أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة احتفالية ثورة يوليو تحت شعار «الأرض أرضنا» من خلال مشروع أتوبيس الفن الجميل حيث أقيمت الاحتفالية في حديقة الحرية، وتضمن الحفل معرضا لرسوم أطفال المشروع، وجدارية طولها 100م انجزها 60 طفلاً تحت عنوان «فدادين خمسة» انجزها الأطفال يوم الاحتفالية واختتمت الاحتفالية بحفل غنائي لفريق كورال المنيا من الأطفال والشباب الموهوبين وعرض فيلم عن الورشة التي تمت في المحافظات. توجه المشروع هذا العام إلي محافظات مصر التي تعتبر تحت خط الفقر. وهذا استكمال لخطة المشروع القائمة علي الاهتمام ببناء شخصية وعقلية الطفل من خلال الفن وأهميتها في ارساء القيم الاخلاقية والجمالية والوصفية. أوضح الناقد الفني محمد كمال: رحلة الأتوبيس هذا العام إلي أطفال الأقاليم البسطاء إلي خمس قري - قرية عايش الغربية شبرا باخوم المنوفية - السلامية الدقهلية - منشية لملوم المنيا جزيرة شندويلي التابعة لمحافظة سوهاج. وأكمل: أقمنا حوارًا قبل الورشة مع الأطفال حول أهمية الأرض وقيمتها التي أرستها الثورة ، والبعد الرمزي لمفهوم الأرض وأن مصر وتاريخها جديرة بالاهتمام وواصل محمد كمال: أن أطفال الأقاليم معترضون احتجوا علي الواقع وتجريف الأرض ومشكلة مياه النيل مع أفريقيا وأن منهج وأسلوب الأتوبيس منهج مصري بحت وأقيمت الورشة بنجاح. فقد تم عمل ورشة العمل في الأقاليم تحت شجرة جميز وشجرة توت مما ساعد علي نجاح الأداء النفسي والذهني والفني. فقد تعامل الأطفال مع المسطح ولديهم قدرة علي التعامل مع الحلول الفنية وقمنا بطرق توجيه مختلفة تناسب كل مرحلة في العمل الفني. فكل السلبيات أثناء العمل تم تحويلها إلي إيجابيات فعندما وقع أوراق الشجر علي اللوحات تم استخدامها فعمق ذلك قيمة الأرض والنبات والطين وخلقنا حلولاً تشكيلية وفنية وهذه الطريقة زادت من الطلاقة والمرونة. ونبه محمد كمال إلي أن الأطفال هم مستقبل مصر الحقيقي وهذا المشروع ايقظ عند الأطفال قيمة الأرض والماء والساقية وأن مكان العمل هو الحدث الحقيقي الأرضي فمنها: الأكل - الشرب - والملابس - الفن) كلها قيم تنبع من الأرض وهنا أقول للفنانين التشكيليين دعاة التجريب والتجاوز والتغريب الفكري وربما التقني أن قيمة الأرض المصرية لازالت لم تكشف بعد وإن الوطن في أزمة ونحاول حلها بالفن ودوره الاجتماعي والوطني حتي لا يبدو الفن معزولاً وأتساءل كيف يحصل الفنانون علي جوائز بعيدا عن الأرض المصرية وقيمتها وجدير بالذكر أن طفل القرية مليء بالبهجة والانتماء رغم بعده عن المدينة ومعظم الأطفال لم يتعلموا القراءة والكتابة ولكنهم بدءوا هنا بالرسم والفن وهذا المشروع يقول الأطفال الاقاليم أن مصر لم تنساهم. أما عن الجدارية فهي 100م مقسمة إلي 5 شرائح كل شريحة 1.50 متر لفدان الأرض عنوانها «فدادين خمسة» وقد اخترنا هذا العنوان للجدارية لإحياء الذاكرة في قلب الطفل الذي لم يحضر الثورة وأن الفلاحين حتي الآن هم المسئولون عن الأرض فالجدارية بكل المقاييس اعجاز فني اجتماعي وتقني وتلاحم بين أطفال الاقاليم وأطفال مصر. وتحيل الجدارية إلي التعددية وانتصر فيها اللون الأخضر. وجه محمد كمال رسالة إلي وزير الثقافة قال فيها: إن أطفال القري الذين تحت مستوي الفقر هم أغني أطفال مصر علي المستوي الجمالي والابداعي هم أكثر المحتاجين دعمًا ويستحق مشاريع كثيرة.