هي تبعد عن مدينة جوبا بحوالي 200 كيلو متر وتشترك ولاية توريت في جانب من حدودها مع الحبشة كما تشترك في جانب اخر مع كل من اوغندا وكينيا. وعلي الرغم من الطبيعة الساحرة للبلد والنقاء والطبيعة التي لم تتسلل اليها التكنولوجيا الا ان هناك مشكلة كبيرة تواجه صحة ابناء تلك المدينة النقية الساحرة بارضها الخضراء. الناس في تلك المدينة يولدون ويعيشون ويمرضون ويتزوجون ويموتون لا شيء دون تلك الامراض تسيطر علي اجسادهم بالكامل ولا يفكرون مجرد التفكير في الذهاب الي الطبيب للعلاج ربما لأن المستشفي الوحيد الموجود بالمدينة لا يوجد به سوي جدران فقط لا توجد اسرة لا توجد اجهزة قليل من الادوية موجودة بالصيدلية ومعظمها منتهية الصلاحية. داخل قسم الولادة بالمستشفي اقضي حاليا وقتي مع السيدات اللاتي يقتربن من لحظات الولادة فغرفة الولادة هنا عبارة عن حجرة علي المحارة يوجد بها سريران بدون ملاءة بدون وسادة تستريح عليها السيدة قبل الولادة بساعة وفي نفس الغرفة ولكن في ركن منعزل به سرير بنفس المواصفات يتم نقل المريضة فيه اثناء اجراء العملية ولقد حضرت ولادة قيصرية وحيدة اجراها الطبيب المصري الموجود ضمن القافلة الطبية التي تقدم خدماتها الصحية في توريت وقد انقذ الطبيب المصري حياة المريضة بعد ان توفي الابن في رحمها منذ 5 ايام من قبل الولادة وتلك هي المرأه الوحيدة التي اجريت لها الجراحة داخل الغرفة اما باقي السيدات فكنا نذهب الي حجرة الولادة فنجد رأس الطفل تخرج من رحم الام فيتدخل الطبيب لسرعة انقاذ الام واستكمال عملية الولادة بشكل آمن واحيانا كثيرة كنا نذهب لنجد الأمهات قد انهين الولادة بمساعدة الممرضات اللاتي يعتمد عليهن بشكل كامل كثير من تلك الامهات يلدن بشكل عشوائي بدون رعاية اثناء الحمل يلدن بدون ان يطلقن صرخة واحدة والغريب ان الجنين كان يخرج من بطن امه بدون ان يصرخ صرخته الاولي التي اعتدنا علي سماعها ويستدعي ذلك الممرضات من ضرورة التأكد اذا كان الجنين حياً ام ميتاً ويتم اجراء عمليات تنشيط القلب الي ان يتنفس الطفل. الدماء المتساقطة من السيدات اثناء الولادة يتم التخلص منها بشكل عشوائي وغير آمن مما يجعل تلك الغرفة تربة صالحة لانتقال العدوي من سيدة لاخري وبديهيا ستنقل للجنين الذي يولد فجأة علي ذلك السرير. واقع غريب ومؤلم يعيش فيه هذا المجتمع الذي ينتظر يد المساعدة من الجميع فاذا كان جميع قادة العالم الآن ينادون بالاهتمام بصحة الامهات والاطفال فهل امهات واطفال ولاية توريت يندرجون ضمن تلك الولايات التي يجب ان نهتم بصحة سيداتها كل ماتحتاجه هنا وحدة صحة المرأة بمستشفي توريت هو غرفة ولادة مجهزة غير ناقلة للعدوي تحمي السيدات والمواليد الجدد وجهاز سونار للتأكد من صحة الجنين داخل رحم الام. واستغرب من عدم امداد منظمة الصحة العالمية بتلك الاحتياجات البسيطة للمستشفي وهي تجاورها في المكان وتلتصق جدرانها به بخلاف منظمة اليونسيف والاتحاد الاوروبي الموجدين في نفس المنطقة اعتقد ان اهالي توريت يحتاجون للمساعدة ويحتاجون ان نمد يد العون لهم واعتقد ان هذا الامر ممكن ان يحدث خاصة اننا مقبلون علي شهر رمضان شهر الزكاة ومساعدة الاخرين فأموالنا القليلة التي ممكن ان نتبرع بها لهم من الممكن أن تداوي جرح الطفل الذي يصرخ بجانبي الآن وهو ملقي في ارض المستشفي تحاول امه تهدئته لعدم وجود علاج يداوي آلامه.