، اضطر بيكي إلي متابعة هزيمة منتخب الأسود غير المروضة أمام منتخب مصر من المدرجات .