الكاتبة الصحفية إقبال بركة، رئيس تحرير مجلة "حواء"، تري أن مشروع "القراءة للجميع" مشروع ضخم توفرت له كل الإمكانيات اللازمة للنجاح، وبعد مرور عشرين عاما عليه، كان لابد أن يحدث ثورة ثقافية ملموسة في المجتمع المصري، وهو ما لم يتحقق من وجهة نظرها، وكان يجب أن يلعب دورا حيويا وإيجابيا أكثر من ذلك، خاصة في المدارس، هذا الرأي وغيره قالته في حوارها ل"روزاليوسف"، عن إيجابيات وسلبيات "القراءة للجميع" بعد عشرين عاما علي انطلاقه. كيف ترين مشروع "القراءة للجميع" بعد مرور عشرين عاما؟ - لا أشك أن هدف المشروع هو الارتقاء بالمستوي الثقافي في المجتمع المصري، من خلال إصدارات الكتب وما تضمنه من ثراء معرفي وثقافي، ولكن ما حققه المشروع قليل جدا بالنسبة للجهد المبذول، الشباب المصري في حاجة لهزة قوية توقظه من غيبوبة التطلعات وأحلام اليقظة البعيدة عن إمكانيات بلده، وإمكانياته التي تجعله نهبا لرغبة محمومة في الاغتراب، أو الهروب، عن الوطن. إن عشرين عاما من التشجيع علي القراءة كانت كفيلة بإحداث ثورة ثقافية واجتماعية، وهو ما لم نلحظه، فمازالت الأغلبية العظمي فريسة لجماعات التراجع المجتمعي والتطرف الفعلي، وفي حالة من القلق والبلبلة والشك في كل شيء، وأعتقد أنه علي القائمين علي المشروع أن يعيدوا حساباتهم، ويكلفوا خبراء لتقييم النتائج الفعلية للمشروع. هناك من يري أن سعر الكتاب لا يزال بعيدا عن متناول يد القارئ، فما رأيك؟ - بالرغم من أن سعر الكتاب مناسب للجمهور العادي، فالأمر العجيب أن شبابنا يهدرون أموالهم علي أشياء أخري، مثل مكالمات الموبايلات والكيف، وعلي الفيديو كليب، فالمسألة ليست برخص الكتاب، بقدر ما هي ضرورة لخلق الحاجة إلي القراءة والثقافة والرغبة في الاطلاع. كيف يمكن تطوير مشروع القراءة للجميع لنشر مزيد من الوعي الأخلاقي والثقافي والجمالي لكل مصري؟ - لا يكفي أن يقرأ المرء أكبر عدد من الكتب، ولكن لابد أن يتوفر له مناخ ثقافي يشجع علي المعرفة والإبداع، وينمي ملكة التفكير لدي الشباب، ولن يحدث هذا إلا إذا عادت حصص هوايات للمدرسة التي كان من خلالها يتم التشجيع علي القراءة والثقافة، تلك الحصص كانت المفرخة التي اكتشفت ونمت مواهب الخمسينيات والستينيات، وأفرزت فنانين وكتابا ومبدعين في كافة المجالات. وكيف يمكن أن يلعب المشروع دورا فاعلا في المدارس؟ - يمكن لمشروع القراءة للجميع أن يلعب دورا حيويا وإيجابيا وفعالا في المدارس، بمد مكتباتها بالجديد والكلاسيكيات من إنتاجها، وتفعيل الدور بحافز بعمل مسابقات ذات جوائز مجزية بين تلاميذ الإعدادي والثانوي والجامعة، وبرامج تليفزيونية تتابع الفائزين، وتقيم بينهم مسابقات علي غرار "كيف تربح المليون".