يري الكاتب الصحفي سعد هجرس أن مشروع القراءة للجميع إنجاز ثقافي مهم، وطالب في حواره مع "روزاليوسف"، الخاص بتقييم المشروع بعد مرور عشرين عاما علي بدايته، أن يتم تشكيل لجنة تتصف بالنزاهة، لاختيار الكتب التي يتم نشرها، مع توفير نسخة من تلك الكتب علي أسطوانات CD للاستفادة من الثورة التكنولوجية في حفظ الكتاب الورقي، وغيرها من الآراء في هذا الحوار: مرت عشرون عاما علي مشروع القراءة للجميع كيف تري هذا المشروع الآن؟ - هو مشروع مهم ومن الأشياء القليلة الايجابية التي تحققت خلال السنوات الاخيرة في المجال الثقافي حيث وفر وجبة دسمة من الكتب المهمة للقراء بأسعار رخيصة في جميع المجالات والاتجاهات، والكتاب يمثل جزءا من قوة مصر الناعمة وكان في الماضي يمثل احد روافد الدخل ومن الممكن استعادة هذا الدور اليوم بعد ازالة العقبات التي تقف في طريقه. ما أبرز إيجابيات المشروع من وجهة نظرك؟ لقد وفر المشروع مجموعة من عيون الكتب، التي كانت قد نفدت من الأسواق ومن الصعب إعادة طباعتها، وأصبحت متاحة للناس، كما أن أسعار الكتب في ارتفاع مضطرد، وإن كان هناك سوء تقدير في الاختيارات احياناً. وما أبرز سلبياته؟ - فهو شأنه شأن أي مشروع لابد من وجود ثغرات وهفوات به، والشللية في النشر والمجاملات، أبرز عيوب المشروع، وأقترح تكوين لجنة تضم اتجاهات فكرية مختلفة وشخصيات مشهود لها بالإخلاص والشفافية لوضع خطة ومعايير واضحة، للكتب التي تدخل في إطار برنامج ولا بأس من وجود مسابقة لاشتراك في البرنامج، ولابد من وجود ربط بين القراءة للجميع من ناحية ومكتبة الأسرة ودور النشر أيضا، وهذا برنامج مهم ينبغي الحفاظ عليه وتطويره، لقطع الطريق علي المجاملات. كيف تري فعالية المشروع في مواجهة الأمية؟ - الأمية المنتشرة لها تأثيراتها الخطيرة، ليس علي حركة القراءة فقط، وإنما علي حركة المجتمع السياسية والاجتماعية أيضا، فالأمية تضم 40% من الشعب المصري، وهذه كارثة حقيقية علي المشروع، ولابد أن نذكر تدني مستويات التوزيع لجميع الكتاب بلا استثناء، ونجيب محفوظ كان يوزع ثلاثة آلاف نسخة فقط، وهناك كتب توزع بأرقام كبيرة، خاصة كتب الدين والجنس، واقترح رقمنة الكتب التي تعطي إمكانيات ضخمة للوصول إلي استنتاجات متعلقة بقضايا نوعية. هل الكتاب الإلكتروني يهدد عرش الكتاب الورقي؟ - لا أسميه تهديدا، لأن الكتاب الإلكتروني فيه مزايا وإمكانيات هائلة، يقدمها للقراء وإمبراطورية الورق ليست أطلالا ينبغي البكاء عليها، وليست مطلقة في حد ذاتها، المهم ثروة الكتابات الجيدة في هذه الإمبراطورية، يجب حفظها عن طريق الكتب الإلكترونية، والاستفادة من الإمكانات الهائلة للثورة التكنولوجية.