هذا التاريخ المعنون به هذا المقال قد يثير لدي كثيرين ذكريات رائعة، وقد يثير ذكريات غير سعيدة للبعض (فهم قلة) علي ما أعتقد وقد لايثير شيئاً للأغلبية العظمي من شعب مصر اليوم، حيث أشارت الإحصاءات إلي أن 35% من شعب مصر لا يعلم شيئًا عن حرب أكتوبر 1973! ولكن سيظل يوم 23 يوليو 1952-يوماًَ محفوراً في تاريخ مصر المعاصر بكل المقاييس والمعايير ومهما اختلفنا حول تقييم الأداء في تلك الحقبة الزمنية المهمة والرائعة في حياة الوطن إلا أن ما قدمناه أو قدمه العارفون بالأحداث والمعايشون لها أو من أعضاء هذا التنظيم الذي قاد حركة الثورة أو كما يسمونها الانقلاب أو كما يقال تغيير النظام (السياسي الاجتماعي والاقتصادي المصري) من ملكية إلي جمهورية منذ تلك الليلة 22 يوليو وصباح 23 يوليو ومنذ البيان الأول لقيام حركة الضباط الأحرار، بالاستيلاء علي مقاليد الأمور في البلاد، الذي أدلي به من الإذاعة المصرية البكباشي "محمد أنور السادات" وتوالت الأحداث وخرج الملك من مصر علي يخته "المحروسة" يوم 26 يوليو 1952، متنازلاً عن ملك مصر لابنه (الرضيع) "أحمد فؤاد الثاني " وسرعان ما أعلنت مصر جمهورية وألغت النظام الملكي وانتهت بغير رجعة تلك السيطرة الأجنبية عن البلاد، سواء حكماً أو ملكاً أو حتي اقتصاداً في أوائل الستينيات. كل هذه التطورات التي نقلت مصر من حيز تاريخي إلي حيز تاريخي جديد، لاشك أننا حتي اليوم نجني ثمار هذه الثورة "إيجابياتها، وسلبياتها" ما زال الجني حتي اليوم لما زرعناه، يتم ولنا في تفسير وتحليل سياسات هذا الزمن آراء متباينة إلا أننا لا يمكن أن نختلف بأن مصر عاشت أزهي عصورها الوطنية في ظل قيادة "جمال عبد الناصر"، للبلاد منذ 1952- وحتي هزيمة يونيو 1967، وكانت القفزة الثانية ولكن من شعب مصر، للتصحيح وصدور بيان 30 مارس 1968 وبداية بناء القوات المسلحة، ورفعنا شعار (يد تبني ويد تحمل السلاح) وفقدنا "جمال عبد الناصر " مساء يوم حزين 28 سبتمبر 1970، لكي تدخل مصر مرحلة الانتهاء من إعداد القوات المسلحة، لأكبر تحد في عصرنا الحديث وكانت القفزة الثالثة للمصريين حينما استطاع الجيش المصري ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 أن يعيد للقوات المسلحة المصرية ولشعب مصر بل للأمة العربية كلها أن يعيد لنا جميعاً الكرامة التي اهتزت يوم 5 يونيو 1967 وكانت مصر دائماً هي النبراس، وهي الهدف وهي الأمل وهي الرجاء، وكل هذا لا يتأتي إلا من خلال جهود مضنية من بعض أبنائها من المصريين الذي عقد عليهم الزمن في تلك الفترات الأمل في قيادة الأمة، وكانت مصر أيضاً في نفس اليوم 6 أكتوبر 1980- تقف حزينة علي فقدها ابنها "محمد أنور السادات" في مشهد درامي في العرض العسكري الذي كان يقام في مثل هذا اليوم، من كل عام إلا أن القفزة الرابعة كانت يوم 5 فبراير 2005، حينما أعلن الرئيس مبارك انتهاء عصر تعيين رئيس الجمهورية بالاستفتاء وبعد أن قطع شوطًا عظيمًا في التنمية وإعادة كامل الأرض من براثن الإحتلال سواء بالتحكيم أو بالمفاوضات ولكن سيظل هذا القرار الذي اتخذه مبارك بمثابة قفزة في مسيرة يوليو 1952- نحو الديمقراطية الحقة والتي جاءت ضمن أهداف الثورة الستة ليلة 23 يوليو 1952.