رمضان شهر الصوم والعبادة وأعمال الخير، وقد يكون شهر المسلسلات والبرامج والتليفزيون، وقد يشهد أي نشاط آخر كالحفلات والسهر بالخيم الرمضانية، لكنه للأسف ليس شهر الكتاب بأي حال من الأحوال، وهذا ما رصدته روزاليوسف في هذا التحقيق الذي لم نستمع فيه سوي للشكوي من كساد سوق الكتاب، باستثناء القليل من بعض الكتب الدينية كتب- إنجي نجيب وإسلام عبدالوهاب كما قال أحمد ربيع صاحب واحدة من فرشات بيع الكتب بمنطقه وسط البلد، مؤكدا أنه يعيش حاله من الزهق لجلوسه بجانب الكتب التي لا يقترب منها أحد قائلا: وكأنني وضعت لافتة مكتوبا عليها ممنوع الاقتراب أو التصوير، لدرجة أنه فكر في عدم عرض الكتب صباحا قبل الإفطار لكنه مضطر لفرش الكتب لأن أكل العيش مر. وأضاف: هذه الحالة من الركود موجودة طوال العام، وتصل إلي ذروتها في المناسبات كالمدارس والأعياد ورمضان، فيقل الإقبال بشكل ملحوظ عن الأيام العادية، لأن هذه المناسبات ليست فرصة للقراءة، خاصة شهر رمضان حيث يكون قضاء وقت الفراغ في قراءة القرآن والصلاة. محمد عوض صاحب فرشة كتب أخري يقول: أعتمد علي الجرائد بشكل أساسي، لكن الكتب لا يزيد الإقبال عليها سوي النظرة فقط ليس أكثر، وفي رأيي أن السبب وراء ذلك هو أن الناس مش محتاجة كتب في الحر ده! ويؤكد أن حاله البيع تزداد تدريجيا ابتداء من الساعة الثامنة مساء وهو ما أدي إلي السهر حتي الثانية صباحا ليعوض خمول الفترة الصباحية، أما أي وقت غير رمضان فإنه يكتفي بمواعيده منذ الثامنة صباحا إلي الخامسة مساء فقط. وعلي النقيض تماما قال حسن الميرغني أنه يعرف قراء رمضان منذ عدة سنوات، ويعتبر شهر رمضان موسمًا جيدًا لبيع الكتب، حيث يزداد الطلب علي الكتب الدينية بشكل كبير، لذا فقد قمت بعرض كل الكتب الدينية الموجودة لدي، وأكد أن هناك إقبالاً من القراء علي الكتب الدينية لزوم الصيام، وأن الإقبال لا يختلف في الصباح عن المساء، لذا يبدأ يومه من الساعة العاشرة صباحا حتي الثانية عشرة مساء، ويفطر بجانب فرشته. وأهم الكتب الدينية التي تشهد إقبالا لديه هي كتب تفسير القرآن وقصص الأنبياء والفتاوي، وكذلك كتب للشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب. أما منافذ بيع الكتب التابعة للهيئة العامة للكتاب فلم يختلف الوضع فيها كثيرًا، حيث تعاني هي الأخري من بطء في حركة الشراء، أما مواعيد العمل فتبدأ من العاشرة صباحا حتي الثانية ظهرا وتسمي بالفترة الصباحية، أما المسائية فتبدأ في الثامنة مساء حتي الحادية عشرة ليلا، أي أن إجمالي ساعات العمل مجرد ثماني ساعات فقط علي فترتين. سمير عبد الحميد مدير أحد منافذ البيع التابعة للهيئة أوضح أن شهر رمضان تقل فيه حركة الشراء وإن كانت غير منعدمة خاصة في فترة بعد الإفطار، وأضاف أن الإقدام يكثر علي الكتب الخاصة بمكتبة الأسرة لأنها تكون مدعمة وهي تحتوي علي كافة أنواع الكتب منها الدينية والاجتماعية والسياسية. أما حول عدم الرغبة في التخصص بالكتب الدينية في هذا الشهر ليزداد الإقبال عليها ألمح عبد الحميد أن هناك العديد من المكتبات التي تتخصص في كتب الدين والتراث، لكن بالنسبة لهيئة قصور الثقافة تكون معظم المطبوعات عبارة عن التاريخ والأدب وبالتالي القارئ يعرف جيدا إصدارات الهيئة ويقبل عليها بهدف شراء هذا النوع فقط من الكتب. وقال إنه يعرف جيدا الوجوه المعتادة علي شراء إصدارات الهيئة سواء في رمضان أو غير رمضان، أما القارئ العادي فهو بطبيعة الحال كسول ولن ينزل مخصوص أثناء الصيام لشراء كتاب إلا إذا كان محتاجا له في بحث ما. كما أوضح أن الهيئة تتبع نظاما حديثا منذ سنوات للتغلب علي ظاهرة الخمول الرمضاني، بعمل خصومات كبيرة علي أسعار الكتب، وهذا ما قامت به الهيئة هذا العام من خلال المعرض الذي يقام بعد الإفطار بمقر الهيئة بكورنيش النيل، وكذلك بمحكي القلعة وبدار الأوبرا المصرية. أما صلاح محفوظ المسئول عن أحد الفروع الأخري للهيئة قال: الإقبال يقل بشكل ملحوظ في رمضان، وفي غير رمضان لا نشهد إقبالا ونشاطا في حركة البيع سوي أثناء حملات القراءة للجميع أو العروض السنوية علي إصدارات الهيئة، وغير ذلك فنحن كغيرنا ننتظر الساعة الثانية ظهرا حتي ينتهي موعد العمل فرمضان بالنسبة لنا راحة وشهر ننتظره جميعا لنستريح بعض الوقت. ولكنه اتفق أيضا علي أن القراء بالأساس يتابعون إصدارات الهيئة لأن الكتب تنفد بعد مدة قصيرة من عرضها وربما يرجع الأمر لأهميتها وسعرها الرمزي.