الجرانين مليانة مقالات سياسية مع أن أغلبية القراء بيشوفوا كل دا كلام لا يودي ولا يجيب!.. غالبية كتابها طالب منفعة من كتابتها، سواء كان مع المعارضة أو الحكومة أو حكومات بلاد جنبنا!، وأهي فرصة يثبت أنه مفكر استراتيجي خصوصا ونجوم السينما والمذيعين في التليفزيون خطفوا صفة المفكر من الجميع! ولأني لا بشتغل بالسياسة ولا طموحي أبقي مفكر ولأن القارئ العادي بطل يتهوش من الكلام الكبير.. قلت أكتب بالبلدي، يمكن حد يتشجع ويقرأ. الكلام داير دلوقتي علي المفاوضات اللي تبدأ بكره في أمريكا حوالين قضية النزاع «الفلسطيني - الإسرائيلي»، اللي عمرها قرب علي سبعين سنة، والكلام مكرر، تقدر تنبأ باللي ناوي يقوله كل طرف، وعشان نوجز ونلخص.. إسرائيل هدفها تبقي معظم الأرض دولة يهودية واللي مش عاجبه من الفلسطينيين يلجأ لإخوانه العرب اللي بيحبوه يعيشوا وسطهم جنب بقية اللاجئين!، أما الفلسطينين وإخوتهم العرب أمنيتهم يصبحوا ما يلاقوش ولا واحد إسرائيلي (يهودي)! في المنطقة دي، يعني من الآخر مافيش طرف معترف بالآخر، مع أن الأرض دي من زمان فيها يهود وميسحيين ومسلمين ولو أن المسيحيين قاعدين متفرجين تقريبا، والخناقة علي الأرض والكلأ والميه لكل طرف يتحجج بالدين والتاريخ والأساطير حسب رؤيته. عن نفسي كنت متأكد أن الفصل الأول من المفاوضات غير المباشرة هتاخذنا للفصل الثاني اللي هو المفاوضات المباشرة، مش لأني ذكي وفهيم، لكن عشان دا اللي حصل مرارا وتكرار، طب مع عملوش مفاوضات مباشرة له م الأول؟ قالك الفلسطينيين اشترطوا إسرائيل توقف عمل مستوطنات، طب ولو استمرت تبني مستوطنات وتهود بقية القدس، مش دا يبقي في صالح إسرائيل؟ ما فيش جواب، حصل أن إسرائيل بنت مستوطنات أكتر، يعني مش كانت المفاوضات المباشرة م الأول أحسن؟ لكن يظهر منظمة التحرير خافت من الأقلام المصرية والسورية والإيرانية تتهمهم بالتطبيع مع العدو الصهيوني! إذا سألتني المفاوضات تنجح المرة دي، أقولك الله أعلم، يمكن، جايز، طب وإذا فشلت تحصل حرب؟ أقول لك ما افتكرش، اشمعني النهار دا يحصل كده؟ غايته مناوشات من الفلسطينيين بكام صاروخ فشنك وتقتيل وتدمير من جانب إسرائيل بعد ما تكون هودت بقية الأرض ونصبر لحد ما يرجع لنا صلاح الدين الكردي يحرر القدس ويحتل كام دولة عربية أولهم مصر ويعين عليها قراقوش!.. وإن ما جاش فيه أحمد نجاد الفارسي يدمر إسرائيل بالنووي ويحتل بلاد الخليج ويحقق لهم الحرية والديمقراطية علي الطريقة الإيرانية!.. قبله كان صدام خلاص هيخش إسرائيل عن طريق الكويت وفعلا رمي 11 صاروخ علي إسرائيل، لكن فين أيام صدام؟ طبعاً السياسيين العرب ما شاء الله متفقين من سبعين سنة أن أمريكا وإنجلترا والغرب كله هما اللي صنعوا إسرائيل، طب تتفاوض النهار دا برعاية أمريكية وغربية ليه؟ إذا كان دا صحيح.. كان لازم م الأول نعلن عدم التطبيع مع أمريكا والغرب ونتبع بن لادن، ودا كان المشروع الثوري للإخوان المسلمين وللزعيم عبدالناصر لما هدد مرات إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل قبل ما يقبل مبادرة روجز وزير خارجية أمريكا، وإذا كان الموت خطفه بدري فهو صرح أنه شايف في العقيد القذافي شبابه -حسب أقوال هيكل، والقذافي حاليا في إيطاليا طالب من الغرب كله دخول الإسلام، ودي خطة عبقرية لأن لو الغرب كله أسلم سنتصر قضية فلسطين، المسألة مسألة وقت وصبر وإيمان. نرجع للمفاوضات.. الفلسطينيين والعرب داخلين مسلحين بأن الحق والعدل معاهم وهي ميزة عظيمة لولا أن الوساطة أمريكية وغربية، والمفروض دول اللي هما وراء إقامة دولة إسرائيل أصلا ودا يحتاج لشيخ زي القرضاوي يقنعهم بأن الحق والعدل تبعنا، المشكلة الوحيدة أن أي مفاوضات في الدنيا ما لهاش علاقة بالحق والعدل إطلاقًا! المفاوضة يعني المساومة. والمساومة يعني الاتفاق علي حل مش شرط يرضي الطرفين لكن كفاية يقلل خسائر الطرفين، لكن كفاية يقلل خسائر الطرفين، والقسمة بينهم حسب قوة كل طرف وقت المفاوضات، وبالطبع اللي موقفه أقوي هو اللي يستفيد أكتر من نتيجة المفاوضات، والنهار دا وضع الفلسطينيين بعد انقسامهم أضعف بكثير، فإذا كانوا مستنيين ياخدوا من إسرائيل تنازلات كتيرة، يبقي دا مجرد أحلام، وهو دا الواقع للأسف من عام 1948. إذا كنت بقول إني مش عارف نتيجة المفاوضات ،فأنا واثق في أمر تاني، هو عدم نجاح المفاوضات بين فتح وحماس.. علي الأقل تنبأت بكده مع بداية الانقسام وراهنت أن حتي الوساطة المصرية المتكررة مش هتنجح. طيب فرضنا مفاوضات أبو مازن مع نتانياهو نجحت، هيكون وضع غزة إيه؟ يا تري هنية يتنازل عنها؟ طبعا لا، فهو أصلا ضد أي مفاوضات مع إسرائيل، فإذا فشلت تتجدد المناوشات والقتال بين فتح وحماس، أما إذا نجحت فتحصل حرب بينهم لا تؤدي إلي نتيجة فيستمر الحال علي ما هو عليه. إيه اللي يضير الفلسطينيين إن الوضع يفضل علي ماهو عليه سبعين سنة كمان؟ هما جربوه وعاشوا معاه سواء في الضفة وغزة أو لاجئين في بلاد عربية أو بلاد غربية، بعضهم بيقاوم بالسلام ويستشهدوا وبعضهم قاعدين في بيوته لحد ما إسرائيل تروح تهدها فوقهم، لكن المهم أن القضية تفضل حية ما دام فيه مناضلين بيدافعوا عنها في ساحات الكلام أو ساحات العدالة الدولية، والمناضلين هو المحامين اللي بيترافعوا عنها وبيقبضوا أجورهم بالملايين علي حساب المجني عليهم من المقاومين أو المسالمين، وينطبق علي الجميع فلسطينيين وعرب أغنية «إن كان دا حلم دا يبقي جميل خليني عايش فيه علي طول، بلاش تصحيني وتصحي أوهامي سيبني يانور عيني عايش في أحلامي». اللهم اجعله خير.