قال الناقد الدكتور محمد عبد المطلب أن مجموعة حنان الدناصوري "عربة مترو أخيرة" تدخل باب النسوية من أوسع أبوابها، وأنها تندرج تحت قائمة السير الذاتية، لكاتبة لم تخف حدود السيرة الذاتية، إلا بنسبة قليلة جدا. أكمل عبد المطلب، في الندوة التي أقامتها ورشة الزيتون لمناقشة مجموعة حنان الدناصوري "عربة مترو أخيرة"، رغم رفض كثير من الكاتبات التفريق بين السرد النسوي والسرد الذكوري، إلا أن موضوع هذه المجموعة مؤنث، راويها مؤنث، نري بها 159 اسما لإناث مقابل 48 للذكور، تتراوح أعمارهن بين سن الطفولة للكهولة، وهذا الاختلاف في العمر رشحها للدخول في دائرة السيرة الذاتية، دعم هذا أن 80% مما قرأته من نصوص نسوية لابد وأن تحضر فيها السيرة الذاتية، معلوماتي الشخصية عن الكاتبات أجدها مدسوسة في الروايات، يدعم وجهة لنظر تلك، أن الكاتبة كانت تتكلم بضمير المتكلمة في معظم القصص، كما ظهرت خبرتها كطبيبة بوضوح في 139 مفردة طبية في المجموعة، فضلا عن أربع قصص تدور داخل المستشفيات، كثير من الشخصيات تحمل لقب دكتوره. وأكمل: قراءتي لهذه المجموعة أكد لي أن تطبيق إجراءات السرد علي النصوص الروائية والقصصية لا يسعف في قراءة النص، لأن التقنيات التي قدمها ال57 تقنية تكاد تكون تحول النص السردي إلي آلة صماء فاقدة الروح، كما أن تقنيات السرد تجعل النصوص كلها نصا واحدة، لا فرق بين نص جيد أو نص غير ذلك. وأضاف عبد المطلب في الندوة التي حضرها كل من الدكتور محمد عبد المطلب، والناقد سيد قطب، والناقد حسام عقل، والدكتورة ثناء أنس الوجود، والكاتب محمد إبراهيم طه، وأدارها الشاعر شعبان يوسف: لقد قامت الكاتبة بخديعة كبيرة في مقدمة كتابها، حيث أهدت الكتاب بشاعرية كبيرة لزوجها، ما يمهد القارئ لقراءة قصص حول زوجات ناجحات، بينما كل الزوجات فاشلات لأبعد حد، في "عربة مترو أخيرة" نجد الزوج، غير موجود، متوفي أو مسافر أو مريض أو متخاذل، المجموعة همها الأول تشويه الرجل، فكل الذكور الحاضرة بالمجموعة مشوهين. شعبان يوسف: حنان الدناصوري كاتبة أساسية في الورشة، التطور الذي لحق بهذه المجموعة عن سابقتها كبير، رغم أن العالم في كلا المجموعتين به قواسم مشتركة كشخصية ريم، وانهيار الطبقة المتوسطة، في "عربة مترو أخيرة" نجد ازدحاما في الشخصيات التي تتفتح تدريجيا، وقد استطاعت حنان تضفير الشخصيات والأماكن، ومشاعر الحنين والهجران والأسي، في كل سطر، الموت أيضا مهيمن علي الشخصيات، بعض الشخصيات ضمير معذب، خيال الكاتبة متوثب، قادر علي إيجاد صور بلاغات وحركة سرد عالية، جديد في الكتابة الوصفية، حنان أعادت الاعتبار للقصة القصيرة، برائحة جديدة في هذه المجموعة، انتصرت فيها المرأة. الناقد سيد قطب قال: لحنان نسق خاص لاختيار مداخل عالمها الإبداعي وأبجديتها، الإهداء في مجموعتها السابقة كان به صراحة الفقد والألم، أما هنا فبه واقع الحضور، "عربة مترو أخيرة" هي الفرصة لنلحق بشيء ما، والعربة الأخيرة تعيد للذات محطاتها في خط واحد، حنان لم تتحرك من أزمة ذاتية، وإنما هي أزمة محلية وعربية، حيث انفصل الجيع عن محطته. وأكمل: لحنان لغة جميلة، وقد قامت خلال هذه المجموعة بالتأكيد علي قدرتها علي كتابة قصة جميلة، يستمتع بها القارئ، بتفاصيل الحياة، وأن تضع هيكلا فكريا خلف المتع الجمالية، في تضافر مميز بين الجمال والأيديولوجيا، ولعل ما لم يلحظه البعض أن الطفلة هي البطلة الحقيقية في مجمعتها.