يعود علينا رمضان بنفحات إيمانية ورغبة في التزود بعلوم الدين التي نلتمسها في أمهات الكتب من فقه وسنة، علي الجانب الآخر يزداد هوس السيدات بالمطبخ وأحدث الوصفات التي يستعددن لتحضيرها علي المائدة، وهذا ما ينعش الصراع بين الكتب الدينية وكتب الطهو في المكتبات والمعارض الدينية. في داخل معرض الكتب الدينية بين كتب التفسير والفقه والأذكار يحدثنا «عبد الحليم محمود» عن محتويات المعرض هذا العام فيقول يحتوي علي مجموعة كبيرة من الكتب الدينية منها حديث الإصدار مثل «أسرار المحبين في رمضان» لمحمد حسين يعقوب و«فتاوي محمود المصري».. والشيخ «محمد حسان» .. وكتب ذات طبعات متعددة مثل «تفسير وبيان السور» وهي مجموعة تصدر طوال العام ولكن يزداد الطلب عليها في شهر رمضان وكتب فقهية وأخري نصائح لاستغلال الشهر الكريم في العبادة مثل «رمضان الصوم والزكاة»"«كيف نستقبل رمضان»" وأخيراً «الأدعية والأذكار» و«مفاتيح الفرج» ولكن الطلب عليها يقل في رمضان مقارنة بمصحف الجيب المفسر. وعن الكتب الأكثر طلباً في المعرض الرمضاني يقول «مصطفي خليل» تاجر: إنها كتب الشروح الخاصة بالطلبة مثل «شروح ابن عقيل» شروح المكودي، شروح الألفية، وأصول الدين والمعاجم والقواميس.. حيث إن الخصم عليها في المعرض الرمضاني أكثر من 20% مما يجعل طلبة البعوث الإسلامية والأزهر يسارعون لشرائها في رمضان. أما كتب التفاسير فيأتي علي رأسها «رياض الصالحين» و«تفسير الجليلين» وتفسير «ابن كثير» بأكثر من طبعة فهناك طبعات تصدر عن المطابع المصرية وأخري تصدر عن دور النشر ببيروت وتبدأ أسعارها من 10 أو15 وتصل إلي 50 جنيهاً. يري مصطفي أنه بعيدا عن الكتب الأكثر مبيعاً فإن المصحف هو الأكثر طلبا ومبيعا لأن جميع المسلمين يجتهدون لختام القرآن في رمضان فنجد المصحف يرافقهم في كل مكان فالمصحف الجوامعي " مصحف الإمام" نجده في المسجد وهو مصحف كبير يبدأ حجمه من 25 *35سم ويصل إلي 90*75 سم ومصحف الجيب ومصحف نصف الجيب ومصحف كعب ومصحف سوستة وأسعارها تندرج من 5 جنيهات لمصحف الجيب وتصل إلي 40 جنيها للمصحف «الجوامعي». تبحث في المقابل السيدات عن التغيير في ظل الملل من الوصفات التقليدية التي اعتدن عليها طوال العام ويبحثن عن تقديم وجبات جديدة لا سيما مع كثرة عزومات الاقارب و الاصدقاء و لهذا تنتعش سوق بيع كتب الطهو من قبل السيدات. محمد عبد الرحمن يعمل بإحدي المكتبات اكد ان ارتفاع نسبة اقبال السيدات علي كتب الطهو تعود الي زيادة عدد برامج المطبخ، بالاضافة الي القنوات المتخصصة و ظهور مجموعة من الطهاة المصريين و العرب الذين تحرص السيدات علي متابعتهم علي القنوات الفضائية و قد اصبح لكل منهم كتاب مكون من عدة اجزاء من أبرزهم الشيف حسن، الشربيني، يسري وحورية . كما يشير الي انه في الاونة الاخيرة بدأت بعض القنوات مثل «فتافيت» في اصدار كتاب شهري خاص بها يضم وصفات لعدد من الشيفات من مختلف انحاء العالم علاوة علي انها تبادر باطلاق مجلد للاكلات المتنوعة قبل حلول شهر رمضان و هو الاكثر اقبالاً نظراً للاعلان عنه بشكل مكثف. و يضيف إن استعدادات المكتبات ودور النشر تبدأ قبل حلول شهر رمضان باسبوعين تقريبا فيتسابق كل منها بطرح طبعات جديدة او تقديم كتيبات صغيرة تشتمل علي عدد من الوصفات المتنوعة و المختلفة حتي ان كانت من اعداد احد الصحفيين. الأمر الطريف كما أوضحه هو ان بعض السيدات يقبلن علي شراء كتب الطهي لاشهر الطهاة بهدف الاقتناء فقط و لا يقمن باستخدامها و هو امر غاية في الغرابة نسمعه كثيراً علي لسان عدد من الازواج. أما هبة السيد فتقول إنه يوجد في الاسواق كتب لطرق الطهو الفرنسية و الايطالية و لكن يقتصر الاقبال عليها من سيدات الطبقات الراقية فالاخريات يفضلن الاكلات العربية للطهاة المشهورين بينما الفتيات حديثات الزواج فيقبلن علي شراء كتب الوصفات التقليدية و الاساسية مثل إعداد الخضروات أو طرق طهو اللحوم والدجاج. أما بالنسبة لرواد سور الأزبكية فعددهم محدود وهمهم الحصول علي الكتب الدينية. في البداية يذكر عماد العشري بمكتبة أحمد عبد الوهاب ان حالة البيع تشتد قبل بدء شهر رمضان بأسبوع وتنخفض تدريجيا تبعا لأوليات الأسرة، فبداية الشهر يفضلون شراء الأذكار والمصاحف الدينية بمختلف أحجامها، بالإضافة إلي كتب «رياض الصالحين» و«قصص الأنبياء» خصوصاً أن أسعار تلك الكتب في متناول الجميع يبدأ سعرها ب 4 جنيهات إلي 25 جنيهاً، أما عن قصص الأنبياء ورياض الصالحين فيبدأ أسعارها ب 10 جنيهات بالإضافة إلي الإقبال علي كتب الطهي ولكن بنسبة أقل من الكتب الدينية. أما إبراهيم فتحي بمكتبة الطرابيشي فيقول إن الأمر لا يقتصر فقط علي الكتب الدينية وكتب الطهي ولكن هناك فئة من الناس تفضل شراء الكتب الثقافية في شهر رمضان لارتباطه بأوكازيون الكتب وما به من تخفيضات جيدة علي أجود الكتب الثقافية حيث تتراوح أسعارها بين 2 جنيه و5 جنيهات تاركا بذلك الكتب ذات الصبغة الدينية مثل المصاحف والأدعية.