هزت خمسة انفجارات أمس مدينتي إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية إثر سقوط صواريخ من طراز «جراد» فيما نفت مصر بشدة مزاعم إسرائيل بإطلاق هذه الصواريخ من سيناء. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن خمسة صواريخ أطلقت باتجاه مدينة إيلات سقط واحد منها في الأردن مما أدي إلي وقوع انفجارات لم تسفر عن خسائر في الجانب الإسرائيلي بينما قتلت أردني واحد وأصابت أربعة أخرين. وزعم قائد الشرطة الإسرائيلية موشي كوهين أن الصواريخ أطلقت علي الأرجح من شبه جزيرة سيناء بينما ادعت المخابرات الإسرائيلية أن تكون جماعة إسلامية وراء إطلاق الصواريخ من سيناء مستهدفة ميناء إيلات. ومن الأردن أكد وزير الإعلام والاتصال علي العايد أن الصاروخ الذي سقط في العقبة أطلق من خارج الحدود الأردنية. وفي القاهرة نفي مصدر مصري مسئول ل«روزاليوسف» مزاعم تل أبيب حول إطلاق هذه الصواريخ من سيناء، مؤكدا أن «الأراضي المصرية تحت السيطرة» وأن التصريحات الإسرائيلية بهذا الشأن ليست أكثر من مزاعم تتردد من حين لآخر. وهو ما أوضحه مصدر مصري آخر اعتبر إطلاق صواريخ من سيناء أمرا غير منطقي في ظل المتابعات الأمنية المستمرة للحدود المصرية من رفح شمالا حتي طابا جنوبا. كما نفي المصدر وجود أية عناصر لتنظيم القاعدة في مصر أو أن يكون قد تم إطلاق الصواريخ من قبل عناصر فلسطينية من سيناء خاصة أن المنطقة مؤمنة تماما. وجاء إطلاق هذه الصواريخ عقب سلسلة غارات شنها الجيش الإسرائيلي علي غزة مؤخرا استهدفت مناطق للأنفاق وأخري خاصة بتدريب عناصر تتبع حركة حماس، ردا علي صواريخ أطلقت من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية تبنتها جماعة سلفية تدعي «كتائب التوحيد والجهاد». كما أطلقت إسرائيل أمس، بحسب شهود عيان فلسطينيين، صاروخا علي منزل علاء الدنف القيادي في كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس مما أدي إلي إصابة 30 غزاويا وتضرر عدد من المنازل الفلسطينية إلا أن ناطقًا باسم جيش الاحتلال زعم أن طائراته لم تقصف أهدافًا في غزة أمس. علي صعيد المفاوضات المباشرة أفادت صحيفة «هاآرتس» بأن الإدارة الأمريكية تجري حاليا اتصالات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لعقد لقاء ثلاثي علي مستوي منخفض لبحث مرجعية المفاوضات وجدول أعمالها وسقفها الزمني. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الجانب الفلسطيني هو الذي اقترح عقد هذا الاجتماع الذي قد يلتئم الأسبوع المقبل بحضور المبعوث الأمريكي جورج ميتشل ويتسحاق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي وصائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية. وأشارت إلي أن نتانياهو «مستعد لوضع جدول زمني للمفاوضات كما يعتقد أنه سيكون من الممكن أن يتم إنجاز ذلك في غضون عام» ولفتت إلي أن رئيس الوزراء «مستعد لمناقشة أي من القضايا المحورية لاتفاقية الوضع النهائي بما في ذلك القدس والحدود واللاجئون والمستوطنات والأمن والمياه». بينت أن نتانياهو يرغب أيضا في أن تكون غالبية المحادثات بينه وبين عباس بشكل مباشر كما أنه مستعد لمشاركة ميتشل في المحادثات لحل أي صعوبات قد تطرأ لكنه لا يرغب في مشاركة ميتشل في كل اجتماع مع الفلسطينيين. وأضافت أن هدف نتانياهو هو التوصل لاتفاق يمكن تفعيله علي مدار سنوات بشكل تدريجي بهدف سحب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية. واجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس مع داليا رابين ابنة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحاق رابين. وقالت داليا رابين عقب الاجتماع إن عباس بدا قلقا من الضغوط الممارسة عليه لكنه مازال بانتظار الحصول علي إجابات من المبعوث الأمريكي جورج ميتشل. وأضافت: «إن لديها انطباعًا بأن عباس سيكون علي استعداد لخوض المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في حال تم الاتفاق علي إطار المفاوضات وأهدافها». كما اجتمع الرئيس عباس مع ديفيد هيل مساعد جورج ميتشل أمس حيث بحثا جهود دفع عملية السلام. فيما أكد أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي أن تجميد أعمال البناء في المستوطنات الإسرائيلية سينتهي يوم 26 سبتمبر المقبل حيث ستعود الحياة في المستوطنات إلي طبيعتها. وأضاف ليبرمان - خلال جولة قام بها أمس في مستوطنات شمال الضفة - أن تجميد البناء كان بمثابة بادرة حسن نية قدمتها إسرائيل للفلسطينيين.. وقد دفعت إسرائيل ثمن هذه الخطوة باهظا. وأوضح أن لديه الانطباع بأن الرئيس عباس يبحث دائما عن دعم الجامعة العربية للموقف الذي يري ضرورة عدم الشروع في محادثات مع إسرائيل.