يتعرض الكثير من الدعاة والقراء المسافرين للخارج للكثير من المشاكل التي يتعرضون لها واغلب هذه المشاكل تكون في الدول الغربية حيث تمثل اللغة والنظرة الغربية السلبية لكل رمز مسلم عقبات تواجههم فور نزولهم تلك الدولة ورغم ذلك فهم لا يتوقفون عن السعي للسفر خاصة لإحياء ليالي شهر رمضان ومن أمثلة الدعاة الذين سافروا الي الخارج هو د. فرج الله محمود الشاذلي وهو دكتور بالازهر وقارئ ومفتش المقارئ بالاوقاف حيث يوضح أنه زار 30 دولة منها استراليا والصين والهند وروسيا وبلجيكا والاردن وغيرها وان المراكز الثقافية في البلدان التي قام بزيارتها تلقي ترحيبًا خاصًا للمصريين فحوالي 90 % من الدعاة والقراء الموفدين مصريون سواء من الاوقاف او الازهر الشريف . ويضيف الشاذلي انه من اهم الدول التي تواجه الدعاة مشاكل بها امريكا خاصة في الفترة التي أعقبت 11 سبتمبر حيث كان دخول الدولة يتطلب الكثير من الاجراءات الامنية المعقدة وكان الانتظار لفترات طويلة للتأكد من صحة التأشيرات والاستعلام الامني عن هؤلاء الاشخاص الموفدين ذلك بالاضافة الي إجراءات التفتيش في المطار والتي تمر بمراحل كثيرة ودقيقة، كذلك من المشاكل كما يرويها الشاذلي طول مدة السفر الي بعض الدول والتي تصل الي 18 ساعة مثل امريكا بالاضافة الي درجة الحرارة المنخفضة . ومن المواقف التي يذكرها الشاذلي كانت في دولة الصين وتحديداً في بكين حيث كان وقت الافطار وكانت اول مرة له في الصين التي لا تستعمل نفس مواد المائدة التي يستخدمها المصريون ومنها الملعقة حيث يستعمل الصينيون العصا الخشبية للأكل التي لم يستطع الشاذلي التعامل معها فاضطر لعدم تناول الافطار في ذلك اليوم مع زملائه وتناوله بمفرده في حجرته الخاصة . ويضيف الشاذلي ان اللغة الانجليزية تمثل عائقا في كثير من الاحيان ولكن وجود مترجم في بعض المراكز الثقافية يزيل تلك العقبة بينما في بعض المراكز التي تخلو من مترجم يحل احد الموجودين من الجاليات العربية محل المترجم . كما يعد فرحات المنجي من علماء الازهر أحد الدعاة كثيري السفر لتلبية حاجات الجاليات العربية والاسلامية في الخارج خلال شهر رمضان، ويشير إلي أن امريكا وهي من الدول المفضلة لديه والتي كثيراً ما تدعوه المراكز الثقافية بها للزيارة خاصة في رمضان لإحياء الشهر بالندوات والمحاضرات، كذلك دولة فرنسا وهي من الدول التي تحتوي علي اكثر المراكز الاسلامية التي تقوم بدورها في نشر الدين الاسلامي الحقيقي وذلك باستعانتها برجال يعلمون ما هو الدين الذي يتميز بالوسطية ولا يتجهون لاتجاهات غريبة وسلفية بالاضافة الي كونها اكبر الدول الاوروبية التي بها مساجد ومسلمون وحرية . ويري أن بعض المسلمين المغالين والسلفيين هم الذين يسيئون لصورة الاسلام في الخارج وضررهم اكثر من نفعهم - والحديث للمنجي - حيث انهم يصرون علي فرض النقاب علي السيدات العربيات في فرنسا مما ادي الي ارتداد الامر عليهم وضدهم وضد المسلمين هناك حين حاولت الحكومة الفرنسية هناك الحد من انتشار تلك الظاهرة فأصدرت قرارا بعدم ارتداء الحجاب في المدارس لكنها أباحته في الشوارع كذلك فالسلفيون هناك يرتدون جلبابا تحت الركبة وفي يدهم مسواك وتلك الصورة تنفر من الدخول في الاسلام . ومن المشاكل التي لا ينساها المنجي كانت في هولندا حين كان المنجي يزور احد المراكز الاسلامية هناك وأراد شراء شيء من متجر وفوجئ فيما بعد بأن صاحبه يهودي وحين شاهده بزيه الازهري ضيق عليه الخناق داخل المتجر مراقباً له وكلما أراد ان يقيس قميصًا قال له اليهودي لا يوجد مقاسك وانه لا يناسبك ورفضوا ان يبيعوا له شيئًا من المتجر حتي أجبروه علي الخروج ثم قام بالشكوي لمدير المركز الاسلامي والذي كان يرأسه شيخ ليبي وقتها فذهب لصاحب المتجر ليشرح له الي اي جهة ينتمي هذا الشيخ وفي النهاية اشتري الاشياء بأغلي من أثمانها الحقيقية . ويقول المنجي ان شكاوي بعثات الدعاة الي الخارج في رمضان محدودة لقصر المدة بينما تكون غالبية المشاكل من البعثات التي تظل 4 او 5 سنوات وتكون عبارة عن تأخير صرف الرواتب ويقول المنجي انه دون اغلب المشاكل التي تواجه الدعاة في الخارج في كتاب بعنوان " داعية في بلاد بعيدة " . دور الأوقاف وعن دور وزارة الأوقاف يقول شوقي عبد اللطيف وكيل الوزارة إن الاوقاف واجهت العديد من المواقف التي صادفت الدعاة المصريين في الخارج وكثيراً ما ساهمت في حلها وفي تذليل العقبات التي تواجههم ، كذلك فالداعي المبعوث مدرب علي التعامل بمرونة امام المواقف الصعبة والمتشددة في بعض الدول خاصة التي تدقق في إجراءات الدخول وهي الدول الاوروبية. ويذكر عبد اللطيف انه ذات مرة طلبت دولة إيفاد عدد من الدعاة لها وبالفعل تم اختيارهم وسفرهم الي تلك الدولة التي رفضت استقبالهم وتم حجزهم في المطار ومنعهم من دخول البلاد تحججاً بعدم سلامة الاجراءات ذلك رغم التصريح لهم أمنياً بالايفاد الي تلك الدولة ومنحهم التأشيرات وكانت دولة أوروبية فقامت الاوقاف علي الفور بإيفادهم الي دولة أخري . ويضيف عبد اللطيف ان هناك دولا بعينها معروف عنها التشدد تجاه الدعاه المسلمين وهي غالباً من الدول الاوروبية ومنها هولندا بينما هناك دول أخري معروف عنها زيادة الطلب علي إيفاد دعاة ومقرئين ومن أبرزهم أمريكا وأسبانيا واستراليا ودول امريكا الجنوبية وأولها البرازيل ولكن هناك اختبارات يتم بناء عليها اختيار الدعاة للسفر وتختلف الدول باختلاف الدرجات التي حصل عليها الداعي بالاضافة الي بعض المهارات الخاصة ومنها القدرة علي التعامل مع الاخر وفقاً لمعتقداته دون تشدد او تعصب او سرعة غضب كذلك لابد من امتلاكه للغة حتي يستطيع التعامل دون إحراج مع مختلف الجنسيات .