انعكاسا لحالة الاحتقان التي شهدها الاجتماع الأخير للهيئة العليا لحزب الوفد انتقلت الاتهامات خلال اليومين الماضيين إلي العديد من لجان المحافظات. وتجدد الاستقطاب وحرب تصيد الأخطاء واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية بين كل من فريقي: السيد البدوي الرئيس الحالي للوفد ومحمود أباظة الرئيس السابق للحزب. ورغم تعدد النماذج وتنوعها فإن نموذج أزمة سعاد صالح أستاذ الفقة المقارن ورئيس اللجنة الدينية بحزب الوفد كان الأبرز والأكثر إثارة للجدل داخل المحافظات إذ طرحت العديد من التساؤلات مفادها هل تتحول الوحدة الوطنية لأحد أسباب الخلافات الداخلية في حزب الليبرالية الذي يرفع شعار «الهلال والصليب».. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. وتساءلت قيادات وفدية هل تتسابق قيادات الوفد لتحقيق مكاسب سياسية باسم الوحدة الوطنية وهل تحتاج ليبرالية الوفد لتأكيدات من أبناء الحزب؟! ووجه عدد منهم اتهامات للبدوي وفريقه بالسعي لأخونة الحزب بالاستعانة برجال الدين علي غرار سعاد صالح خاصة بعد تصريحاتها حول الولاية العظمي للمرأة والأقباط رغم تراجعها في وقت لاحق. واتهم مؤيدو البدوي أنصار محمود أباظة الرئيس السابق للوفد بمحاولة اختلاق أزمات وصراعات داخلية لإحداث ارتباك مستندين في هذا السياق لتراجع سعاد صالح عن تصريحاتها من جهة وما أعلنه د.السيد البدوي رئيس الوفد من أنه كان يسعي لترشيح نجيب ساويرس رجل الأعمال للانتخابات الرئاسية باسم الحزب! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ كان لافتا إصدار بيان من مجموعة من شباب الوفد ينتقدون فيه ما أسموه الموقف السلبي لحزب الوفد من تصريحات د.سعاد صالح رغم هدوء الأجواء واصفين إياها بالطائفية ومعتبرين رئاستها للجنة الشئون الدينية تغيراً ملحوظاً في أيديولوجية الحزب وتناقضا مع مبادئه. وطالب بيان الشباب بالتحقيق مع سعاد صالح وفصلها من عضوية الحزب حتي لا ينقسم الحزب لقسمين علي أساس الدين بسبب التصريحات الرافضة لوصول المسيحي للرئاسة.. وأن ضمها للحزب يعني الموافقة علي تصريحاتها التي تعود بالمجتمع للعصور الوسطي حيث تكفير المختلفين دينيا. وبينما وقع علي البيان السابق 30 عضواً قبطياً للوفد من أصل 37 توقيعاً أعلن منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد أنه مستاء من هذه التصريحات لذلك تتم مهاجمته بسبب هذا الاعتراض مطالباً المعترضين بمساندته! فيما كان لرضا إدوارد عضو الهيئة العليا رأي آخر حيث قال لقيادات الحزب لن نعلق المشانق لسعاد صالح ويكفي أنها اعتذرت مادامت قيادات الحزب تؤكد ثوابتة الليبرالية.. وأمام هذا الجدل الذي وصفه البعض بالعقيم ألتقي السيد البدوي الكرة في ملعب مؤسسات الحزب لتحديد موقفها النهائي من سعاد صالح رغم أن مبادرة البدوي لترشيح نجيب ساويرس لانتخابات الرئاسة باسم الوفد لم تشفع له في مواجهة تصريحات سعاد صالح مما دفع البعض لوصف ما يحدث بأنه «تصفية حسابات» انتخابية وسياسية. وكانت قيادات بالهيئة العليا قد وصفت مبادرة البدوي بالإيجابية مطالبين بأن يكون مرشح الوفد للرئاسة من داخل الوفد علي أن يجهز برنامجاً للرئاسة، الأمر الذي أيده سامي بلح السكرتير المساعد بينما طالب رامي لكح رجل الأعمال المنضم حديثاً للوفد في تصريحات ل«روزاليوسف» بترشيح البدوي للرئاسة لافتاً إلي اقتراح البدوي بترشيح ساويرس يؤكد دعم الوفد للوحدة الوطنية ولمبادئه الليبرالية.. وقال المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد ليس شرطاً ترشيح رئيس الوفد لانتخابات الرئاسة واصفاً اقتراح البدوي بأنه يضرب عصفورين بحجر بالدفع بأول قبطي لرئاسة الجمهورية والتأكيد علي مبادئ الحزب.. اللافت أن السيد البدوي رد علي ما حدث من تصاعد للأزمة بمقال تهنئة للبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في عيد رهبنته أكد فيه الوحدة الوطنية كأحد ثوابت الوفد وأشاد فيه بوطنية البابا.. لكن في المقابل كانت هناك اتهامات تطارده من داخل الجريدة نفسها بأنه أعطي مساحة للإخواني محمد عبدالقدوس ليكتب ما يشاء!
.. و حرب الاتهامات تشتعل من جديد علي «فيس بوك» بين أنصار أباظة والبدوي في تصاعد جديد لأزمة الاتهامات بين فريق البدوي وفريق أباظة اشتعلت حرب التصيدات علي الفيس بوك من جديد بين كلا الفصلين، إذ اتهمت قيادات بوفد الإسكندرية رئيس الوفد بتصفية الحسابات مع أنصار أباظة بتشكيل هيئة مكتب جديدة وإعادة اللجنة القديمة . ورد أنصار البدوي علي ذلك مشددين علي أن ما حدث هو تفعيل للديمقراطية باعادة التشكيل القديم المنتخب الذي استبدله محمود أباظة بتشكيل جديد بالتوافق . وتصاعدت الاتهامات بعد تحويل عاطف جابر القيادي بوفد قنا للتحقيق من خلال لجنة النظام، إذ رددت القيادات المناهضة لهذا القرار أن البدوي أحاله للتحقيق بسبب اساءته لقيادة الحزب وأرجات الهيئة العليا تشكيل لجنة النظام الجديدة لحين الانتهاء من التحقيق مع جابر.