بعد عناء عام طويل من البحث والقراءة والمتابعة لأحداثنا اليومية في جميع المجالات، فبحكم الطبيعة الإنسانية سواء كنت أنا أو القراء تحتاج الي فترة للاسترخاء، ليس علي المستوي الجسماني ولكن علي المستوي العقلي.. من هنا فكرت في كتابات خفيفة كخفة ملابس الصيف اللهم إلا إذا هاجمنا موضوع ساخن وهو ما لا نتمناه في ظل سخونة حر هذا الصيف. وصلتني علي بريدي الإلكتروني رسالة طريفة تحتوي علي الحكاية التالية.. في أوروبا قامت إحدي الممالك بمحاصرة الأخري تريد أن تستولي عليها، وأن تقضي علي ملكها ، ولما وصل الأمر إلي الملك أرسل سفراءه ليستعلم عن سبب هذا الاعتداء المفاجئ، وكيف يمكن أن ينتهي ويحفظ الملك مملكته.. وعاد إليه الرد بأنه من الممكن أن ينتهي الحصار وألا يحكم علي الملك بالموت إذا تمكن من الإجابة عن السؤال الآتي: ماذا تريد النساء؟! رجع الملك إلي حاشيته، وجمع المفكرين والفلاسفة، وجمع نساء الدولة وفتياتها علي أن يتمكن أحد من الإجابة عن السؤال، ولكن دون جدوي .. وفي النهاية قدم أحد أفراد الحاشية نصيحة للملك بأن يذهب إلي إحدي العرافات، وبالفعل ذهب هذا الحاكم ليسأل إحدي هذه العرافات ويسألها.. فقالت له: يمكنني أن أعطيك الإجابة لتنقذ بها مملكتك وحياتك، ولكن ما هو الثمن؟ فقال لها: كل ما تريدين، أعطيك نصف مالي، وبساتيني، وكل ما تطلبينه أيضاً.. فقالت الساحرة وكانت كبيرة في السن: لا حاجة لي في بساتينك، فقط أريد أن أتزوج أجمل رجال حاشيتك، النبيل ألفريد!!.. اندهش الملك من رغبتها ورفض أن يحقق لها رغبتها، فهو لا يرغب أيضاً في أن يوتر علاقته بالنبيل والفارس ألفريد.. عاد الملك إلي القصر ليجد أفراد حاشيته ينتظرون نتيجة المقابلة، ولكنه لم يخبرهم لكي لا يصل الأمر إلي صديقه النبيل.. وفي صباح اليوم التالي جاء إليه النبيل ألفريد وقال له: لماذا أخفيت علينا إجابة الساحرة؟ ألا تعلم أن أي ثمن لن يكون باهظاً مقابل الحفاظ علي حياتك والحفاظ علي مملكتك؟ وقال له: إنني علي استعداد للزواج من الساحرة، وبالفعل ذهب الملك إلي الساحرة مرة أخري وطلب منها الإجابة وقال لها: لقد وافقت علي أن تتزوجي أجمل النبلاء في قصري، النبيل ألفريد.. فقالت له الساحرة: وأنا أمنحك الإجابة، إن ما تريده المرأة حقاً هو أن تترك لها حرية الاختيار.. ذهب الملك بعد ذلك، وأرسل مراسليه إلي قائد الجيش الذي يحاصر قلعته، وأخبره بالإجابة، وانتهي أمر الحصار، وعادت المملكة سالمة للملك.. وفي يوم زفاف النبيل ألفريد علي الساحرة ذات السن الكبيرة والوجه القبيح، فوجئ النبيل بالمرأة التي تزوجها قد تحولت إلي امرأة غاية في الجمال والصبا، وعندما سألها عن سر هذا التحول في وجهها؟ فقالت له: لأنك وافقت أن تتزوجني فقد قررت أن أمنحك فرصة وعليك الاختيار: إما أن أبقي قبيحة طوال النهار وأن أتحول إلي امرأة جميلة في الليل، وإما أن أتحول إلي امرأة جميلة في النهار وأن أعود إلي حالتي الطبيعية في الليل.. أخذ النبيل يفكر في الاختيار الصعب ولكنه أجاب (.....) ملحوظة للقارئ.. حدد إجابتك قبل أن تكمل قراءة القصة... لقد كانت إجابة النبيل: سأمنحك أنت الاختيار.. فقالت له الساحرة: إذاً أظل جميلة طوال النهار والليل. الحكمة: إذا منحت المرأة حرية الاختيار فستحصل علي أجمل النتائج.