شن علماء الأزهر هجوما علي تحديد بعض أصحاب الأصوات الحسنة أجورًا علي قيامهم بالدعاء في بعض المساجد بليلة القدر، وقال الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية ل«روزاليوسف» أنه من الواجب ألا يأخذ الإنسان أجراً مادياً علي الدعاء، فأي عمل يبتغي به الإنسان وجه الدنيا لا يكون عند الله موقع، فالله لا يقبل إلا ما كان خالصا ولوجهه والله تعالي يقول: «فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا»، مشيرا إلي أن الدعاء بهذه الصورة لا يعتبر عبادة وأصبحت مهمة يتقاضي عليها أجرا أما العبادة فهي التي تخرج من الإنسان خالصة لوجه الله. وهاجمت الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر قيام بعض الشيوخ بأخذ أجر يصل إلي خمسين ألف جنيه من أجل القيام بالدعاء في ليالي العشر الأواخر في بعض المساجد، كما هاجمت في تصريحات ل«روزاليوسف» ما حدث بالمساجد من ارتفاع الأصوات في الدعاء، وتعمد البعض التشنج والبكاء لا سيما في ليلة 27 من رمضان». وقالت إن الدعاء الذي نشاهده في رمضان من بعض المساجد بصوت عال وتشنح أمر مرفوض لأن جميع النصوص القرآنية تقول «ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين» فالله أمرنا بالدعاء خفية ولم يأمرنا بالدعاء بالبكاء والتشنج، وما نراه بهذا الشكل هو استغلال لمشاعر الناس فيكون الدعاء صادرًا من الحناجر وليس من القلوب والله يقول «إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان»، فما فائدة الدعاء بدون استجابة لأحكام الله، فالدعاء بالتشنج والصوت العالي لا يصلح المجتمع، وكل المآذن والمساجد التي تدعو بالدعاء المرتفع لصوت ليس صادرا من القلوب. وأكدت أن الناس تلهث وراء أصوات جياشة دون النظر إلي أصحاب هذه الأصوات، بينما ينبغي علي الشخص المسلم التحقق فيمن يؤمن وراءه ولا يخدعه أصحاب الأصوات المشهورة الذين لا يظهرون إلا في رمضان ودورهم فقط هو الدعاء. وشددت علي أن الدعاء الذي نراه جماعيا وبه بكاء وتشنج فيه استغلال لصحوة الشباب في رمضان، وهو ما يجذب حماس البعض، مع أن الأولي الأخلاص والخشوع في الدعاء.