جاءت مذكرات طبيب عبدالناصر قنبلة سياسية وطبية بكل المعايير لقد كان الدكتور الصاوي حبيب الطبيب الخاص للرئيس الراحل جمال عبدالناصر من يوليو 1967 وحتي وفاته قبل أربعين عاماً في 28 سبتمبر 1970 وخلال هذه الفترة كان يقابله يومياً لإجراء الكشف والفحص الطبي عليه والإشراف علي تنفيذ خطة العلاج التي يقررها مع الأطباء المسئولين عن الرعاية الصحية للرئيس. ومنذ السطور الأولي للكتاب تتوالي المفاجآت حيث يقول د.الصاوي حبيب بالحرف الواحد: لست كاتباً أو صحفياً أو مؤرخاً ولست سياسياً ولكنني طبيب تحكمه لوائح وآداب مزاولة المهنة لماذا أكتب وكل ما أعرفه كان أستاذي الدكتور منصور فايز يعرفه ولم يروه وبعض ما أعرفه كان أستاذي الدكتور زكي الرملي يعرفه ولم يروه وكلاهما مضي إلي رحمة الله. ولكنني أكتب هذا الكتاب لأنني كنت شاهد عيان فقد قابلت «عبدالناصر» خلال ثلاث سنوات وأربعة شهور يومياً مرة وأحيانا مرتين وأحيانا ثلاث مرات وسافرت معه جميع سفرياته ولم يحدث أن قابله طبيب أيا كان مصرياً أو أجنبياً للكشف أو التحليل أو العلاج الطبيعي ولم أكن حاضراً ولم يحدث أن أخذ علاجاً لم أعرفه أو عملت له أبحاث معملية أو صور أشعة ولم أكن موجوداً أليس هذا كافياً لكي أكون شاهد عيان؟! ويكمل الدكتور الصاوي حبيب قرأت في جريدة الأهرام يوم 28 سبتمبر 1986 في عمر عمود الأستاذ صلاح منتصر نقلا عن حديث لكبير الأمناء الأسبق صلاح الشاهد رحمه الله نشر في مجلة الوطن العربي في 11/7/1986 أن عبدالناصر أصيب بغيبوبة في المطار وهذا لم يحدث «!!» ولم يذكره أحد من عشرات الحاضرين والصحفيين الذين كانوا في المطار ولم يذكره هو لي عندما قابلته في المنزل وقال نقلا عن كبير الأمناء أيضا إنني طبيب أطفال «وأنا حاصل علي دبلومات في الجراحة العامة وجراحة المسالك البولية والباطنة العامة والقلب والأوعية الدموية ودكتوراه الباطنة ولم أكن يوماً طبيب أطفال وقال إنني أعطيته حقنة أنتستين بريفين وهي ليست حقنة ولكن نقط أنف وهذا لم حدث وما أخذه كان حقناً لعلاج القلب. وقال أيضا إنه مات علي الفور عقب الحقنة ولم يحدث ذلك فقد بقي علي قيد الحياة مدة أكثر من ساعة ونصف الساعة بعد وصوله إلي منزله وذكر أن الحضور لم يكن فيهم طبيب قلب والحضور كانوا الأستاذ الدكتور منصور فايز وهو أستاذ الباطنة التي تشمل القلب والأستاذ الدكتور زكي الرملي وهو أستاذ القلب وأنا كنت حاصلاً إلي جانب دكتوراه في الباطنة علي دبلوم القلب هكذا لم يكن الحديث إلا مجموعة من الأكاذيب نشرتها جريدة الأهرام نقلا عن مجلة عربية لحديث كبير الأمناء وهو مسئول والمفروض ألا يشك أحد في أقواله ولم يكن كافياً أن ينشر الأستاذ صلاح منتصر ملخصاً لردي عليه فقد تداولت جميع الصحف الخبر فرفعت قضية سب وقذف ظلت متداولة في المحاكم بما في ذلك محكمة النقض لأكثر من عشرة سنوات ولكن القضاء العادل أنصفني في النهاية وحكمت لي المحكمة بتعويض وإن كان الحكم بالنسبة لي أهم من التعويض وإن كان الأستاذ صلاح الشاهد قد نفي أنه أدلي بهذا الكلام وذلك في خطاب أرسله إلي رئيس تحرير مجلة الوطن العربي يكذب فيه ما نشر! وينشر د.الصاوي حبيب نص خطاب صلاح الشاهد الذي جاء فيه: السيد رئيس تحرير مجلة الوطن العربي تحية طيبة وبعد نما إلي علمي أن السيدة «ألفت قطامش» عندما أخذت مني حديثاً في يونيو الماضي ذكرت عن لساني أشياء تمس الدكتور الصاوي محمود حبيب في حين أنني لم اذكر اسم الدكتور الصاوي ولم يصدر عني أي شيء يمسه فأكون شاكراً إذا قمتم بنشر هذا التكذيب في أقرب عدد فهو زميل عزيز أكن له كل تقدير خاصة وأنه أخصائي أمراض القلب والباطنة ولم أذكر إطلاقاً أنه طبيب أطفال وكذا لم يرد عن لساني أي شيء خاص بحقن الدكتور الصاوي للمرحوم الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» بحقنة «أنتستين بريفين». وختاماً أشكركم علي نشر هذا الرد مسبقاً لعلمي بإيمانكم بحرية الرأي مع خالص تقديري، كبير الأمناء الأسبق صلاح لبيب الشاهد السبت 18/10/1986 ثم يتساءل د.الصاوي حبيب أما لماذا نشر كبير الأمناء هذه الأكاذيب فلا أعلم فليس بيني وبين أحد عداوة ولكن لعل الأمور اختلطت عليه والدليل علي ذلك التكذيب الذي أرسله بخط يده بعد أن رفعت القضية!! وتتوالي مفاجآت الدكتور الصاوي حبيب طبيب عبدالناصر!!