«دواين موتن» البالغ من العمر 20 عاما فقط فكر في طريقة مبتكرة وغير مسبوقة للحصول علي حضانة ابنه البالغ من العمر ست سنوات.. وكان الطلاق قد وقع بين (موتن) وزوجته اللذين يعيشان في دالاس بولاية تكساس الأمريكية، ولكنه أراد الحصول علي حضانة الصغير عن طريق إثبات عدم صلاحية أمه للاحتفاظ به وتربيته.. وعلي طريقة أفلام السينما الأمريكية، اتفق (موتن) مع صديقه (جاكوب ويلر) أن يطلق عليه الرصاص.. وكانت الخطة أن يقوم (موتن) وهو مصاب بالإبلاغ عن أن صديق مطلقته هو الذي حاول قتله بتحريض منها.. ولكن ما حدث كان عكس الخطة تماما.. لم يستطع الصديق (ويلر) البالغ من العمر 20 عاما هو الآخر أن ينفذ الخطة بدقة.. فقد أصاب صديقه (موتن) في مقتل.. ولما شعر الأخير بأنه قد أصيب إصابة بالغة قد تودي بحياته صرخ طالبا النجدة.. ولما صرخ تجمع الناس ورأوا القتيل والقاتل.. وبعد قليل من التحريات ظهرت الحقيقة كاملة.. ولكن للأسف بعد أن ضيعت الخطة شابين في مقتبل العمر.. فقد توفي (موتن) الذي رسم تلك الخطة، وسيخضع (ويلر) للمحاكمة بتهمة القتل بعد أن اعترف بالحقيقة.. هذه ليست قصة فيلم، ولا رواية.. هي حادثة حقيقية وقعت الأسبوع الماضي.. وقد تكون مجريات الأمور عجيبة لدرجة يصير فيها الواقع كما في هذا الحادث أغرب من الخيال.. ولكن هذا ما لا يدركه الإنسان محدود القدرات إلا بعد فوات الأوان.. وفي غالب الأحيان يعتمد البشر علي جزء من التاريخ الإنساني ظهرت فيه قوة الإنسان وذكاؤه وقدرته علي التخطيط والتنفيذ ووصوله أحيانا إلي المستحيل.. ولكنهم يتناسون أجزاء أخري كبيرة من التاريخ الإنساني حفلت بالأقدار غير المتنبأ بها والتي كشفت عورة التخطيط البشري والقدرة المحدودة للإنسان أمام قوي أعظم منه لم ولا يستطيع مقاومتها أبسطها قوي الطبيعة مثلا.. والمشكلة في خطة (موتن) أنها تتعرض لمفاهيم الحياة والموت بسخرية لا تليق بجلالهما، وباستهانة لا تتفق مع صغر الإنسان بالنسبة لهما وعدم قدرته علي المساس بهما.. وبغض النظر عن الهدف السلبي لخطة (موتن) ورغبته في الإيقاع بمطلقته، تعتبر الخطة نفسها خطة غبية.. أولا لأن عوامل المخاطرة فيها أكبر بكثير من المكاسب المرجوة والمنتظرة منها حتي لو كانت قد تحققت كما رسمها الاثنان.. وثانيا لأنها تعتمد علي مهارة الصديق الذي قد يخطئ أكثر مما يصيب والخطأ هنا خطأ قاتل وهذا ما حدث.. وثالثا لأنهما لم يحسبا ردة الفعل الطبيعية التي سيصدرها (موتن) حال إطلاق النار عليه حتي لو لم تكن إصابته خطيرة وبالتالي سيتجمع الناس وتنكشف الحقيقة.. أما أكثر عناصر القصة غباء فهو أن الخطة الغبية اتفق عليها اثنان وليس مجرد أحمق واحد.. قد يقول البعض إن مطلقة (موتن) من سعداء الحظ فقد تخلصت من مضايقاته إلي الأبد دون أن تفعل شيئا.. وقد يقول آخرون إن العناية الإلهية قد أنقذت الصغير من أن يتنازع علي حضانته أب كهذا.. وقد يري آخرون أن الحادث كله مأسوي ونتائجه كلها سلبية علي الأب والصديق والابن الذي صار يتيما.. ولكن تبقي في النهاية حقيقة لا جدال حولها هي أن هناك قوة أعظم بكثير من البشر تترك لهم حرية التصرف ولكنها تتدخل لتضبط العالم كله ولتذكر الإنسان من آن لآن أنه محدود جدا جدا..