رغم وجود تأثير إيجابي نسبيا لتحركات الإصلاح «الناصرية»، التي قادتها بعض الجبهات المنتمية للحزب علي مدار السنوات الماضية وتحديدًا منذ المؤتمر العام، في 23 ديسمبر 2006، إلا أن الأمين العام «أحمد حسن» يجهز حاليا لتكرار سيناريو جديد مناهض لهذه التحركات يغزل علي نفس تحركاته، التي شهدتها الساحة الناصرية قبل 4 سنوات، خلال المؤتمر العام المقبل. تشهد أرجاء الحزب كثيرًا من الجدل حول المخطط الذي يسعي إلي تنفيذه الأمين العام إذ يهدف إلي كسب مزيد من الأنصار علي المستويات القيادية المختلفة، لضمان ولائهم في القرارات التي سيتخذها في فترات لاحقة.. خاصة أن الدورة المقبلة تمثل مرحلة فاصلة في تاريخ الحزب، سواء علي مستوي رئاسته أو علي مستوي القيادات. وكشفت مصادر بالحزب أن الأمين العام يسعي إلي تشكيل تكتلات خاصة في الانتخابات القاعدية التي ستجري في المحافظات قبل المؤتمر العام وذلك من خلال تولي أنصاره المناصب المهمة في المحافظات الموالية له.. علي أن تبقي المحافظات الأخري المعروفة بمواجهاتها لحسن دون إجراء انتخابات حتي الانتهاء من معركة انتخابات الشعب المقبلة، حتي لا يسيطر خصومه علي مجريات الأمور بها. وبحسب المصادر فإن الأمين العام يواجه صعوبات عديدة في اختراق عدد من المحافظات لكسب ود أعضائها وقياداتها، وفي مقدمتها الغربية وسوهاج الشرقية ودمياط حيث يواجه حسن انتقادات قوية أثناء زياراته لها.. وهو ما حدث في زيارته الأخيرة لهذه المحافظات. ولفتت المصادر إلي أن خطة الأمين العام لوصول أنصاره إلي المستويات القيادية في المكتب السياسي والأمانة العامة واللجنة المركزية لضمان تمرير القرارات التي يريدها بشكل قانوني. وقد تصطدم هذه الخطة بمشاكل كثيرة منها تخلي بعض القيادات عنه أثناء أزمة قبوله عضوية مجلس الشوري، وذلك بحجة عدم عرضه القرار علي المكتب السياسي، بجانب وجود تيار إصلاحي قوي في الحزب يقف ضد تحركاته. ولا يتعلق الأمر فقط بخسارة حسن لمزيد من أنصاره مؤخرًا، بل يوجد أيضًا تنسيق سري بين قيادات بالحزب أبرزها سامح عاشور وأحمد الجمال نائبا رئيس الحزب لضرب تكتلات أحمد حسن «المزمعة».. وهي جبهات من الصعب أن يخوض الأمين العام معركة ضدها. وفي سياق متصل طالبت المصادر بتحجيم دور الأمين العام للحزب في الدورة المقبلة حتي تكون هناك حالة من الحراك السياسي الداخلي في الناصري دون أن يسيطر علي جميع الأوضاع. وأكدت المصادر أن تحجيم دور حسن لن يتم إلا من خلال تغيير منصبه الحالي ليتولي أي موقع آخر بالحزب في انتخابات المؤتمر العام المقبل وفي مقدمة هذه المواقع نائب لرئيس الحزب.