إمعانًا في تعنتها استبقت الحكومة الإسرائيلية أمس إصدار البيان المرتقب من قبل اللجنة الرباعية الدولية حول المفاوضات المباشرة وأعلنت رفضها له وسط استغراب فلسطيني لهذا الموقف وترقب لفحوي البيان. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المنتدي الوزاري السباعي قرر في اجتماع ترأسه بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء رفض بيان الرباعية الدولية الذي من المفترض أن يشكل الأساس لبدء المفاوضات بين تل أبيب والفلسطينيين. ونسبت الإذاعة لمصادر إسرائيلية مسئولة قولها إن حكومة نتانياهو لن تقبل أي دعوة لاستئناف المفاوضات المباشرة إلا من الولاياتالمتحدة موضحة أن إسرائيل تنتظر دعوة أمريكية تشدد علي وجوب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات. وأضافت المصادر أن الإدارة الأمريكية ستصدر خلال الأسبوع الجاري بيانًا آخر يحدد شروط إطلاق المفاوضات المباشرة ويشكل تسوية بين الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني. وقال مجلي وهبة عضو الكنيست الإسرائيلي إن نتانياهو لا يمكنه الالتزام بأي شروط مسبقة لأن ذلك قد يؤدي إلي اختلال في توازنات ائتلافه الحكومي. بموازاة ذلك قررت الحكومة الإسرائيلية نشر بيوت جاهزة في ثماني مستوطنات بالضفة الغربية فيما أوضح تقرير أصدره مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية «أوتشا» أن تل أبيب كثفت من نشاطها في عمليات الهدم بالضفة خلال الأسبوعين الماضيين حيث هدمت 43 مبني ملك للفلسطينيين في المنطقة «ج» برغم حصولهم علي تصريح بناء. علي الجانب الآخر استغرب صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنطقة التحرير رفض إسرائيل لبيان الرباعية قبل صدوره معتبرًا ذلك إمعانًا إسرائيليًا برفض عملية سلام جادة ودليلاً علي أن حكومة نتانياهو لديها برنامج آخر غير برنامج السلاح والاستقرار في المنطقة. وأكد أنه من السابق لأوانه تحديد جدول زمني لاستئناف المفاوضات المباشرة رغم ما اعتبره تقدمًا حدث خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع ديفيد هيد مساعد المبعوث الأمريكي جورج ميتشل مساء أمس الأول في رام الله وأدان قرار الحكومة الإسرائيلية بنشر بيوت جاهزة في المستوطنات ومواصلة الاستيطان في الضفة والقدس. بدوره قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة ل«روزاليوسف» إن الموقف الرسمي الفلسطيني من المفاوضات سيصدر بعد صدور بيان الرباعية ورفض الكشف عن تفاصيل لقاء عباس رهيل وإن أقر بحدوث تقدم خلال اللقاء. من جهته أكد محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن الفلسطينيين لن يدخلوا في مفاوضات مباشرة دون ضمانات دولية بوقف الاستيطان وتحديد المرجعية السياسية لهذه المفاوضات واصفًا ما يحدث الآن بأنه اشتباك سياسي بين الرئيس عباس والإدارة الأمريكية التي تضغط باتجاه المفاوضات. ووجه دحلان نداء لكل من «يصرخ وينعي.. قاصدًا الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرًا لها، التي ترفض المفاوضات بشكل قاطع، قائلاً من المبكر كيل الاتهامات أن الفترة المقبلة ستكون حالة صراع وحشد كل الطاقات من أجل الوصول إلي ضمانات للمفاوضات تشمل بيان الرباعية. من جانبها اعتبرت الجامعة العربية علي لسان السفير هشام يوسف رئيس مكتب عمرو موسي ل «روزاليوسف» الموقف الإسرائيلي من بيان الرباعية مناورة مؤكدة أنها بانتظار البيان. وفي القاهرة نفي مصدر مصري مطلع صحة ما تردد عن اختيار العاصمة المصرية مقرًا لإعلان انطلاق المفاوضات المباشرة مؤكدًا ل«روزاليوسف» أنه حتي الآن لم يتم الاتفاق علي إطلاق المفاوضات من القاهرة وإن أبدي ترحيب مصر باستضافة هذه المفاوضات باعتبارها الدولة العربية الراعية لعملية السلام.